جهات مجهولة تبيع بيانات 700 ألف موظف

الخميس - 18 يوليو 2019

Thu - 18 Jul 2019

يبيع بعض الأفراد من جنسية عربية بيانات تتعلق بـ700 ألف موظف يعملون بشركات سعودية تتضمن أسماءهم وبريدهم الالكتروني الخاص بالعمل وأرقام جوالاتهم بمبلغ 2000 ريال، وذلك بهدف استغلال البيانات في التسويق الالكتروني لمنتجات تهم الموظفين، كالدورات التدريبية وبيع واستئجار السيارات والعقارات والتأمين وغير ذلك.

الصحيفة تواصلت مع إحدى الجهات التي تبيع هذه البيانات بصفة «زبون محتمل لها»، وسألت عن تفاصيل أكثر حول الأمر، فكان رد البائع، وهو من جنسية عربية، أن هذه البيانات تمثل كنزا حقيقيا ـ على حد تعبيره ـ لكل جهة تريد النجاح في تسويق منتجاتها، إذ إنها إيميلات فعالة وتصل للشخص المستهدف مباشرة، كونها مرتبطة بعمل يجري تحديثها باستمرار وليست إيميلات شخصية قد تكون مهملة، وأضاف المسوق أنه استفاد شخصيا منها وحقق أرباحا جيدة. وعن كيفية إرسال الإعلان لهذا العدد الكبير من الإيميلات دفعة واحدة، قال إن دوره بيع البيانات وتأكيد صحتها، ثم للمشتري حق الاستفادة منها والتعامل معها كما يرغب، وإنه يبيع هذا الإعلان لكل من يطلبه والطلب عليه كبير - بحسب وصفه - وإن أغلب هذه البيانات تعود لموظفين بمدن الرياض وجدة والدمام.

من جانبه أوضح المستشار في تطوير الأعمال الرقمية والتجارة الالكترونية خالد الذوادي لـ»مكة» أن الحصول على هذه البيانات بطرق غير نظامية، وإحدى هذه الطرق هي شراؤها من مسؤولي نظم المعلومات بالشركات، لافتا إلى أن هذه البيانات على كثرتها غير مجدية للتسويق لمن يشتريها، وذلك لأن نظام الإيميل الخاص بالعمل لأغلب الشركات مبرمج على تحييد الإيميلات التي تأتي بأعداد كبيرة لبريد موظفي الشركة وترسله لصندوق الرسائل المهملة ومن ثم حظر الجهة المرسلة ووضعها في القائمة السوداء فلا تعود قادرة على إرسال أي إيميلات مستقبلا للجهة نفسها. وأضاف أن الشخص حين يريد إرسال إيميلات بأعداد كبيرة لجهة واحدة يحتاج لخادم كبير وهذا الأمر مكلف ماديا، كما يتعين عليه الاشتراك في خدمة تعطي الإيميل الذي سيستخدمه لإرسال الإعلان موثوقية، بحيث يصل للبريد مباشرة ولا يلقى به في البريد المهمل، مما يقلل من فرصة الاطلاع عليه.

وأكد الذوادي أن 1000 إيميل صحيح للفئة المهتمة بالمنتج الذي يسوق له أفضل بكثير من 10 آلاف بريد لا يمكن التحقق من وصول الإعلان إليها أو اهتمام من يصلهم الإعلان بالمنتج، وأنه توجد الآن طرق نظامية رقمية يمكن من خلالها الحصول على أعداد هائلة من الإيميلات الصحيحة، بل والحصول على موافقة أصحابها ليصلهم الإعلان، ومن أهمها الإعلان مثلا عبر مواقع التواصل الاجتماعي تويتر أو يوتيوب أو فيس بوك بشكل نظامي عن مسابقة جائزتها جوال ايفون مثلا أو عن هدية ككتاب الكتروني مجاني عن الصحة والرشاقة مثلا، ويشترط للاشتراك أو الحصول عليها تسجيل الإيميل والموافقة على تلقي إعلانات، وهذه الطريقة أجدى نفعا بكثير في جمع الإيميلات ومن ثم الاستفادة منها في التسويق.

ونوه إلى أن بيع البيانات بهذه الطريقة لكل من يطلبها دون تحقق من سبب شرائها ولا طريقة استخدامها، ودون تحقق من هوية من سيشتريها لا يخلو من مخاطر قد تتجاوز مجرد الإزعاج لمن يصلهم الإعلان.