سجينات إيرانيات: نحن في عداد الأموات

مشاجرات يومية بين النزيلات للحصول على مياه صالحة للشرب أمهات محتجزات مع أطفالهن دون علاج أو طعام ورعاية النزيلات ينمن على الأرض في درجة حرارة لا تطاق دورات المياه لا تكفي.. والأمراض تنتشر بين السجينات سجينة: عليك أن تموت للحصول على إذن لرؤية الطبيب رسالة النزيلات المأسوية تفتح الباب أمام الانتهاكات الداخلية الفظيعة لنظام الملالي
مشاجرات يومية بين النزيلات للحصول على مياه صالحة للشرب أمهات محتجزات مع أطفالهن دون علاج أو طعام ورعاية النزيلات ينمن على الأرض في درجة حرارة لا تطاق دورات المياه لا تكفي.. والأمراض تنتشر بين السجينات سجينة: عليك أن تموت للحصول على إذن لرؤية الطبيب رسالة النزيلات المأسوية تفتح الباب أمام الانتهاكات الداخلية الفظيعة لنظام الملالي

الثلاثاء - 03 سبتمبر 2019

Tue - 03 Sep 2019

أرسلت 200 نزيلة بالجناح رقم 5 في سجن غارشاك النسائي بمدينة فارامين الإيرانية رسالة مأسوية لرئيس هيئة السجن الحكومية في طهران، احتجاجا على الظروف اللا إنسانية التي يعشنها، والانتهاكات الفظيعة التي يتعرضن لها، والتي تكشف عن الوجه القبيح لنظام الملالي الذي لا يكتفي بقمع شعبه، بل يعمل على إذلاله وتعذيبه داخل السجون، ويحرمه أبسط حقوقه الأساسية وعلى رأسها مياه الشرب.

كلمات مؤلمة ذكرتها السجينات في الرسالة التي تعري النظام الإرهابي القمعي، تقول بعض سطورها «ألا نستحق المعاملة السليمة والسلام والحماية من قبل السلطات؟ هذه المشاكل هي ضغوط غير مرئية أجبرت بعض زميلاتنا في السجن على ضرب أنفسهن، وتناول حفنة من حبوب منع الحمل لتهدئة عقولهن، والعمل بشكل ذليل لكسب المال، وكل يوم نكرر هذا السؤال: بهذه المعاملة نشعر أننا في عداد الأموات».

إضراب عن الطعام

أرسلت الشكوى باللغة الفارسية بتاريخ 17 أغسطس الماضي، وترجمت من قبل مركز حقوق الإنسان في إيران. تقول السجينات «لا نستطيع تلبية احتياجاتنا الأساسية من الغذاء ومياه الشرب والملابس والمنتجات الصحية، أليس للسجناء حقوق أساسية؟».

وأشارت الرسالة إلى أن الموقعات قد أضربن على الطعام احتجاجا على افتقار السجن إلى مياه الشرب التي يمكن الوصول إليها، والوجبات غير الصالحة للأكل، وعدم كفاية خدمات الصرف الصحي والنظافة الصحية، والأشياء التي لا يمكن تحمل تكاليفها.

وبحسب موقع حقوق الإنسان الإيراني، فإن هيئة السجون الحكومية (SPO) مسؤولة عن سلامة السجناء وترسل تقارير دورية إلى القضاء، لكن رئيسها حشمت الله حياة الغيب رفض الاجتماع بالسجينات عندما «تفقد» المنشأة قبل شهر، كما أكدن في رسالتهن.

تعاسة وحرمان

كشفت المقابلات التي أجرتها لجنة حقوق الإنسان أن سجينات «غرشاك» محرومات أيضا من الخدمات الطبية المناسبة، ويواجهن العنف الذي تمارسه سلطات السجن وغيرها مع السجناء.

إضافة إلى ذلك، لا تتوفر المواد الأساسية أو العلاج الطبي الكافي للأمهات المحتجزات وأطفالهن، ولا يستطيع السجناء الوصول إلى الهواتف.

يشترط القانون الإيراني فصل السجناء بناء على طبيعة إدانتهم، لكن السجناء السياسيين في غارشاك محتجزون بشكل غير قانوني في أجنحة السجناء المدانين بجرائم عنيفة.

وبحسب تأكيدات السجينات للجنة حقوق الإنسان الإيراني، يكتظ السجن بالنزيلات في درجة حرارة عالية، علما أن النزيلات اشترطن عدم الكشف عن هويتهن لحماية أنفسهن من الأعمال الانتقامية من السلطات للتحدث عن تجاربهن.

شكاوى ومعاناة السجينات

  • تنام السجينات على الأرض كل ليلة لعدم وجود أسرة تكفيهن.

  • الأجنحة الموجودة داخل سجن غرشاك عبارة عن مستودعات مقسمة إلى أقسام، يحتوي كل قسم على نحو 12 غرفة تبلغ مساحة الواحدة منها نحو 9 أمتار.

  • تحتوي كل غرفة على ثلاثة أسرة بطابقين أو ثلاثة لتسع سجينات، وعادة ما تنام سجينتان على الأرض.

  • ثلاثة أو أربعة سجينات ينمن على الأرض بجوار كل غرفة.

  • السجينات السياسيات محتجزات بشكل غير قانوني في أجنحة المدانات بجرائم عنيفة.

  • هيكل المستودع الكبير في السجن يفتقر إلى تكنولوجيا التدفئة والتهوية وتكييفات الهواء الكافية التي يمكن أن تنظم درجات الحرارة القصوى داخل المبنى خلال أشهر الشتاء والصيف.

  • كثرة الإصابات بالالتهاب الرئوي خلال فصل الشتاء.

  • رائحة سيئة بسبب نظام الصرف الصحي المعطل.


رسالة مفتوحة

في يناير 2019، وقعت خمسة من النزيلات المسجونات في الأمر الصوفي جونابادي، وهي أقلية دينية مضطهدة في إيران، رسالة مفتوحة تحث مدير السجن على فصلهن عن السجينات المصابات بأمراض معدية، لكن تم تجاهل دعوتهن.

تشير الشهادات إلى انتهاك المعايير التي وضعتها الأمم المتحدة لجميع الدول الأعضاء، حيث تنص قواعد الأمم المتحدة النموذجية الدنيا لمعاملة السجناء على أن جميع أجنحة السجن يجب أن تفي بجميع المتطلبات الصحية، مع وضع الظروف المناخية في الاعتبار، خاصة للمحتوى المكعب من الهواء والحد الأدنى لمساحة الأرض والإضاءة والتدفئة والتهوية.

مشاجرات بسبب المياه


  • المياه في غارشك مالحة لدرجة أن على السجينات شراء المياه المعبأة في زجاجات من المتجر بثلاثة أضعاف السعر العادي.

  • بسبب نقص مياه الشرب التي يمكن الوصول إليها، تحدث مشاجرات واحتكاكات بين السجينات اللاتي يستطعن شراء المياه المعبأة في زجاجات باهظة الثمن من المندوبين ومن لا يستطعن ذلك.

  • تضطر السجينات الفقيرات وذوات الدخل المنخفض إلى العمل بوظائف منخفضة الأجر داخل السجن لكسب ما يكفي من المال لشراء السلع الأساسية من المتجر.

  • تفتقر وجبات السجن إلى الفيتامينات والمواد الغذائية الأساسية، ويبدو الطعام في معظم الأحوال غير صالح للبشر.

  • المعايير الغذائية في غارشك أقل بكثير من متطلبات القانونين الإيراني والدولي.


اشتراطات الأمم المتحدة

تنص المادة 93 من لوائح الأمم المتحدة على ضرورة إعطاء السجناء «أغذية تحتوي على سعرات حرارية وفيتامينات كافية» وتنص المادة 95 على أن «القائمة الدنيا تشمل: الخبز والجبن والشاي لتناول الإفطار أو الغداء أو العشاء، والخضراوات الطازجة أو المجففة والأرز، والبطاطا والبصل والبقوليات ومنتجات الألبان المختلفة والبيض والفواكه الموسمية كل أسبوع، مع تقديم اللحوم مع الغداء أو العشاء ثلاث مرات على الأقل في الأسبوع».

ويعد الحد الأدنى الذي تشدد عليه الأمم المتحدة أن يتوفر لكل سجين «طعام ذو قيمة غذائية مناسبة للصحة والقوة، بجودة صحية جيدة الإعداد».

ظروف صعبة


  • قالت سجينات سابقات إنهن حرمن من الحق في الحفاظ على النظافة الأساسية بسبب عدم كفاية مرافق الحمام والاستحمام.

  • مقابل كل 100 إلى 150 سجينة في كل جناح كانت هناك 10 دورات مياه، لكن ثلاثة أو أربعة منهن فقط كانت تعمل.

  • عدد قليل من أكشاك الاستحمام.


حرمان من العلاج

ووفقا لنزيلات السجن، كان الوصول إلى طبيب السجن مقيدا لمرة واحدة في الشهر، ولم تسمح السلطات إلا بزيارات طارئة لعيادة السجن في الحالات القصوى.

وذكرت بعض السجينات أنه «كان عليك أن تموت للحصول على إذن من الحراس لرؤية الطبيب من جديد». «لكن حتى رؤية الطبيب لم تحدث فرقا كبيرا لأنه لا يعطي إلا الإيبوبروفين فقط بغض النظر عما إذا كنت مصابا بالسرطان أو الصداع. هذا كل ما يقدمونه، لم يكن هناك شيء آخر».

تنص القواعد النموذجية الدنيا لمعاملة السجناء في الأمم المتحدة على أنه «عندما يتم توفير مرافق المستشفى في مؤسسة، تكون معداتها ومفروشاتها ولوازمها الدوائية مناسبة للعناية الطبية والعلاج للسجناء المرضى، ويجب أن يكون هناك موظفون من الضباط المدربين».