الأضحى وأضاحينا.. هل تتغير أوضاعنا؟!
الجمعة - 09 أغسطس 2019
Fri - 09 Aug 2019
يحتفل المسلمون غدا بعيد الأضحى المبارك، ولا شك أنها مناسبة مواتية للسرور ولإدخال البهجة على الأهل والجيران وصلة الرحم ومواصلة الأصدقاء، كما أنه فرصة سانحة للتجاوز عن الزلات والعفو عن الهنات وما يقع بين الناس من سوء فهم أو تخاصم، فهو وقت مناسب جدا للتسامح والصفح، وهذا هو الهدي النبوي الشريف في العيد.
لكن المحزن الذي يرقى إلى درجة المؤسف هو النوم في يوم العيد أو الانشغال بالأضاحي والطبخ والأكل وغير ذلك مما يرجى إعادة النظر فيه.
أما المبهج الذي يرجى له الازدياد فهو التواصل الرائع بين بعض الأسر وعادات العيد عند من يجتمع منهم في منزل أو استراحة أو مخيم، وهو أمر يسر الناظر ويبهج الخاطر، ورسائل العيد النصية أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي وبرامج الجوال بهدف المعايدة مما يسعد المتابع، فالنفوس يبدو واضحا أن شعارها الصفاء وتتوق للنقاء لمواصلة الوفاء.
لقد بقيت مظاهر العيد إلى وقت قريب ظاهرة للعيان ويحرص عليها الجميع، لكن المحزن حقا أن تلك المظاهر بدأت بالزوال شيئا فشيئا لدى أغلب الناس، حتى بات المرء لا يعرف هل هو في أيام عيد أم لا؟!
وهذا يظهر جليا في عيد الأضحى على وجه الخصوص، فالعامة يسمونه (عيد اللحم)، وهذه التسمية ليست خاطئة لورودها في الحديث النبوي الشريف (أيام أكل وشرب وذكر لله)، ولكن الخطأ هو عدم إظهار البهجة، فمع سنة الأضاحي ينشغل أغلب الناس غير مبالين باتباع سنن العيد الأخرى، كلبس الجديد والتطهر والتطيب وحضور الصلاة واستماع الخطبة، بل حتى في المعايدة بات البعض لا يهنئ الآخرين بهذا العيد كما يفعل في عيد الفطر.
وكم هو مؤلم أن نبصر من لم يبتهج بعشر معشار الابتهاج الذي كان يعيشه إبان عيد الفطر المبارك. ونظرة واحدة إلى الأسواق تثبت ذلك، فقد بات أغلب الناس لا يكتسي وأطفاله ملابس جديدة، بعكس عيد الفطر الذي تعج فيه الأسواق بالمتسوقين، فلا تكاد تجد موضعا لقدم!
والناظر لشوارع المدن واللافتات الممتدة على أرجائها يجد فرقا شاسعا بين العيدين، وهو أمر لافت، وقس على ذلك صفحات التهاني في الصحف والحال نفسها مع القنوات والإذاعات.
إننا بهذا الاستقبال غير اللائق نعطل عيدا ونبقي آخر، وهذا مخالف للشرع المطهر. وهو أمر خطير يفترض أن يتصدى له العلماء والخطباء والدعاة، فيحضوا الذاكرين وينبهوا الغافلين لعلهم يتداركون الأمر. ليتماثل العيدان في الاستقبال والاحتفاء، تماثلا يفي ويشفي ويشعر به كل أحد.
والعجيب أن ذلك ظاهر جدا في مجتمعنا، في حين أن بعض البلدان تسمي هذا العيد بالعيد الكبير وتحتفي به احتفاء عظيما!
أما موضوع الأضاحي، فقد بحت الأصوات وتعبت الأقلام وهي تنادي بمؤشر لأسعار الأضاحي، وقد ظهرت بعض أساليب الغش، سواء في السعر أو طريقة البيع، لعدم تفعيل الدور الرقابي وغياب مؤشر الأسعار، وبات البعض يجد صعوبة ويواجه عقبة عند شراء الأضحية بسبب المغالاة الشديدة في الأسعار إلى درجة مقيتة، والسبب يعود لغياب دور الرقيب وتلاشي وجود الحسيب، فبات المستغلون يعيثون فسادا ويرفعون قيمة الأضحية إلى حد لا يمكن تصديقه، وظهر وكأنه ضرب من الخيال، والحال كذلك في المسالخ والمعاناة التي يجدها المضحي لذبح أضحيته، مما اضطر البعض لذبحها على أيدي أناس ليس لديهم أي معرفة بالذبح!
والأمر يتعلق بعبادة سنوية يقوم بها المسلمون تقربا لله، والمفترض أن تتكاتف الجهود بوضع مؤشر دقيق لقيمة الأضحية (حد أدنى وحد أعلى) ومن يتجاوز ذلك فالمفترض أن تكون العقوبة النظامية له بالمرصاد، لكن ذلك، مع بالغ الأسف، ليس واقعا.
فهل نحتفي بعيد الأضحى احتفاء لائقا به، ونبصر تفعيلا دقيقا وفاعلا لمؤشر أسعار الأضاحي؟
[email protected]
لكن المحزن الذي يرقى إلى درجة المؤسف هو النوم في يوم العيد أو الانشغال بالأضاحي والطبخ والأكل وغير ذلك مما يرجى إعادة النظر فيه.
أما المبهج الذي يرجى له الازدياد فهو التواصل الرائع بين بعض الأسر وعادات العيد عند من يجتمع منهم في منزل أو استراحة أو مخيم، وهو أمر يسر الناظر ويبهج الخاطر، ورسائل العيد النصية أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي وبرامج الجوال بهدف المعايدة مما يسعد المتابع، فالنفوس يبدو واضحا أن شعارها الصفاء وتتوق للنقاء لمواصلة الوفاء.
لقد بقيت مظاهر العيد إلى وقت قريب ظاهرة للعيان ويحرص عليها الجميع، لكن المحزن حقا أن تلك المظاهر بدأت بالزوال شيئا فشيئا لدى أغلب الناس، حتى بات المرء لا يعرف هل هو في أيام عيد أم لا؟!
وهذا يظهر جليا في عيد الأضحى على وجه الخصوص، فالعامة يسمونه (عيد اللحم)، وهذه التسمية ليست خاطئة لورودها في الحديث النبوي الشريف (أيام أكل وشرب وذكر لله)، ولكن الخطأ هو عدم إظهار البهجة، فمع سنة الأضاحي ينشغل أغلب الناس غير مبالين باتباع سنن العيد الأخرى، كلبس الجديد والتطهر والتطيب وحضور الصلاة واستماع الخطبة، بل حتى في المعايدة بات البعض لا يهنئ الآخرين بهذا العيد كما يفعل في عيد الفطر.
وكم هو مؤلم أن نبصر من لم يبتهج بعشر معشار الابتهاج الذي كان يعيشه إبان عيد الفطر المبارك. ونظرة واحدة إلى الأسواق تثبت ذلك، فقد بات أغلب الناس لا يكتسي وأطفاله ملابس جديدة، بعكس عيد الفطر الذي تعج فيه الأسواق بالمتسوقين، فلا تكاد تجد موضعا لقدم!
والناظر لشوارع المدن واللافتات الممتدة على أرجائها يجد فرقا شاسعا بين العيدين، وهو أمر لافت، وقس على ذلك صفحات التهاني في الصحف والحال نفسها مع القنوات والإذاعات.
إننا بهذا الاستقبال غير اللائق نعطل عيدا ونبقي آخر، وهذا مخالف للشرع المطهر. وهو أمر خطير يفترض أن يتصدى له العلماء والخطباء والدعاة، فيحضوا الذاكرين وينبهوا الغافلين لعلهم يتداركون الأمر. ليتماثل العيدان في الاستقبال والاحتفاء، تماثلا يفي ويشفي ويشعر به كل أحد.
والعجيب أن ذلك ظاهر جدا في مجتمعنا، في حين أن بعض البلدان تسمي هذا العيد بالعيد الكبير وتحتفي به احتفاء عظيما!
أما موضوع الأضاحي، فقد بحت الأصوات وتعبت الأقلام وهي تنادي بمؤشر لأسعار الأضاحي، وقد ظهرت بعض أساليب الغش، سواء في السعر أو طريقة البيع، لعدم تفعيل الدور الرقابي وغياب مؤشر الأسعار، وبات البعض يجد صعوبة ويواجه عقبة عند شراء الأضحية بسبب المغالاة الشديدة في الأسعار إلى درجة مقيتة، والسبب يعود لغياب دور الرقيب وتلاشي وجود الحسيب، فبات المستغلون يعيثون فسادا ويرفعون قيمة الأضحية إلى حد لا يمكن تصديقه، وظهر وكأنه ضرب من الخيال، والحال كذلك في المسالخ والمعاناة التي يجدها المضحي لذبح أضحيته، مما اضطر البعض لذبحها على أيدي أناس ليس لديهم أي معرفة بالذبح!
والأمر يتعلق بعبادة سنوية يقوم بها المسلمون تقربا لله، والمفترض أن تتكاتف الجهود بوضع مؤشر دقيق لقيمة الأضحية (حد أدنى وحد أعلى) ومن يتجاوز ذلك فالمفترض أن تكون العقوبة النظامية له بالمرصاد، لكن ذلك، مع بالغ الأسف، ليس واقعا.
فهل نحتفي بعيد الأضحى احتفاء لائقا به، ونبصر تفعيلا دقيقا وفاعلا لمؤشر أسعار الأضاحي؟
[email protected]