صناعة التأثير
الجمعة - 30 أغسطس 2019
Fri - 30 Aug 2019
التأثير الإعلامي صناعة، وتبنيه طموح وحق مشروع لكل من كانت له رؤية ومشروع يُراد من خلاله إحداث شيء من التغيير أو التأثير.
صناعة التأثير من خلال الكلمة أو الصورة بأنواعها لم تعد خافية أسرارها على أحد، وأصبح الفضاء مسرحا ليمرح فيه الجيد وضده والسيئ والأسوأ منه.
من خلال ما تقدم نجد أن البعض يسرح بأحلامه ويظن أنه من خلال حساب تويتري، أو صحيفة الكترونية يستطيع أن يصنع تأثيرا يجني من ورائه شهرة خالدة وشهوة حضور طاغية.
مشاريع صناعة التأثير تعتمد أولا على قضية أخلاقية وقضايا عادلة، يبدأ من خلالها ذلك الصانع ويتخندق حول رؤاها ومفاهيمها، يأتي بعد ذلك المؤمنون أو المستهدفون بهذا التأثير، هؤلاء المؤمنون يحتاجون رعاية واهتماما من لدن ذلك الصانع.
أخطر ما في هذه الصناعة هي الطبقية التي يمارسها بعض هؤلاء الصنّاع في تصنيف المتعاطين أو المستقبلين لهذا التأثير، فالبعض يصنفهم بالدهماء الذين تجمعهم الطبلة وتفرقهم العصا، والبعض يراهم أو يصنفهم مرحليين، تقتضيهم الفكرة ردحا من الزمن وعند مفترق الطريق يتم إلقاؤهم على قارعة التاريخ، كحطام أو رماد استوى على سوقه وأصبح إهماله لازما، بل لازبا للحفاظ على رموز الفكرة ومقتضيات وهجها.
أنا هنا لا أنظّر لكنني قارئ للتاريخ، فكثير من الأفكار صناعة وصناع ومؤمنون، وأتباع تبتلعهم طموحات الصانعين وأطماعهم، وتسحقهم آمال وتطلعات غير واقعية، كلها تندرج تحت أحلام اليقظة وطرائق استمرائها واجترارها.
الفضاء الالكتروني شرَّع وشرعن حضور بعض النكرات ليصبحوا صناعا للتأثير، فالقنوات الهابطة ذوقا ومحتوى تغري الدهماء بالمتابعة والترقب لكل جديد يزيد من رقعة الوهم الذي يعشعش في عقول هؤلاء، فالساحات العقلية مساحات خاوية من كل شيء سوى الحمق والبذاءات واجترار كل صور الفرقة والعنصرية التي تفرق ولا تجمع، وتعيد المجتمعات إلى عصور مضت من الفوضى والكره والضغينة.
والصحف الالكترونية المفسوحة إعلاميا، أغلبها يمارس الأدوار ذاتها وإن كانت بطريقة أكثر حياء ومواربة، ولكنها تمارس من خلال ما تنشره شيئا من صناعة الجهل وتسويقه بضاعة مزجاة عند الفارغين وأشباههم.
والوسائط الاجتماعية يمارس أغلبها الدور نفسه، ويتعاطى السفه إياه، وكل يغني على ليلاه.
صناعة التأثير قدر الطموحين الأذكياء، وبتقنيات العصر تصبح قدرا وقدْرا لبعض الأغبياء، وهي مسؤولية حكومات قبل أن تكون مشاريع أفراد، ربما تسقط الأنا الزائفة وحسابات الربح والخسارة، وبعض الجسارة صناعها الأفراد، في فخ التكرار وغير المتنبأ به، فيتوقع شيئا ثم تأتي الأيام بنقيضه، وربما تأتي على ما تبقى من قضه وقضاياه وقضيضه، كونه بني على عواطف عارضة وأحلام شهرة وشهوة حضور، لا ترى في التأثير إلا صناعة تعيد إنتاج ذاتها وترى فيما تقدمه منتهى الرأي وقد يكون بلا هوية ولا رؤى ولا روية.
alaseery2@
صناعة التأثير من خلال الكلمة أو الصورة بأنواعها لم تعد خافية أسرارها على أحد، وأصبح الفضاء مسرحا ليمرح فيه الجيد وضده والسيئ والأسوأ منه.
من خلال ما تقدم نجد أن البعض يسرح بأحلامه ويظن أنه من خلال حساب تويتري، أو صحيفة الكترونية يستطيع أن يصنع تأثيرا يجني من ورائه شهرة خالدة وشهوة حضور طاغية.
مشاريع صناعة التأثير تعتمد أولا على قضية أخلاقية وقضايا عادلة، يبدأ من خلالها ذلك الصانع ويتخندق حول رؤاها ومفاهيمها، يأتي بعد ذلك المؤمنون أو المستهدفون بهذا التأثير، هؤلاء المؤمنون يحتاجون رعاية واهتماما من لدن ذلك الصانع.
أخطر ما في هذه الصناعة هي الطبقية التي يمارسها بعض هؤلاء الصنّاع في تصنيف المتعاطين أو المستقبلين لهذا التأثير، فالبعض يصنفهم بالدهماء الذين تجمعهم الطبلة وتفرقهم العصا، والبعض يراهم أو يصنفهم مرحليين، تقتضيهم الفكرة ردحا من الزمن وعند مفترق الطريق يتم إلقاؤهم على قارعة التاريخ، كحطام أو رماد استوى على سوقه وأصبح إهماله لازما، بل لازبا للحفاظ على رموز الفكرة ومقتضيات وهجها.
أنا هنا لا أنظّر لكنني قارئ للتاريخ، فكثير من الأفكار صناعة وصناع ومؤمنون، وأتباع تبتلعهم طموحات الصانعين وأطماعهم، وتسحقهم آمال وتطلعات غير واقعية، كلها تندرج تحت أحلام اليقظة وطرائق استمرائها واجترارها.
الفضاء الالكتروني شرَّع وشرعن حضور بعض النكرات ليصبحوا صناعا للتأثير، فالقنوات الهابطة ذوقا ومحتوى تغري الدهماء بالمتابعة والترقب لكل جديد يزيد من رقعة الوهم الذي يعشعش في عقول هؤلاء، فالساحات العقلية مساحات خاوية من كل شيء سوى الحمق والبذاءات واجترار كل صور الفرقة والعنصرية التي تفرق ولا تجمع، وتعيد المجتمعات إلى عصور مضت من الفوضى والكره والضغينة.
والصحف الالكترونية المفسوحة إعلاميا، أغلبها يمارس الأدوار ذاتها وإن كانت بطريقة أكثر حياء ومواربة، ولكنها تمارس من خلال ما تنشره شيئا من صناعة الجهل وتسويقه بضاعة مزجاة عند الفارغين وأشباههم.
والوسائط الاجتماعية يمارس أغلبها الدور نفسه، ويتعاطى السفه إياه، وكل يغني على ليلاه.
صناعة التأثير قدر الطموحين الأذكياء، وبتقنيات العصر تصبح قدرا وقدْرا لبعض الأغبياء، وهي مسؤولية حكومات قبل أن تكون مشاريع أفراد، ربما تسقط الأنا الزائفة وحسابات الربح والخسارة، وبعض الجسارة صناعها الأفراد، في فخ التكرار وغير المتنبأ به، فيتوقع شيئا ثم تأتي الأيام بنقيضه، وربما تأتي على ما تبقى من قضه وقضاياه وقضيضه، كونه بني على عواطف عارضة وأحلام شهرة وشهوة حضور، لا ترى في التأثير إلا صناعة تعيد إنتاج ذاتها وترى فيما تقدمه منتهى الرأي وقد يكون بلا هوية ولا رؤى ولا روية.
alaseery2@