الرصيف يحتفي بإبداعات ثلاثة شعراء سعوديين

الثلاثاء - 16 يوليو 2019

Tue - 16 Jul 2019

تشكيلة فريدة من نوعها، تميزت بالطعم والمذاق الأدبي اللذيذ، أعدها ثلاثة شعراء سعوديين عندما وقعوا دواوينهم الثلاثة مساء أمس بحضور نخبوي خلال الأمسية الشعرية الاحتفائية بهم التي نظمها منتدى الرصيف بالأحساء، وفيها وزع الشاعر أمير المحمد صالح "ابتهالات المغني" واقتطفت الشاعر حسن الربيح "قبضة من ضباب"، وتسامى الشاعر مناجي حرابة في "مَنْ رآه الأعمى".

الشعر معاهدة سلام

وخلال الأمسية التي احتضنتها مزرعة الشاعر السعودي الكبير جاسم الصحيح، قال عراب الحفل الشاعر جاسم العساكر إننا حينما نجتمع لتوقيع ديوان شعر، فذاك يعني توقيع معاهدة سلام مع النفس والأرض والإنسان، وللاتفاق على تجريد النفس البشرية من أسلحة الأحقاد والضغائن، وهؤلاء الشعراء الذين حفظت أشكالهم ذاكرة الحقل، وخبأت الأودية والينابيع الهجرية صورهم وملامحهم في ألبومات الماء، حيث كانوا صغاراً يصادقون الياسمينات الحمراء، ويرددون أعذب أغاني الحب على إيقاع نادي الطفولة، أولهم واثق من نفسه دون عناء البحث عن اللاقطات، يلوذ بالرمز في قصائده كمناطق آمنة من رصاص هذا العالم المفزوع، وثانيهم ينتمي نسباً إلى النغم من فرط ما هو مسكون بالإيقاع، ومولع بالعروض، وكأنه يمشي قامة مقفاة، يزور حدائق الأطفال كثيراً، إلى أن أصبح حديقتهم، بما احتلته الطفولة من وجدانه، أما الثالث فله صك معاهدة مع عناقيد المعاني التي تتدلى من أِشجار قصيدته فيعصرها خمراً مصفاة في كؤوس المعاني القافية والوزن ويسقي منها أحبابه.

يختطفون الزمن

عراب منتدى الرصيف الشاعر والناقد السعودي محمد الحرز أكد في كلمته للجمهور النخبوي أنهم أمام ثلاثة شعراء مجيدين وبمقدورهم اختطاف الزمن من سجن أعمارنا، كي يتركوا وعوله وغزلانه تسرح في وديان قصائدهم وسهولها وأنهارها، فطالما كنا نصغي وهم ينشدون الجمال، فالغزلان والوعول ستتكاثر وتنمو مثل شجر الغابات الكثيفة، ونحن أمام عوالم شعرية مختلفة.

الوضوح والحضور والشفافية

وقال الحرز إن قصيدة الشاعر ناجي حرابة هي الأكثر وضوحاً في هذا الذهاب إلى هذا الهاجس بدءاً من العنوان " من رآه الأعمى" إلى آخر نص فيه، بينما قصيدة الشاعر حسن الربيح خيارها يختلف تماماً، إنها ترى للشعر حضوراً متنوعاً عبر استحضار مضامين مستلة من مقاربات حياتية متنوعة كالطفولة، وتأمل الطبيعة واجواء العشق، واستدعاء الشخوص والأحداث.

أما قصيدة أمير المحمد صالح فإنها تشف، ومن فرط شفافيتها يختبئ سؤال الشعر خلف النبرة الوجودية للغناء، فلا يكاد يبين، بينما فكرة التوحد بالطبيعة المسيطرة على أجواء قصيدته تتيح للأنا الساردة أن تصبح نبوءة، وتارة ينبوعاً أو نوراً سماوياً.

الدواوين الموقعة:

1- ابتهالات المغني، للشاعر أمير المحمد صالح

2- قبضة من ضباب، للشاعر حسن الربيح

وصدر له : احتواء بامتداد السراب، ومجموعة للأطفال" اسمه أحمد، أصدقاء مريم، أنا موهوب.

3- من رآه الأعمى، للشاعر ناجي حرابة

وصدر له: عندما يبتسم الوجع، شعلة، شفة التوت، محاكمة، عثرات الكمان، كقافية فيها مصباح، وثلاث مجموعات صوتية