من خطب الجمعة

الجمعة - 26 يوليو 2019

Fri - 26 Jul 2019

أعظم مقاصد الحج

«أهم وأعظم القضايا التي قام عليها ركن الحج الركين هي تجريد التوحيد الذي هو حق الله على العبيد، وإفراده سبحانه بالعبادة دون سواه، قال سبحانه (وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون)، فأعظم مقاصد الحج ومنافعه تحقيق التوحيد الخالص، وما التلبية التي يلهج بها الحجيج، إلا عنوان التوحيد والإيمان، والطاعة والإذعان.

حجاج بيت الله الحرام ها أنتم أولاء في رحاب الحرمين الشريفين، تهفو نفوسكم لأداء المناسك العظام، والوقوف بالمشاعر الفخام، فلله دركم من إخوة متوادين متراحمين، وأحبة على رضوان الله متآلفين متعاونين، وصفوة لنسائم الإيمان متعرضين، ذوت في جليل مقصدكم زينة الأثواب، وعزة الأنساب، وزخارف الألقاب والأحساب. يعقد الإسلام وفي أحكم ما يكون العقد بإحدى منافع الحج الجلى، مناط الوحدة الجماعية والروحية الصلبة، التي تنحسر دونها كل المحن والمآسي، قال سبحانه (وإن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاتقون).

إن الحج عبادة وسلوك حضاري، وتعزيز منهج الوسطية والاعتدال في المناسك، وإثراء تجربة الحاج الدينية والروحية والثقافية في صورة تجسد عالمية هذا الدين القويم، وتحقيقه للرحمة والتسامح، ومكافحته للتطرف والإرهاب، وحرصه على تعزيز الأمن والسلم الدوليين، لافتا النظر إلى ما تطرزت به المشاعر المقدسة عموما والحرمان الشريفان خصوصا بالاهتمام الغامر من لدن ولاة الأمر في هذه البلاد المباركة، ومضاعفة منظومة الخدمات، وتسخير كل الموارد والإمكانيات.

حجاج البيت الحرام كونوا عونا لإخوانكم من رجال الأمن الذين يحفظون الأمن والنظام ويوجهون الحشود لمنع التزاحم والتدافع، وتعاونوا مع القائمين على خدمتكم من الجهات الإشرافية على الحرمين الشريفين، فإنهم يعملون بدأب واجتهاد، فكم أعدوا ورتبوا ونسقوا وخططوا لخدمتكم، وإنهم ليضحون لراحتكم، ويبذلون الغالي من أجل سلامتكم، وإن منظومة الخدمات المتكاملة خدمة للحجاج والعمار والزوار من قاصدي بيت الله الحرام ومسجد رسول الله عليه أفضل صلاة وأزكى سلام؛ كي ينعموا بأجواء إيمانية فريدة ملؤها السكينة والأمن والطمأنينة».

عبدالرحمن السديس - المسجد الحرام

الأشهر الحرم

«الإسلام عقيدة وعبادات وسلوك ومعاملات، بني على خمسة أركان هي الأمهات، إذ قال صلى الله عليه وسلم (بني الإسلام على خمس، شهادة ألا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصيام رمضان والحج)، كما إن الحج من أفضل العبادات وأعظم القربات وأجل الطاعات، يرفع الدرجات ويمحو الخطايا ويكفر السيئات حتى الكبائر منها.

معاشر المسلمين إنكم في الأشهر الحرم التي شرع الله حرمتها وعظم شأنها وزجر عن الظلم فيها، قال تعالى (إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السماوات والأرض منها أربعة حرم ذلك الدين القيم فلا تظلموا فيهن أنفسكم).

إن الله قد من على المملكة بخدمة الحرمين الشريفين وقاصديهما من الحجاج والعمار والزوار وتقديم الخدمات اللازمة ومساعدتهم على أداء مناسكهم، فجزى الله خيرا أئمتنا وولاة أمرنا خير الجزاء وأوفاه وأتمه وأكمله وأحسنه وأزكاه على ما يقومون به من خدمات للحرمين الشريفين».

عبدالله البعيجان - المسجد النبوي