سقوط حصان الاقتصاد التركي

الخميس - 18 يوليو 2019

Thu - 18 Jul 2019

سقوط حصان الاقتصاد التركي
سقوط حصان الاقتصاد التركي
صنفت تركيا فيما مضى كأفضل الوجهات السياحية بتنوع الأجواء والاختلاف المعماري بين منطقة وأخرى، وزاد اقتصادها بفضل السياحة، حتى أصبح يعرف بحصان الاقتصاد التركي، ومع الأزمات المتتالية صارت عوائد السياحة هاجس أردوغان وحزبه الحاكم (حزب العدالة والتنمية).




أغرت عوائد السياحة أردوغان فعمل على هذا الملف طويلا، ونجح فيه باقتدار في فترته الأولى، ونجح في اجتذاب سياح دول كانت قد امتعنت عن زيارة تركيا، إلا أن الرئيس التركي زادت أطماعه بتوسع تركيا وطمح للسيطرة على مناطق من الدول المجارة، وحاول إحياء العهد العثماني، الأمر الذي قوبل بمجابهة ورفض شديدين.




أطماع أردوغان انعكست على شعبه الذي غذاه بأحلام إحياء الإمبراطورية البائدة، ومن هنا بدأ الشعب التركي يرى نفسه أعلى من غيره وأقوى، فانعكس ذلك على تعاملهم مع السياح، وتغيرت معاملتهم لهم وصلت حد الاعتداء بالأسلحة والقتل أحيانا، واستهداف واضح للجنسيات التي ترفض توجهات الرئيس التركي وأطماعه.




استمرار شعارات اردوغان المرتبطة بالدولة العثمانية وصل تأثيرها لرجال الأمن أيضا، فصار رجل الأمن ينحازون مع التركي وإن كان مجرما معتديا، وهذا ما أحس به السياح، فبدأت حملات المقاطعة وتحذيرات الدول من السياحة بتركيا التي أضرت بحصان الاقتصاد وأسقطته، رغم أن أردوغان يكابر أمام شعبه بأن الأمور على ما يرام، عكس ما تثبته التقارير والتصريحات الصادرة من داخل تركيا ومسؤوليها.




وآخر ما توصلت له تركيا من حلول لتعالج حصانها أن فعلت نشاط الشركات السياحية التركية، وعملت على تقديم عروض مغرية ورحلات دعائية مجانية، ربما لا يأتي منها أي ربح، في محاولة لتعوض نسبة السياح المنخفضة ورفع المعدل، بشكل يسمح لأردوغان أن يواجه شعبه بكذبة جديدة تسكت الغاضبين عليه.




لا يختلف اثنين على أن الطبيعة في تركيا خلابة والمناطق السياحية كثيرة وفاتنة، ولكن ما معنى السياحة إذا استقبلتني بسلاحك أو سرقت جوازي أو زورت فاتورتي لأدفع لك الضعف؟