عاصم الطخيس

أفلام «السرعة والغضب» وصناعة العلامة التجارية

الجمعة - 09 أغسطس 2019

Fri - 09 Aug 2019

غالبا ما يرتبط مفهوم العلامة التجارية بسلسلة مطاعم أو مقاه شهيرة، أو دور الأزياء الفاخرة، أو المقتنيات الرقمية التي ترافقنا طوال لحظات يومنا، ولكن حين نتحدث عن صناعة الأفلام فإن الأمر يختلف، فلا يسعنا تجاوز شركة ديزني (Disney) التي تعد إحدى أهم الشركات الرائدة التي صنعت علامة تجارية لا تضاهى، بدءا من استديو الأنيميشن الخاص بها إلى المتنزهات الترفيهية والأفلام الحية (Live-Action)، لكن هل من الممكن أن يفعل فيلم واحد الشيء نفسه وهو صناعة إمبراطورية ضخمة تقدر بـ 5 مليارات دولار من مصادر متعددة غير الأفلام؟ هذا ما سنتطرق له في هذا المقال مع سلسلة أفلام «السرعة والغضب» (Fast & Furious).

في عام 2001، انطلق أول فيلم لسلسلة الأفلام الشيقة (The Fast and the Furious)، من تأليف «غاري سكوت تومسون» (Gary Scott Thompson)، وإنتاج استوديوهات يونيفرسال (Universal Studios)، والتي ارتبطت قصتها بدور ضابط الشرطة السري الذي يكلف بمهمة البحث عن سباقات السيارات غير القانونية في شوارع لوس أنجلوس. تلاه فيلمان آخران هما (2 Fast 2 Furious) و(The Fast and the Furious: Tokyo Drift).

الأفلام الثلاثة من السلسلة كانت تتمحور حول سباق السيارات في الشوارع بشكل غير قانوني، وعلى الرغم من أن قصة الفيلم قائمة على مقال كتب في إحدى المجلات عام 1998، إلا أن تقييم النقاد للأفلام لم يحظ بتقييم جيد. وعلى الرغم من ذلك، يمكن اعتبار هذه السلسلة السبب الرئيس لانطلاق نجومية فين ديزل (Vin Diesel) وبول واكر (Paul Walker) من خلال تجسيدهما شخصية كل من (Brian O’Conner) و(Dominic Torretto).

السلسلة قامت بإعادة إطلاق خفيفة للفيلم عام 2009 بعنوان (Fast & Furious)، وهنا أخذت السلسلة منعطفا آخر نحو السرقة والجاسوسية، حيث أصبحت الأفلام تلقى نقدا إيجابيا، وتحقق أرباحا عالية ضمن شباك التذاكر، كما استمرت السلسلة بإنتاج خمسة أفلام تلتها (Fast Five) عام 2011، مع انضمام الممثل (Dwayne Johnson) للسلسلة، و(Fast & Furious 6) عام 2013، والذي حقق أعلى إيرادات للفيلم ضمن السلسلة. وأيضا (Furious 7) عام 2015 الذي تخلله مصرع الممثل (Paul Walker) في حادث سير قبل نهاية التصوير، مما تطلب تأجيل إطلاقه. كذلك فيلم (The Fate of the Furious) الذي أنتج عام 2017، ومن المقرر أن تنتهي السلسلة بفيلمين عام 2020 و2021.

أما في مطلع أغسطس 2019 فتم إطلاق أول فيلم فرعي للسلسلة بعنوان (Fast & Furious Presents: Hobbs & Shaw). ويذكر أن الممثل جيسون ستاثام (Jason Statham) الذي انضم للسلسلة عام 2013 سيشارك النجم دوين جونسون (Dwayne Johnson) ليشكلا ثنائيا منتظرا لإطلاق سلسلة أخرى تختص بالشخصيتين.

لم تتوقف استوديوهات يونيفرسال عن دعم الأفلام، وأنتجت فيلمين قصيرين عام 2003، بعنوان (The Turbo Charged prelude for 2 Fast 2 Furious) بطولة (Paul Walker)، والآخر عام 2009 من بطولة (Vin Diesel)، وكان الهدف منهما ملء الفراغات بين الأفلام لإعطاء قصص خلفية عن الشخصيات وربط أحداث الأفلام فيما بينها.

ولا يفوتنا كذلك ذكر مسلسل أنيميشن لسلسلة (Fast & Furious) الذي لا زال قيد التنفيذ، من إنتاج (Netflix)، والذي من المقرر أن يرى النور خلال 2019. وذلك ما سيجعل هذه السلسلة هي الأكثر نجاحا في الإيرادات التي بلغت 5 مليارات دولار مجتمعة من أفلامها، ومناطق الجذب في استوديوهات هوليوود العالمية، والعروض الحية، والإعلانات، وكثير من ألعاب الفيديو والألعاب التقليدية.

صناعة الأفلام لا تعتمد فقط على إنتاج الأفلام، بل على صناعة إمبراطورية كاملة من فيلم واحد إلى سلسلة من الأفلام المترابطة والمتداخلة.

AsimAltokhais@