4 أذرع دموية إيرانية تهدد العراق

معهد أمريكي: توجد أدلة على دور منظمة بدر في تسليح الحوثيين
معهد أمريكي: توجد أدلة على دور منظمة بدر في تسليح الحوثيين

الاثنين - 05 أغسطس 2019

Mon - 05 Aug 2019

فيما تتزايد وتيرة الإرهاب الإيراني في منطقة الشرق الأوسط بشكل عام، ويتصاعد عبث وكلاء طهران في اليمن ولبنان، تركز أمريكا بشكل كبير على 4 وكلاء لإيران في العراق، يمثلون خطرا داهما على مصالحها، ويعدون إحدى الجبهات التي ستشعل النار في حال اندلاع أي حرب في المنطقة.

يرى مركز الدفاع عن الديمقراطيات الأمريكي أن وكلاء إيران الأكثر نفوذا في العراق «منظمة بدر، كتائب حزب الله، عصائب أهل الحق، حركة النجباء» يتمتعون بعلاقات أكثر صراحة مع طهران، ويشكلون قنبلة موقوتة يمكن أن تنفجر في وجه مصالح أمريكا في أي وقت.

وضع معهد المشروع الأمريكي لأبحاث السياسة العامة خارطة طريق نحو سياسة متماسكة تشل حركات الوكلاء الأربعة، وتزيد الضغط على طهران، وتحدث عن خطوات واضحة ذكرها الرئيس الأمريكي دونالد ترمب في بيان له من البيت الأبيض للحد من خطورتها.

وأشار المعهد إلى أن ميل إيران لاستخدام الوكلاء ينسجم مع أهدافها الأيديولوجية، ويعكس أيضا إدراكا لديناميكيات التصعيد ونقاط القوة والضعف العسكرية في البلاد، حيث تستخدم وكلاء ومجموعات إرهابية وميليشيات في جميع أنحاء الشرق الأوسط والعراق على وجه الخصوص لأنها تمكن نظام الملالي من تحقيق أهدافه الإرهابية وتعد أذرع الدماء له في المنطقة.

الميليشيات الإيرانية في العراق

منظمة بدر


سنة التأسيس: 1982، أعيدت تسميتها في 2012.

العقوبات الحالية: لا شيء

العلاقات مع إيران: وقفت بدر مع إيران ضد إخوانها العراقيين خلال الحرب الإيرانية العراقية، وباتت الميليشيات المعروفة شعبيا باسم »أقدم وكيل لإيران في العراق«.

التهديد: تتمتع بدر بالسيطرة الفعالة على وزارة الداخلية العراقية، ولها وجود قوي في عدد من وحدات وإدارات المشاريع، ولها قدرة على تخزين قدر كبير من الأسلحة.

كتائب حزب الله

سنة التأسيس: 2007

العقوبات: سمت الولايات المتحدة الكتائب كمنظمة إرهابية أجنبية في 2009.

العلاقات مع إيران: تشير أحدث التقارير لوزارة الخارجية الأمريكية حول الإرهاب إلى أن الكتائب تتلقى دعما ماديا من إيران، وتتلقى تدريبات في إيران.

التهديد: هدد زعيم الكتائب بالعنف في مناسبات متعددة ضد الولايات المتحدة الأمريكية.

عصائب أهل الحق

سنة التأسيس: 2006

العقوبات الحالية: لا شيء

الروابط مع إيران: ميليشيات مدربة على نطاق واسع وتمول من قبل الحرس الثوري الإيراني.

التهديد: تدعي أنها نفذت ما لا يقل عن 6000 هجوم على القوات الأمريكية وقوات التحالف منذ إنشائها عام 2006، وحتى نهاية حرب العراق في عام 2011. المجموعة قادرة على تنفيذ كمائن فتاكة، مثل تلك التي وقعت في يناير 2007، والتي قتل فيها خمسة من أعضاء الخدمة الأمريكية.

حركة النجباء «حزب الله العراقي»

سنة التأسيس: 2013

العقوبات الحالية: وضعت وزارة الخزانة الأمريكية مؤسس وزعيم الحركة أكرم الكعبي تحت طائلة العقوبات الأمريكية عام 2008.

العلاقات مع إيران: يجسد الكعبي أفكار المرشد الإيراني الأعلى خامنئي ورؤية إيران للحكم، التقى مع النخبة الإيرانية الثورية، ونال إعجابها على نطاق واسع.

التهديد: عينت الولايات المتحدة الكعبي لـ»قيادته للهجمات ضد أعضاء الحكومة العراقية وقوات التحالف»، وقال الكعبي علنا إنه سيسقط الحكومة المركزية العراقية إذا طلب منه المرشد الأعلى أن يفعل ذلك، وتعد الحركة من أولى القوات شبه العسكرية العراقية التي ترسل مقاتلين إلى سوريا، وكانت مشاركا رئيسا في هجوم جنوب حلب 2015 وفك الحصار المفروض على البلدتين الشيعيتين نبل و‌الزهراء، وقال المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان روبرت كولفيل، إن حركة النجباء قتلت بالرصاص عشرات الرجال والنساء والأطفال في شرق حلب، واتهمت بجرائم حرب.

تسليح المتمردين الحوثيين

عند مسح الفوضى في الشرق الأوسط عام 2015، تباهى قائد قوة الحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، قائلا «نشهد تصدير الثورة في جميع أنحاء المنطقة، من البحرين والعراق إلى سوريا واليمن وشمال أفريقيا».

وعلى الرغم من أن طهران تستخدم أيضا أساليب القوة الناعمة لتصدير الثورة في جميع أنحاء المنطقة وخارجها، إلا أن اعتمادها على مجموعة متنوعة من المتشددين في ممارسة القوة الصلبة في الخارج أمر لا شك فيه.

لقد أمضت إيران ما يقرب من أربعة عقود في إنشاء مجموعات وتسليحها وتمويلها وتدريبها في مختلف المسارح لتعزيز قضيتها الثورية، وعملت أيضا على اختيار الجماعات الموجودة أو أعضائها، ومن بين المحاولات الإيرانية الأطول والأكثر نجاحا للقيام بتسليح تلك المجموعات، حزب الله اللبناني ومنظمة بدر في العراق، حيث يؤكد معهد المشروع الأمريكي لأبحاث السياسة العامة وجود أدلة على دور هذا الأخير في تسليح الميليشيات الحوثية الإرهابية المتمردة في اليمن التي تنشط في إثارة الفوضى في المنطقة.

لماذا تستخدم إيران وكلاء في العراق؟

01 إخفاء تدخلها في الخارج

من خلال الاعتماد على الجهات الفاعلة غير الإيرانية تحقق طهران قدرا من الإنكار المعقول في الهجمات غير المتماثلة والهجمات الإرهابية التي تأمر بها ضد خصومها.

02 تقليل التصعيد ضد الأراضي الإيرانية

إذا تم الكشف عن «يد» إيران، فإن وجود شبكة وكيل قوية منتشرة في جميع أنحاء الشرق الأوسط يمكن أن يردع التصعيد ضد إيران مع إبقاء النزاع محليا والأهم من ذلك، بعيدا عن إيران.

03 الضغط على نقاط ضعف خصمها

قدرة إيران على العمل في المنطقة الرمادية والانخراط في تصعيد تدريجي دون إثارة استجابة صريحة من أعدائها المتفوقين تقليديا، تسلط الضوء على فهم طهران لشريط خصومها العالي لاستخدام القوة، وكذلك تحفظاتهم على استخدام تلك القوة.

04 أقل تكلفة من إرسال قوى إيرانية

يعد تجهيز الميليشيات ونشرها في مسرح الصراع أرخص بكثير من تدريب القوات التقليدية وإرسالها، ويقلل هذا السعر المنخفض من عائق التدخل واستخدام القوة من جانب إيران وعملائها.

05 تحويل القوى الرخيصة إلى نفوذ سياسي دائم

بالنسبة لإيران، فإن العلاقة الناجحة بين الراعي والوكيل تتجاوز الرجال والمال والذخيرة، وتركز بدلا من ذلك على الدعم السياسي لاختيار مؤسسات الدولة الرئيسة أو الدولة بأكملها، حيث يبدو الوكيل نشطا، وهكذا يلعب حزب الله اللبناني دورا مؤثرا في السياسة اللبنانية اليوم.

أهداف تطور وكلاء إيران

قبل الربيع العربي عام 2011 كانت إيران تستخدم وكلاءها لغرضين أساسيين:

ـ القيام بأعمال إرهابية ضد أهداف تتعارض مع مصالح ومثل النظام.

ـ تخريب أو اختيار السلطة المركزية في الدول التي كانت على خلاف مع طهران.

وبعد 2011، وعندما كان نظام الأسد السوري في خطر، صعدت إيران حزب الله اللبناني وقوات الحرس الثوري الإيراني إلى المسرح السوري، كما كونت ودربت وسلحت ميليشيات شيعية عربية وغير عربية للدفاع عن الحكومة العربية الواحدة التي يمكن لطهران أن تعدها حليفتها، وسرعان ما أصبح هذا نموذجا للنوع الثالث من التوظيف بالوكالة، وذلك بحسب مجلة فورين بوليسي الأمريكية.

تحديد عوامل التأثير

قطعت الميليشيات الشيعية في العراق شوطا طويلا منذ السنوات الأولى بعد سقوط صدام حسين، عندما سيطر جيش المهدي «لواء بدر» على المشهد، وحسب الخبراء فإن هذه المجموعة من الميليشيات المدعومة من إيران تتفوق على المؤسسات العراقية الرسمية، وتزرع بذور الصراع لعقود قادمة، بحسب واشنطن بوست الأمريكية.

في حين أن الجماعات السياسية والدينية تقع خارج نطاق هذه الشهادة، فإن الميليشيات التي تدعمها إيران غالبا ما تحتوي على بعض العناصر السياسية أو الدينية التي ترتكز عليها في الدولة والمجتمع الذي تعمل فيه.

بالإشارة إلى العراق، من المهم أن نتذكر أن إيران الثورية كانت لها علاقات طويلة الأمد بحزب الدعوة، وأنها كانت ذات يوم موطنا لعدد من الشيعة العراقيين في المنفى، خاصة خلال الحرب الإيرانية العراقية 1980-1988، وعلاقة إيران المستمرة بهذه الكيانات وزراعتها علاقة استراتيجية، ومع مرور الوقت وفرت هذه العلاقات لإيران شوطا كبيرا في السياسة والمجتمع والاقتصاد في العراق، بحسب مجلة نيويوركر.

مهاجمة المصالح الأمريكية

يشكل صعود الميليشيات المدعومة من إيران في العراق تهديدا للمصالح الأمريكية، لأنه يجذب البلاد أكثر إلى مدار إيران، ويزيد القدرة على تآكل النفوذ الأمريكي ويعطي مجالا للمناورة، وظهر ذلك بشكل لافت عندما هاجمت الميليشيات منشآت دبلوماسية أمريكية في مدينتين عراقيتين.

أمضت الميليشيات الشيعية المدعومة من إيران قرابة عقد من الزمن في استهداف أعضاء الخدمة الأمريكية خلال حرب العراق، وهم يجرون آلامهم على مسألة المقاومة ضد أمريكا، والآن، على الرغم من بعض النكسات، تسعى مجموعة إلى ترجمة نجاحها العسكري إلى قوة سياسية أكبر في بغداد، وذلك بحسب ما جاء بمجلة ذا أتلاناتيك.

واعتمد ثلاثة رؤساء أمريكيين، هم جورج دبليو بوش، وباراك أوباما، ودونالد ترمب على تسميات للضغط على التأثير الواسع للحرس الثوري الإيراني من خلال تعطيل شبكات الدعم المالي التابعة له، وفضح عملائه وشركائه، وأكدوا على ضرورة تطبيق هذا النهج في العراق.

كيف توقف أمريكا خطر وكلاء إيران بالعراق؟

ملاحقة المجموعات المسلحة

إعاقة تمويل الجماعات كونها عميلا أو منتسبا للحرس الثوري الإيراني يتسق مع الجهود طويلة الأمد بين الحزبين للضغط على إيران، كما أنه يمثل محاولة جادة لمنع إيران من ترسيخ قبضتها على العراق.

إدراك التحدي الإقليمي

إذا كان أسلوب عمل إيران في المنطقة هو استخدام الوكلاء والجماعات الإرهابية والميليشيات لإخفاء يدها، فيجب على السياسة الأمريكية كشف إيران وأنشطتها عند كل منعطف.

التفكير خارج العراق

بالنظر إلى أن عددا من وكلاء إيران العراقيين ينشطون أيضا في سوريا، يمكن أن يكون لتصنيفهم تأثير من الدرجتين الثانية أو الثالثة على ساحة المعركة، وبينما تعمل الميليشيات الإيرانية على دعم نظام الأسد، يمكن ملاحقة تلك الجهات الفاعلة قبل أن يصبح لها كيان أو تكتسب أي شرعية.

الأكثر قراءة