أكذوبة الصاروخ الفضائي الإيراني

لم تنته قصة الإطلاق الفاشلة للقمر الصناعي الإيراني الذي احترق في مكانه قبل أن ينطلق للمرة الثالثة على التوالي.

حاول وزير تكنولوجيا المعلومات والاتصالات الإيراني محمد جهرومي الخروج من المأزق الكبير الذي وجد نفسه فيه، لكنه رد على الرئيس الأمريكي دونالد ترمب بصورة أثارت المزيد من السخرية.

وبحسب موقع راديو فرادا، نشر الرئيس الأمريكي دونالد ترمب صورة عبر تويتر لمركز الإمام الخميني الفضائي الإيراني في مدينة سمنان، على بعد 219 كلم جنوب شرق العاصمة طهران، أظهرت صورة الأقمار الصناعية الأضرار التي لحقت بالمنشأة جراء انفجار صاروخ «سفير» محلي الصنع أثناء الإطلاق، ويبدو أن الصاروخ كان يستخدم في محاولة إطلاق قمر ناهد -1 الإيراني.

تأكيد أمريكي

في تغريدة لاحقة يؤكد ترمب أن الولايات المتحدة لم تكن متورطة في الحادث، ويأتي إخلاء المسؤولية على خلفية الجهود الالكترونية المعروفة التي تبذلها الولايات المتحدة لتعطيل برامج إيران النووية والصاروخية؛ ليس فقط أثناء إدارة ترمب ولكن منذ سنوات سابقة.

وأشار مقال نشر في صحيفة نيويورك تايمز في 13 فبراير إلى أن سبب فشل إطلاق صاروخين إيرانيين سابقين للفضاء هذا العام ربما كان «جزءا من حملة موسعة من قبل الولايات المتحدة لتقويض جيش طهران وعزل اقتصادها» في جهد متقن وسري، وذكرت صحيفة التايمز أن الولايات المتحدة رتبت لتوصيل الأجزاء المعيبة إلى إيران، والتي من شأنها أن تخلق مثل هذه الحوادث في نهاية المطاف.

أظهرت صور الأقمار الصناعية التجارية من بلانيت لابز التي تم توفيرها أعمدة الدخان تتصاعد من منصة إطلاق مركز الفضاء، ولكن الصورة التي نشرها الرئيس ترمب كانت ذات دقة عالية وأبيض وأسود، وهو قرار أشار إلى أنها جاءت من قمر صناعي تابع للاستطلاع

الوطني.

اعتراف إيراني

وأكد مسؤول إيراني لم يكشف عن هويته لـ»رويترز» أن الحادث نتج عن «بعض المشكلات الفنية وانفجرت، لكن علماءنا الشباب يعملون على حل المشكلة».

ولم يقدم المسؤول الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته مزيدا من التفاصيل.

وفي مواجهة انتقادات وسائل الإعلام لنشرها صورة «سرية» مفترضة، قام الرئيس بحل السؤال في وقت لاحق وهو في طريقه إلى كامب ديفيد بالإشارة إلى «كان لدينا صورة، وأصدرتها، والتي لدي الحق المطلق في القيام بها».

ومع ذلك، نشر الصور المبوبة ليس غير مسبوق، فقد رفع الرئيس جون كينيدي صفة السرية عن مواقع الصواريخ السوفيتية أثناء أزمة الصواريخ الكوبية عام 1962 ، كما رفع الرئيس جورج بوش عن العراق صورا عام 2003 لدعم قضية واشنطن ضد صدام حسين.

ردا على الرئيس ترمب، نشر آزاري جهرومي صورة لنفسه إلى جانب قمر الاتصالات السلكية واللاسلكية، قائلا «أنا ونهيد1 الآن. صباح الخير دونالد ترمب!»، لكنه فضل عدم التعليق على الحادث المزعوم في مركز الإمام الخميني الفضائي في سمنان، ومع كل الأدلة المتوفرة لا تزال إيران تنكر.