بريطانيا تهدد.. والعالم ينتفض ضد استفزازات إيران

تصعيد طهران واحتجازها ناقلة نفط جديدة بمضيق هرمز ينذر بعواقب وخيمة
تصعيد طهران واحتجازها ناقلة نفط جديدة بمضيق هرمز ينذر بعواقب وخيمة

السبت - 20 يوليو 2019

Sat - 20 Jul 2019

انتفض المجتمع الدولي ضد تجاوزات إيران، وأعربت دول أوروبا عن غضبها، ولوحت بريطانيا برد قوي، بعدما احتجزت طهران ناقلة نفط ترفع العلم البريطاني في مضيق هرمز في تصعيد جديد للتوتر في الخليج الذي يعد من أهم ممرات الشحن البحرية.

وقالت شركة «ستينا بالك»، ومقرها السويد، المشغلة للناقلة «ستينا أمبيرو» في بيان إن السفينة «استجابت بشكل كامل لجميع قواعد الملاحة والقواعد الدولية، وليس هناك أي تقارير بشأن حدوث إصابات للطاقم»، وتم احتجاز سفينة ثانية- وهي السفينة «مسدار» التي ترفع علم ليبيريا- لفترة قصيرة أيضا أمس الأول، لكن تم السماح لها لاحقا بمواصلة رحلتها.

وذكر المتحدث باسم سلطات الميناء، مراد أفيفوبور أنه تم احتجاز الناقلة، بعد اصطدامها بقارب صيد إيراني وتجاهلها نداءات الاستغاثة التي أصدرها الطاقم، ونقلت وكالة «اسنا» الإيرانية للأنباء عن المتحدث قوله إن قارب الصيد أبلغ بعد ذلك سلطات البحرية، التي أوقفت الناقلة، وفقا لقواعد البحرية وقادتها إلى ميناء بندر عباس.

ويطل ميناء بندر عباس الإيراني على مضيق هرمز وهو طريق رئيسي لإمدادات النفط في العالم، وارتفعت حدة التوترات بين إيران وبريطانيا منذ احتجاز ناقلة نفط إيرانية في جبل طارق بسبب انتهاكها المزعوم للعقوبات المفروضة على سوريا في الرابع من يوليو الحالي، واتهمت لندن طهران في وقت لاحق بتحرشها بسفينة بريطانية في الخليج.

هانت يهدد

وحذر وزير الخارجية البريطاني جيريمي هانت من عواقب خطيرة، وقال لشبكة «سكاي نيوز» إن ناقلة النفط «ستينا إمبيرو» احتجزت بواسطة أربعة زوارق ومروحية، ووجهت إلى المياه الإقليمية الإيرانية، وتم إطلاق سراح ناقلة نفط بريطانية ثانية تسمى «مسدار» بعد احتجازها لفترة وجيزة، حسبما قالت شركة الشحن البريطانية «نوربولك شيبينج يو كي».

وقال هانت إن بريطانيا «سوف ترد بطريقة قوية ونحن واضحون تماما في أنه إذا لم يتم حل هذه المشكلة بسرعة ستكون هناك عواقب خطيرة»، وأضاف «نحن لا ننظر إلى الخيار العسكري، نحن ننظر إلى وسيلة دبلوماسية لحل المشكلة، لكن نحن واضحون أنه يجب أن يتم حلها».

وأشار هانت للجنة «كوبرا» الحكومية للطوارئ للصحفيين إلى أنه «قلق للغاية» من احتمال حدوث عواقب وخيمة، إذا لم تقم إيران بتسوية الوضع المتعلق بناقلة النفط التي ترفع علم بريطانيا «ستينا أمبيرو» بسرعة، ونصحت الحكومة البريطانية السفن بتجنب مضيق هرمز «لفترة موقتة».

انتقام إرهابي

وغرد هانت مجددا أمس: إن ما حدث في منطقة الخليج يشير إلى أن إيران اختارت «طريقا خطيرا لسلوك غير مشروع ومزعزع للاستقرار»، منوها إلى أن العواقب ستكون وخيمة، واعتبر أن احتجاز السفينة «ستينا أمبيرو» هو انتقام إرهابي وبمثابة رد فعل على حادثة وقعت في مضيق جبل طارق.

وكانت السلطات في إقليم جبل طارق، الذي تسيطر عليه بريطانيا، أعلنت مطلع الشهر الحالي أن عناصر من مشاة البحرية البريطانية والشرطة المحلية، احتجزوا ناقلة النفط الإيرانية العملاقة «جريس 1 قبالة جبل طارق، التي كانت في طريقها إلى سوريا، بعد الاشتباه في أنها تخرق العقوبات المفروضة من جانب الاتحاد الأوروبي على سوريا، ولن يتم السماح للناقلة الإيرانية بالإبحار حتى منتصف أغسطس المقبل على الأقل، وكانت إيران هددت بعواقب ردا على هذه الواقعة.

ترمب: دمرنا سفينة

وقال الرئيس الأمريكي، دونالد ترمب إن إدارته ستجري اتصالا مع لندن، وإن الولايات المتحدة «دمرت» سفينة إيرانية مسيرة، عندما كانت على بعد نحو 900 متر من السفينة «يو.إس.إس.بوكسر» بمضيق هرمز.

ومنذ أن تولى ترمب السلطة في عام 2017، تشن الولايات المتحدة حملة «ضغط قصوى» على إيران، من بين ذلك انسحابها من الاتفاق النووي الموقع مع إيران في عام 2015.

الإفراج فورا

وطالبت وزارة الخارجية الألمانية إيران بالإفراج الفوري عن ناقلة النفط البريطانية المحتجزة، معلنة التضامن مع بريطانيا في هذا الموقف.

وقال متحدث باسم الوزارة في برلين أمس «تدين الحكومة الألمانية احتجاز سفينتين تجاريتين في الخليج بأشد درجة، هذا تدخل في الملاحة البحرية المدنية لا يمكن تبريره، ويؤدي إلى تصعيد الوضع المتأزم على نحو خطير».

وأضاف «نطالب إيران بشدة بالإفراج عن السفينة الثانية وطاقمها على الفور، استمرار التصعيد الإقليمي قد يكون خطيرا للغاية، ويقوض كافة المساعي السارية للخروج من الأزمة الراهنة».

فرنسا قلقة

وأعربت فرنسا عن قلقها إزاء احتجاز إيران ناقلة نفط بريطانية في مضيق هرمز، وأوضحت وزارة الشؤون الخارجية الفرنسية في بيان أن احتجاز قوات إيرانية سفينة بريطانية يضر بجهود خفض التصعيد في المنطقة، مؤكدة تضامنها الكامل مع المملكة المتحدة.

طاقم ستينا أمبيرو المحتجز في إيران:

  • 23 فردا

  • 18 من الهند

  • 5 من روسيا ولاتفيا والفلبين