أحمد الهلالي

المصايف والصوارف بين العج والحج!

الثلاثاء - 23 يوليو 2019

Tue - 23 Jul 2019

لا أعلم من وزّع البرامج والفعاليات بالأشهر على مناطق مختلفة من المملكة، فأنا لم أتابع التوزيع لعلمي أنني لن أجد وقتا للتمتع بما يتمتع به المواطنون في إجازاتهم، لكن بحكم سكناي بالطائف، وقربنا من جدة، استغربت كثيرا ـ كما غيري ـ أن يكون موسم جدة في عين الصيف الحمئة، ومعلوم ـ على مستواي الشخصي على الأقل ـ أن الحر الشديد في ارتفاع درجات الرطوبة يسبب حالة شعورية تجعلك تقول (الله يمشّي هذا اليوم على خير) فكيف إن أضفنا إليها عج الساحل، وأظن أن كثيرا من رواد موسم جدة شعروا ـ على الأقل ـ ببعض ما كنت سأشعر به؛ لخبرتي بأجواء جدة الصيفية (حرا وعجا) على مدى تسع سنوات خلين من عمري.

وعلى النقيض فعل المنظمون السياحيون بالطائف، وأغلب الظن أنهم نسَوها ثم حين تذكروها حشروا موسمها في حنجرة الحج، فشعرنا بغصته نحن أهالي الطائف، فماذا سنفعل حيال هذه الغصة، فسوق عكاظ تأخر عن موعده العربي الموغل في القدم، وعشر ذي الحجة تحرجنا في الاستمتاع بجمال الموسم، فمن لم يحج منا؛ فإن له قريبا أو حبيبا حاجا، أو يعمل في الحج، غير ذلك فالطائف بوابة من بوابات مكة، سيمر بها كثير من الحجاج، وعيد الأضحى المبارك سيجبرنا كذلك على التسفار لمعايدة الأهل والأقرباء، ناهيك عن الطرق المغلقة حول أم القرى، إحدى القريتين، فكل هذه الصوارف وغيرها لم ينتبه إليها المنظمون سامحهم الله.

كان يجدر أن يكون موسم الطائف من منتصف شوال أو بعد العيد بأسبوع، وأن يكون موسم جدة في زهور الربيع ونسائم البحر، لكن قدر الله وما شاء فعل، وسنحاول جاهدين أن نوفق بين كل ذلك، ونخفف على أنفسنا قليلا من وطأة الصوارف، ونستمتع بموسم الطائف المأنوس، كما استمتع بعض عشاق العروس بموسمها الصاخب، لكن لنا أمل ورجاء، أن يستشار العارفون بأحوال الطقس، قبل انصباب المواسم الصاخبة حمما على أرواح المحرومين بفعل الصوارف عن الاستمتاع بها، فما أجمل اختيار المصايف لمواسم الصيف، والمشاتي لمواسم الشتاء، والمرابع لمواسم الربيع، ولا خريف يمر بمجتمعنا الأخضر المتوهج.

هذه رجاءات أكتبها بأناملي إلى هيئة السياحة وهيئة الترفيه، وهي ليست رجاءاتي وحدي، بل سمعتها من كثيرين يتحسرون على أن الصوارف تصرفت بظروفهم وحالت دون استمتاعهم بصيف السعودية الأنيق، وهم يرددون قول الشاعر القديم محمد بن عبدالله النمري، ومحبوبته زينب بنت يوسف الثقفي (أخت الحجاج):

تشتو بمكة نعمة

ومصيفها بالطائف

أنعم بتلك مواقف

وبزينب من واقف

ahmad_ helali@