طلال الحربي

الثقافة والشؤون البلدية.. التنسيق العالي

الاحد - 28 يوليو 2019

Sun - 28 Jul 2019

تغريدة لوزير الثقافة الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان آل سعود، ذكر فيها توقيع مذكرة تفاهم بين وزارة الثقافة ممثلة به وبين وزير الشؤون البلدية والقروية الرائع دوما الدكتور ماجد القصبي، كما ذكر أن التفاهم والشراكة الاستراتيجية سيكونان منصبين على تشكيل فريق عمل مشترك لتسهيل التراخيص، وتأهيل المواقع التراثية والثقافية، وتطوير مشروع تصنيف المباني، وغيرها من المجالات ذات الارتباط المشترك.

حقيقة أصبح ملاحظا وبشكل عملي أن وزارة الثقافة بدأت العمل الحقيقي لتشكيل هيكلية عمل الوزارة المستقبلية، سواء بأخذ زمام الإدارة بالإشراف على فعاليات ومهرجانات، ضمن اختصاصها كمهرجان الجنادرية، أو بالتنسيق مع الوزارات والجهات التي قد تتداخل معها مستقبلا.

هذه الخطوات العملية التي يقوم بها بدر بن فرحان تؤكد أن منهجية عمل رؤية المملكة 2030 تمضي بخطى ثابتة نحو تحقيق الأهداف والغايات المنشودة، وأن حالة تشتت الجهود وتوزع المهام بشكل غير إيجابي أصبحت من الماضي.

كل ما له علاقة بالثقافة والموروث الوطني التاريخي والثقافي والتراثي سيكون تحت مظلة واحدة وإدارة واحدة وإشراف واحد «وزارة الثقافة»، وكما شهدنا هيئات متخصصة كالرياضة والسياحة والترفيه، فإن الوزارة تعمل ضمن النهج نفسه وستطلق برنامجها المستقبلي لكل ما يتعلق بخصوصية عملها كوزارة ثقافة.

لعلنا سمعنا أخيرا أن هنالك توجها حقيقيا نحو عزل التراث الوطني عن الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، بحيث تصبح هيئة السياحة مستقلة بشؤون السياحة فقط، ولعل هذه خطوة نحو تقدم هيئة السياحة نحو «وزارة السياحة» لندخل عالم صناعة السياحة بشكل احترافي وإنتاجية عالية.

وانتقال التراث الوطني نحو الثقافة سيكون أيضا من باب التجميع لكل العناصر المرتبطة بشكل مباشر أو غير مباشر بمفهوم الثقافة الوطنية السعودية.

ما يقوم به الأمير بدر الآن هو تجميع القطع المتناثرة من هنا وهناك، عملية التجميع تتم بشكل مطرد وإيجابي وبهدوء يضمن سلاسة العمل واستمراره، وبالتالي تحسين مستوى الخدمات والإنتاجية مستقبلا، ومذكرة التفاهم والشراكة الاستراتيجية مع وزارة الشؤون البلدية أمر حيوي جدا لأن كثيرا من المواقع التراثية والثقافية التي دخلت أو ستدخل تحت مظلة وزارة الثقافة، هي فعليا تقع تحت الإدارة الخدمية لوزارة الشؤون البلدية، وبالتالي وجب التنسيق والتفاهم.

ما نريده الآن هو تقديم البرنامج الوطني الثقافي، بحيث تصبح لدينا خارطة واضحة المعالم لكل ما هو مرتبط بشؤون الثقافة والتراث، سواء الإشراف والتطوير والرعاية أو الفعاليات والمناسبات والمواسم، وهذا كله يؤدي إلى بدء تفعيل خدمات وزارة الثقافة واستفادة الوطن والمواطن منها، سواء بالمحافظة أو الاكتشاف أو الاستمتاع بها.

فنحن لدينا التاريخ والتراث الإنساني الذي غير وجه العالم كله؛ العرب والحضارة الإسلامية، فجغرافية وطننا الحبيب تملك من العناصر ما يجعلها على قمة عرض الثقافة والتراث العالمي، وبدلا من أن يعتقد البعض أن التراث لدينا خاص بفئة أو بنا كمسلمين، سيعلم الجميع أن تراثنا العربي الإسلامي، المنصهر المندمج بالتراث السعودي، إنما هو تراث إنساني عالمي.