متى تبدأ حرب أمريكا على إيران؟

إيلان غولدنبرغ يتوقع أن يتسبب الصراع في فوضى عارمة تشبه الربيع العربي
إيلان غولدنبرغ يتوقع أن يتسبب الصراع في فوضى عارمة تشبه الربيع العربي

الثلاثاء - 09 يوليو 2019

Tue - 09 Jul 2019

لا تزال واشنطن وطهران تخوضان مواجهة منذ أشهر دون نهاية تلوح في الأفق، حيث فرضت الولايات المتحدة عقوبات صارمة على الاقتصاد الإيراني بسبب دعم إيران للإرهاب وبرنامج الصواريخ المتنامي، وغير ذلك، بعد الانسحاب الأمريكي من الاتفاق النووي لعام 2015 العام الماضي. وردت إيران بانتهاك الاتفاق النووي وإسقاط طائرة عسكرية أمريكية بدون طيار.

وأكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أخيرا أن إيران استأنفت تخصيب اليورانيوم إلى مستويات أعلى من المسموح بها بموجب اتفاق عام 2015 مع الولايات المتحدة والقوى العالمية الأخرى، وهي خطوة تقرب طهران من القدرة على صنع قنبلة نووية، بينما تعهدت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب بمنع إيران من تطوير هذه الأسلحة.

وهزت التوترات المتصاعدة المنطقة وسوق النفط، وفي الشهر الماضي دفعت الولايات المتحدة إلى حافة الضربة العسكرية على إيران قبل تراجع ترمب قبيل توجيه الضربة بدقيقتين، حسب تأكيد الرئيس نفسه، والذي أكد أن التخوف من وجود خسائر بشرية هو ما دفعه لذلك.

وعلى الرغم من أن قادة البلدين يقولون إنهم لا يريدون الحرب، لكن لا ينبغي التقليل من إمكانية اندلاع أي هجوم، خاصة أن الإهانة الإيرانية التي وجهت إلى ترمب في الشهر الماضي دفعته إلى التهديد بـ «مسح» إيران من الوجود بعد هجومها على أي شيء أمريكي.

وبحسب موقع فوكس فإن إيلان غولدنبرغ، رئيس فريق إيران بوزارة الدفاع في الفترة من 2009 إلى 2012، يرى أن الحرب «ستكون اختلاطا عنيفا مشابها لفوضى الربيع العربي على المنطقة لسنوات».

كيف تبدأ الحرب؟

قد يختار القادة الإيرانيون تكتيكا أكثر عنفا لتوضيح وجهة نظرهم، بحسب ما ذكرته فوكس، حيث يمكن:

  • أن تقصف القوات الإيرانية ناقلة نفط أمريكية تمر عبر مضيق هرمز، وهو ممر مائي حيوي لتجارة الطاقة العالمية التي تقوم بدوريات قوية من قبل قوات طهران، مما قد يتسبب في خسائر في الأرواح أو حدوث تسرب نفطي كارثي.

  • شن القراصنة هجوما الكترونيا كبيرا على الحلفاء الإقليميين، مثل السعودية أو الإمارات.

  • استهداف الوكلاء المرتبطون بإيران للجنود والدبلوماسيين الأمريكيين في العراق وقتلهم. وهو خيار مرجح بشكل كبير، حيث قصفت إيران ثكنات المارينز الأمريكية في لبنان عام 1983 وقتلت أكثر من 600 جندي أمريكي خلال حرب العراق. وذكر غولدنبرغ أن اتخاذ هذه الخطوة قد يبدو متطرفا، لكن «إيران يمكن أن تقنع نفسها بأنها تستطيع القيام بذلك».


من ينتصر؟

وصفت شركة ستراتفور للاستخبارات الخاصة إيران بأنها «حصن» في 2011، فإذا اختار ترمب شن حرب عليها فمن المحتمل أن يحتاج إلى حوالي 1.6 مليون جندي للسيطرة على العاصمة والبلد، وهي قوة كبيرة جدا سوف تطغى على قدرة أمريكا على استضافتهم في قواعد إقليمية.

على النقيض من ذلك، لم يكن لدى أمريكا أكثر من 180000 عضو في الخدمة في العراق، علاوة على التكلفة البشرية فمن المحتمل أن تؤدي الحرب الأمريكية الإيرانية إلى مقتل الآلاف أو مئات الآلاف.

كيف تصمد إيران في الحرب؟

إن إدراك إيران لعدم توازن القوى العسكرية سيدفعها لنشر الفوضى في الشرق الأوسط وفي جميع أنحاء العالم بعدد من الطرق، منها على سبيل المثال:

أولا: وكلاء الشر

- بإمكان إيران أن تفعّل شبكة من وكلاء الشر الموجودين بالمنطقة، مثل الحوثيين وحزب الله، من أجل قتل الجنود والدبلوماسيين والمواطنين الأمريكيين في جميع أنحاء المنطقة.

- استهداف حلفاء الولايات المتحدة من خلال استخدام جماعتها المنتشرة، سواء أكانوا الحوثيين أو حزب الله.

- تشجع المنظمات الإرهابية أو غيرها من الوكلاء على الضرب في دول الخليج الأخرى.

- تنشيط خلايا نائمة في أوروبا وأمريكا اللاتينية، ويمكن أن تطفو على السطح بطرق درامية وعنيفة.

شواهد تاريخية

- في عام 1994 قصف الإرهابيون المرتبطون بإيران مركزا في العاصمة الأرجنتينية، بوينس آيرس، مما أسفر عن مقتل 85 شخصا وإصابة حوالي 300 آخرين.

- في العام الماضي اعتقلت الأرجنتين رجلين يشتبه في صلتهما بحزب الله.

- اشتبك حزب الله مع إسرائيل في حرب عام 2006 استمرت لمدة شهر، حيث أطلقت الجماعة المسلحة أكثر من 4000 صاروخ على إسرائيل، وأطلقت القوات الإسرائيلية حوالي 7000 قنبلة وصاروخ على لبنان.

- دعمها المستمر للمتمردين الحوثيين في اليمن، مما يوفر لهم المزيد من الأسلحة والأموال لمهاجمة المطارات والقواعد العسكرية ومحطات الطاقة في السعودية.

ثانيا: فوضى الانترنت

تمثل إيران تهديدا رئيسا للولايات المتحدة في الفضاء الالكتروني، ومن الشواهد على فوضى الانترنت:

- عام 2011 هاجمت إيران أكثر من 40 مصرفا أمريكيا، بما في ذلك JPMorgan Chase وBank of America. ونجح الهجوم في جعل البنوك تواجه مشكلة في خدمة عملائها، كما واجه العملاء مشكلة في استخدام خدمات البنوك.

- عام 2012 أطلقت إيران برامج ضارة في شبكات شركة أرامكو السعودية، وهي شركة نفط كبرى، والتي قامت بمسح المستندات ورسائل البريد الالكتروني وغيرها من الملفات على حوالي 75% من أجهزة كمبيوتر الشركة، لتحل محلها صورة لعلم أمريكي محترق.

في خضم الحرب يمكن للمرء أن يتخيل أن المتسللين في طهران يعيثون خرابا. وتشير التقارير الأخيرة من الصحف العالمية إلى أن الانترنتيين الإيرانيين كثفوا عملياتهم على الانترنت، مع التركيز بشكل خاص على الاستعداد لمهاجمة الشركات الأمريكية.