إبراهيم أحمد المسلم

المتعافون من المخدرات.. وسد فراغهم

الاثنين - 22 يوليو 2019

Mon - 22 Jul 2019

المخدرات وما أدراك ما المخدرات التي سلبت بعض شبابنا وأبنائنا وضيعت ثمار تربية أعوام كثيرة. كم من أسرة أبتلي أحد أبنائها بهذه الآفة المحزنة التي تحرق زهرة فلذات أكبادهم، وكم تتقطع قلوب آباء وأمهات من ابتلي بهذا الإدمان المؤلم وشرع في هذا الطريق.

حرصت حكومتنا الرشيدة على مكافحة هذه الآفة ليس بالقوة ولا بالسجون، بل فتحت لهم المستشفيات وجلبت أفضل الأطباء لمعالجة مدمني المخدرات، السجون أيضا أنشئت فيها مراكز التعليم والتدريب المهني والتقني كل ذلك من أجل أصلاح هؤلاء في مجتمعاتهم وإكسابهم الخبرة والمعرفة.

قلوبنا مع هؤلاء الشباب حتى اشتركت سبع جهات حكومية مع فرع وزارة العمل والتنمية الاجتماعية لمحاولة توظيف المتعافين من تعاطي المخدرات، وبمشاركة أيضا الجمعيات الخيرية كتعافي وتواصي، بهدف التأهيل والتوظيف بمشاركة الغرفة التجارية وصندوق الموارد البشرية (هدف) وبنك التنمية الاجتماعية وغيرها، للمساهمة في كيفية المحافظة على هؤلاء الشباب بعد قضائهم مدة الحكم الإلزامية، وكذلك المتعافين من المستشفيات بهدف إيجاد فرص عمل لكل شخص.

من أهم أسباب اللجوء لهذا الطريق هو الفراغ الذي يشتكي منه معظم شبابنا. فلو أنهم فكروا في العمل وبدؤوا يتماشون مع المجتمع في سد هذا الفراغ ببعض الأعمال التجارية أو الصناعية لما سلكوا هذا الطريق، فالعمل والانشغال به لهما دور مهم في حل هذه المشكلة، فمع العمل يأتي الطموح في الزواج وتكوين أسرة ثم في تربية هذه الأسرة وسد حاجات البيت، وتبدأ الحياة الطبيعية من تلبية متطلبات أبنائه، وأن يمحو هذه الفترة من حياته ولا يجرؤ أن يحكيها لأبنائه، لأنه يعلم أنها كانت من أشد الأزمات التي مر بها.

أغلب هذه الفئات إذا تحدثت معهم بكل أريحية وصراحة أول ما يقوله لك: أتمنى أن أعود إلى رشدي ولكن الفراغ القاتل يداهمني كل وقت: وهذه حقيقة مؤلمة ونحن أيضا نعلمها: ولكنه يحاول أن يتناسى لكي يتعايش ويستكمل ما به من آلم. لذلك فالعمل له دورة الفعال في حل هذه المشكلة وسد الفراغ عند الشباب.

علميا واجتماعيا ثبت أن من أهم أسباب الانحراف هو الفراغ والرفقة، لذا فهؤلاء هم في أمس الحاجة إلى توظيفهم وإشغال فراغهم.

الأكثر قراءة