حادثة مستشفى محايل.. للقصة بقية
السبت - 20 يوليو 2019
Sat - 20 Jul 2019
قبل الدخول في تفاصيل الخبر وما وراءه على طريقة التقصي - لا على طريقة الجزيرة والعاملين عليها - أقول إن كثيرا من الفيديوهات التي يصورها البعض في المنشآت الصحية تثبت التحقيقات والبحث والتقصي - لاحقا - أن الممارس الصحي في أغلب الأحوال كان على حق، وأن المصور دائما ما يجتزئ الحكاية ويقدمها للمجتمع كحكاية مكتملة لا يأتيها الشك من بين يديها ولا من خلفها!
هذه المقدمة أسوقها قبل أن تضع تحقيقات صحة عسير مع طبيب مستشفى محايل نهاية لمسلسل الإثارة الذي بدأه ذلك الشاب وهو يمارس التصوير، ترصدا في مرفق صحي لمرتاديه وعامليه على حد سواء، منتهكا خصوصية المرضى التي يفترض مراعاتها وعدم المساس بها، كونهم بشرا أولا، ثم وضعهم الصحي الذي يجعلهم محتاجين للرعاية والعناية والاهتمام.
هذا الشاب أشعل مواقع التواصل الاجتماعي بهذا الفيديو، وزاد اعتذاره من فضول الناس وزيادة الإشاعات حول حقيقة ما دار وما جرى داخل تلك الغرفة.
الطبيب كان يرفع صوته ويطلب من الممرضة أن تعود، الشيء الغريب أن الممرضة عادت ولم يكن في عودتها شيء من الغرابة، سوى أن هذه العودة تزامنت مع علو صوت ذلك الطبيب، وهذا قد يشير إلى أن الطبيب والممرضة لم يحصل بينهما خلاف من الأصل وإلا ما معنى استجابة الممرضة السريعة للعودة بعد أن طلب منها الطبيب ذلك؟
كثيرة تلك الحوادث التي اجتزأتها تلك الأفلام السريعة التي قدمتها للناس كتجاوز صارخ يحسب ضد المنشآت الصحية وعامليها الذين أصبحوا هدفا لصناع الإثارة وهواة احتراف الجدل وتصديره، كمادة تشغل الناس وتشعل مواقع التواصل الاجتماعي ومرتاديها، حتى يحين موعد قضية جديدة تستهلك الناس من جديد وقتا ووقعا وتوقعا.
هذا الطبيب وغيره من الممارسين الصحيين يعيشون تحت وطأة ضغوط عديدة، أولها نوعية الناس الذين يتطلب المكان والزمان خدمتهم، فهم مرضى، والمريض ليس عليه حرج، وهذا يقتضي عرفا وحرفة خدمته والتغاضي عن بعض أخطائه وتجاوزاته، كونه في حكم العاجز الذي يحتاج المساعدة، ثم يأتي بعد ذلك ضغط العمل وارتفاع أعداد مرتادي القطاعات الصحية، هذه الأعداد الكبيرة تضغط على المنشأة والعاملين، وتزيد من احتمالية الخطأ وتعدد أشكاله.
الممارس الصحي عرضة للخطأ فهو بشر، وخطؤه لا يلغي مهنيته وإنسانيته، ووزارة الصحة تبذل جهودا لمساعدة المرضى من خلال تحسين الخدمة وضبطها من خلال مؤشرات يومية تبنى على الأرقام، كلغة تعد هي الأصدق والأنجح لقراءة مستوى الخدمة ورضا مستفيديها.
أما حادثة مستشفى محايل وقبل أن تنهي صحة عسير كشف غموضها وخباياها تظل حادثة عرضية اصطادتها (كاميرا) مترصد أو هاو أو شغوف بصناعة الإثارة، هذه اللحظات التي ظهرت في الفيديو ليست سوى اجتزاء لحكاية أكبر، تجاهلها المصور أو لم يسعفه الوقت لتوثيقها، وتلقفتها وسائل التواصل الاجتماعي كخبر مثير يستنفر الناس للتوقع والتعليق والاعتراض والموافقة.
ومع ذلك تظل وزارة الصحة وعاملوها في مرمى صناع الإثارة، وتظل إنجازاتها بمنأى عن عدسات صناع الجدل، كون هذه المنجزات لا تصنع خبرا ولا تفضي إلى جدل يرجو من ورائه ذلك المصور شهرة تبقيه حيا في وسائل التواصل الاجتماعي حتى حين.
@alaseery2
هذه المقدمة أسوقها قبل أن تضع تحقيقات صحة عسير مع طبيب مستشفى محايل نهاية لمسلسل الإثارة الذي بدأه ذلك الشاب وهو يمارس التصوير، ترصدا في مرفق صحي لمرتاديه وعامليه على حد سواء، منتهكا خصوصية المرضى التي يفترض مراعاتها وعدم المساس بها، كونهم بشرا أولا، ثم وضعهم الصحي الذي يجعلهم محتاجين للرعاية والعناية والاهتمام.
هذا الشاب أشعل مواقع التواصل الاجتماعي بهذا الفيديو، وزاد اعتذاره من فضول الناس وزيادة الإشاعات حول حقيقة ما دار وما جرى داخل تلك الغرفة.
الطبيب كان يرفع صوته ويطلب من الممرضة أن تعود، الشيء الغريب أن الممرضة عادت ولم يكن في عودتها شيء من الغرابة، سوى أن هذه العودة تزامنت مع علو صوت ذلك الطبيب، وهذا قد يشير إلى أن الطبيب والممرضة لم يحصل بينهما خلاف من الأصل وإلا ما معنى استجابة الممرضة السريعة للعودة بعد أن طلب منها الطبيب ذلك؟
كثيرة تلك الحوادث التي اجتزأتها تلك الأفلام السريعة التي قدمتها للناس كتجاوز صارخ يحسب ضد المنشآت الصحية وعامليها الذين أصبحوا هدفا لصناع الإثارة وهواة احتراف الجدل وتصديره، كمادة تشغل الناس وتشعل مواقع التواصل الاجتماعي ومرتاديها، حتى يحين موعد قضية جديدة تستهلك الناس من جديد وقتا ووقعا وتوقعا.
هذا الطبيب وغيره من الممارسين الصحيين يعيشون تحت وطأة ضغوط عديدة، أولها نوعية الناس الذين يتطلب المكان والزمان خدمتهم، فهم مرضى، والمريض ليس عليه حرج، وهذا يقتضي عرفا وحرفة خدمته والتغاضي عن بعض أخطائه وتجاوزاته، كونه في حكم العاجز الذي يحتاج المساعدة، ثم يأتي بعد ذلك ضغط العمل وارتفاع أعداد مرتادي القطاعات الصحية، هذه الأعداد الكبيرة تضغط على المنشأة والعاملين، وتزيد من احتمالية الخطأ وتعدد أشكاله.
الممارس الصحي عرضة للخطأ فهو بشر، وخطؤه لا يلغي مهنيته وإنسانيته، ووزارة الصحة تبذل جهودا لمساعدة المرضى من خلال تحسين الخدمة وضبطها من خلال مؤشرات يومية تبنى على الأرقام، كلغة تعد هي الأصدق والأنجح لقراءة مستوى الخدمة ورضا مستفيديها.
أما حادثة مستشفى محايل وقبل أن تنهي صحة عسير كشف غموضها وخباياها تظل حادثة عرضية اصطادتها (كاميرا) مترصد أو هاو أو شغوف بصناعة الإثارة، هذه اللحظات التي ظهرت في الفيديو ليست سوى اجتزاء لحكاية أكبر، تجاهلها المصور أو لم يسعفه الوقت لتوثيقها، وتلقفتها وسائل التواصل الاجتماعي كخبر مثير يستنفر الناس للتوقع والتعليق والاعتراض والموافقة.
ومع ذلك تظل وزارة الصحة وعاملوها في مرمى صناع الإثارة، وتظل إنجازاتها بمنأى عن عدسات صناع الجدل، كون هذه المنجزات لا تصنع خبرا ولا تفضي إلى جدل يرجو من ورائه ذلك المصور شهرة تبقيه حيا في وسائل التواصل الاجتماعي حتى حين.
@alaseery2