فضيحة جديدة للمخابرات الإيرانية

مؤرخ يثير جدلا واسعا بتأكيده أن مسؤول ملف اغتيال علماء النووي هرب إلى إسرائيل
مؤرخ يثير جدلا واسعا بتأكيده أن مسؤول ملف اغتيال علماء النووي هرب إلى إسرائيل

الخميس - 22 أغسطس 2019

Thu - 22 Aug 2019

أثار الأستاذ الجامعي، الباحث والمؤرخ الإيراني، عبدالله شهبازي جدلا واسعا بعد تأكيده على أن المسؤول الأمني عن ملف اغتيال علماء النووي في طهران هرب إلى إسرائيل.

وجاءت كلمات شهبازي الذي شغل منصب مدير «معهد الدراسات والأبحاث السياسية» المقرب من وزارة الاستخبارات الإيرانية، والمعروف بقربه من الأجهزة الأمنية، تعليقا على معلومات كشفت عن اعتقال أبرياء وتعذيبهم بتهمة التورط بتلك الاغتيالات التي وقعت قبل سنوات، ليفضح هشاشة المخابرات الإيرانية وسهولة اختراقها، ويؤكد أن أجهزة المخابرات الإسرائيلية اخترقت الأمن الإيراني لدرجة أن مسؤول ملف الاغتيالات فر إلى إسرائيل.

نادي الإرهابيين

وقال شهبازي عبر قناته الخاصة على تطبيق تيلجرام: تشير بعض الإشاعات إلى أن مسؤول ملف المعتقلين المتهمين باغتيال العلماء النوويين، والذي قام بإنتاج وثائقي مثير للجدل تحت عنوان «نادي الإرهاب» على أساس اعترافات قسرية أخذت من المعتقلين، بمن فيهم مازيار إبراهيمي وغيره، قد هرب إلى إسرائيل، والسؤال الذي يطرح هو لماذا لا تقوم السلطات بالكشف عن تفاصيل هذه القضية وتتخذ مواقف عجيبة من خلال إلقاء اللوم على هذا وذاك وعدم التستر على جزء من تاريخ الاستخبارات الإيرانية.

وتساءل شهبازي «هل الإعلان عن نفوذ إسرائيل في الأجهزة الأمنية الإيرانية صعب لدرجة أنهم يفضلون تقويض ثقة الجمهور في أجهزة الاستخبارات في البلاد؟». كما دعا الباحث الإيراني المقرب من السلطات إلى «إصلاح وتحديث» الأجهزة الأمنية الإيرانية وتساءل «أليس قبول الواقع هو الخطوة الأولى الضرورية للإصلاح؟».

تلفيق التهم

وأعادت قناة «بي بي سي» الفارسية التابعة لهيئة الإذاعة البريطانية قضية اغتيالات علماء النووي للواجهة في الأيام الماضية، بعد أن بثت فيلما وثائقيا، كشف خلاله أحد المتهمين عن كيفية تلفيق التهم له وعشرات آخرين تم إعدام بعضهم باعترافات قسرية أخذت منهم تحت التعذيب.

وکشف مازيار إبراهيمي خلال الوثائقي کیف اعتقل وعذب من قبل وزارة الاستخبارات الإيرانية عام 2012 ليعترف قسرا بالتورط في اغتيال علماء نوويين إيرانيين لصالح جهاز الاستخبارات الإسرائيلي «الموساد»، وفقا للعربية نت.

وتحدث عن نجاته من الإعدام و107 معتقلين آخرين مثله بأعجوبة، وتبرئتهم من التهم من خلال تضارب تحقيقات كل من جهاز استخبارات الحرس الثوري ووزارة الاستخبارات في عهد رئاسة أحمدي نجاد، التي أرادت تقديمهم كأكباش فداء عندما كانت هناك ضغوط هائلة عليها لكشف الفاعلين، حسب قوله.

إعدام أبرياء

وفتح الفيلم الوثائقي جدلا في الشارع الإيراني، وطالب عدد من النواب والسياسيين الإيرانيين الحكومة الإيرانية والأجهزة الأمنية بتقديم إيضاحات حول اعتقال أكثر من 100 شخص بريء وإعدام أحدهم هو مجيد جمالي فشي، بتهمة التورط في قضية اغتيال العلماء النوويين.

وقال النائب علي مطهري في مقابلة مع صحيفة «اعتماد»، إن «من اعتقلوا الأبرياء وعذبوهم وعرضوهم في اعترافات متلفزة تحت الضغط كتلك التي قام بها مازيار إبراهيمي، يجب أن يتحملوا المسؤولية»، وأضاف «نحن سعداء بأن هؤلاء الأبرياء لم يتم إعدامهم، لكن يجب أن تتم محاسبة الحكومة ووزير الاستخبارات السابق حيدر مصلحي»، ودعا إلى استجواب وزير الاستخبارات الحالي محمود علوي، مضيفا «يجب عليه أن يستوضح تفاصيل القضية وملابساتها من وزير الاستخبارات السابق وأن يقدمها للبرلمان».

كيف اغتيل علماء إيران؟

  • اغتيل العلماء مسعود محمدي، مجيد شهرياري، داريوش رضائي نجاد، مصطفى أحمدي روشن، في طهران خلال عامي 2010 و2012.

  • استخدمت القنابل المغناطيسية في اغتيال ثلاثة منهم، وأطلق الرصاص على أحدهم أمام منزله.

  • في يونيو 2012، أعلنت الحكومة الإيرانية أنها ألقت القبض على جميع الإرهابيين الذين يقفون وراء الاغتيالات.

  • اتهمت طهران كلا من إسرائيل والولايات المتحدة بالوقوف وراء هذه العمليات.

  • رفضت إسرائيل التعليق على الاتهامات، لكن وزير الدفاع الإسرائيلي وقتها موشيه يعلون أعلن أن بلاده لا يمكن أن تقبل تحت أي ظرف أن تمتلك إيران سلاحا نوويا.

  • قال بعض المحللين إن مجاهدي خلق وراء هذه الاغتيالات بدعم وتدريب من الموساد الإسرائيلي.