هل قطر مؤهلة للعب أدوار كبيرة؟
السبت - 06 يوليو 2019
Sat - 06 Jul 2019
أتفهم كقارئ للتاريخ معنى أن تكون دولة أو كيان أو سلطة متنفذة ولها مشروع تحاول من خلاله أن تكون قوة يخشى بأسها، وأفهم كمطلع على واقع منطقتنا طموحات إيران العسكرية والاقتصادية، وأعرف دوافعها للسيطرة على المنطقة وإعادة ما تراه كان حقا أخذ بالقوة، كذلك تركيا - إردوغان لها مشروع تحاول من خلاله أن تكون اللاعب الأول في منطقة الشرق الأوسط، ثم يأتي الإخوان المسلمون كجماعة لها أجندتها السياسية وتاريخها الذي يجعلها الجماعة الأكثر صخبا على مستوى الأحداث التي صنعتها أو أثرت أو تأثرت بها.
في المقابل حاولت بكل الوسائل أن أبحث عن مشروع لقطر يجعلها الأقوى والأكثر حضورا وتنفذا في الخليج - على الأقل، فلم أجد شيئا يذكر!
وهنا نتساءل كخليجيين: هل قطر تملك من الأسباب ما يجعلها قادرة على الحضور وبقوة في محيطها الإقليمي؟ وما هي قواها الناعمة والصلبة التي تمكنها من ذلك؟
أولا: قطر بعيدة كل البعد عن مقومات الدولة، ناهيك عن التنفذ ومشاريعه الطموحة والجريئة، فعلى مستوى المساحة لا تصل مساحتها إلى 12000 كلم، وهذا يعني أنها لا تملك مقومات العمق الاستراتيجي الذي يجعلها قادرة على مواجهة أي صراع من أي اتجاه، وعدد سكانها الأصليين بالكاد يصل 300 ألف نسمه - يزيد أو ينقص، وهذا يعني أن بعدها الديموغرافي ضعيف إن لم يكن منعدما، قياسا بجيرانها، وقبل ذلك بطموحاتها السياسية الهوجاء والخطيرة.
ثانيا: على مستوى القوتين الصلبة والناعمة، قطر لا يوجد لديها قوة عسكرية حقيقية يخشى بأسها، فالإحصاءات الرسمية تقول إن قطر لديها 12000 جندي يتوزعون على القطاعات العسكرية كافة، وهذا الرقم المحدود لا يستطيع تغطية وضمان أمن تظاهرة رياضية ككأس آسيا لكرة القدم، ناهيك عن بطولة عالمية ككأس العالم، إذا افترضنا إقامتها في قطر.
أما على مستوى التسليح، فقطر ولفقدانها القوة البشرية فهذا يجعلها غير قادرة على تشغيل المعدات العسكرية التي جلبتها مؤخرا، والتي تحتاج إلى كتائب من المشغلين والفنيين والأطقم، القادرين على الحفاظ على هذا السلاح وإبقائه صالحا وجاهزا طوال الوقت.
أما على مستوى القوة الناعمة، فقطر لا تملك إلا قناة الجزيرة، والتي ومع الأيام فقدت أدوارها التأثيرية، وأصبحت منذ بداية الأزمة الأخيرة منبرا للمرتزقة الذين يقولون ما يتوافق وتوجهات وتوجيهات وزارة الخارجية القطرية، وهذا بلا شك أضعف حضورها وجعلها مجرد قناة للسب والشتم، وهذا ما جعل الدولة الراعية - قطر - فاقدة لعنصر تلك القوة التي شكلت قبل الربيع العربي وأثناءه شيئا من حضورها الهدام في صفوف البسطاء في بعض البلدان.
ثالثا: قطر لا تملك سياسة واضحة المعالم، فهي تمارس الشيء ونقيضه، فعلاقة مع إسرائيل وعلاقة حميمية مع حماس، مؤخرا كانت ضمن التحالف العربي لإعادة الشرعية في اليمن، واليوم تندد بهذا التحالف وأهدافه!
وهذا يجعل المتابع البسيط يرى قطر في حضورها السياسي أقرب للسلطة غير المكتملة الاستقلال، كونها لا تملك خطا سياسيا واضح المعالم يراعي مصالحها ككيان مستقل له مصالحه الثابتة ومخاوفه التي ينبغي عدم المساس بها والتعرض إليها.
إذن ما هي مسوغات هذا الضجيج الذي تمارسه قطر؟ وما هي انعكاساته على القطري المواطن وعلى الخارج المحيط؟
تثبت الأحداث المتوالية والتناقضات السياسية التي تمارسها قطر أنها لا تملك رأيا عاما داخليا يمكنه أن ينبه ساستها لفداحة ما يقومون به، ويبدو أن الملاءة المالية التي يعيشها القطري، وقبل ذلك العزلة التي أغرق بها، تجعله بعيدا عن السياسة ومفاهيمها الحقيقية وتأثيراتها، وهنا يكمن شيء من التناقض الذي تمارسه قطر، فهي من دعاة الديموقراطية في العالم العربي لكن إنسانها في الداخل بعيد عن هذا المفهوم، ناهيك عن الممارسة ومتطلباتها.
أما على مستوى الإقليم فقطر في نزاعات مستمرة مع جيرانها، فمرة مع الكويت واليوم مع الدول المقاطعة، كل ذلك بسبب ديمومة عملها على شق الصف العربي، ومحاولة ضرب أي توجه يبقي السعودية دولة رائدة في العالمين العربي والإسلامي.
نخلص من هذا إلى أن قطر لا تملك مفاتيح القوة التي تجعلها في المستقبل المنظور قوة تهاب من القريب قبل البعيد، هي مجرد ساحة تجمع الفرقاء سياسيا وأيديولوجيا، هي مكان تتزاوج فيه المتناقضات، فيخرج هجينا مختلفا ومخالفا، لا ينسجم إلا مع تناقضات قطر واختلافاتها وتداخلاتها وتدخلاتها التي تجعلها دائما النشاز الأغرب والأقرب في محيط متجانس منسجم متصالح على مستوى الشعوب والحكومات.
@alaseery2
في المقابل حاولت بكل الوسائل أن أبحث عن مشروع لقطر يجعلها الأقوى والأكثر حضورا وتنفذا في الخليج - على الأقل، فلم أجد شيئا يذكر!
وهنا نتساءل كخليجيين: هل قطر تملك من الأسباب ما يجعلها قادرة على الحضور وبقوة في محيطها الإقليمي؟ وما هي قواها الناعمة والصلبة التي تمكنها من ذلك؟
أولا: قطر بعيدة كل البعد عن مقومات الدولة، ناهيك عن التنفذ ومشاريعه الطموحة والجريئة، فعلى مستوى المساحة لا تصل مساحتها إلى 12000 كلم، وهذا يعني أنها لا تملك مقومات العمق الاستراتيجي الذي يجعلها قادرة على مواجهة أي صراع من أي اتجاه، وعدد سكانها الأصليين بالكاد يصل 300 ألف نسمه - يزيد أو ينقص، وهذا يعني أن بعدها الديموغرافي ضعيف إن لم يكن منعدما، قياسا بجيرانها، وقبل ذلك بطموحاتها السياسية الهوجاء والخطيرة.
ثانيا: على مستوى القوتين الصلبة والناعمة، قطر لا يوجد لديها قوة عسكرية حقيقية يخشى بأسها، فالإحصاءات الرسمية تقول إن قطر لديها 12000 جندي يتوزعون على القطاعات العسكرية كافة، وهذا الرقم المحدود لا يستطيع تغطية وضمان أمن تظاهرة رياضية ككأس آسيا لكرة القدم، ناهيك عن بطولة عالمية ككأس العالم، إذا افترضنا إقامتها في قطر.
أما على مستوى التسليح، فقطر ولفقدانها القوة البشرية فهذا يجعلها غير قادرة على تشغيل المعدات العسكرية التي جلبتها مؤخرا، والتي تحتاج إلى كتائب من المشغلين والفنيين والأطقم، القادرين على الحفاظ على هذا السلاح وإبقائه صالحا وجاهزا طوال الوقت.
أما على مستوى القوة الناعمة، فقطر لا تملك إلا قناة الجزيرة، والتي ومع الأيام فقدت أدوارها التأثيرية، وأصبحت منذ بداية الأزمة الأخيرة منبرا للمرتزقة الذين يقولون ما يتوافق وتوجهات وتوجيهات وزارة الخارجية القطرية، وهذا بلا شك أضعف حضورها وجعلها مجرد قناة للسب والشتم، وهذا ما جعل الدولة الراعية - قطر - فاقدة لعنصر تلك القوة التي شكلت قبل الربيع العربي وأثناءه شيئا من حضورها الهدام في صفوف البسطاء في بعض البلدان.
ثالثا: قطر لا تملك سياسة واضحة المعالم، فهي تمارس الشيء ونقيضه، فعلاقة مع إسرائيل وعلاقة حميمية مع حماس، مؤخرا كانت ضمن التحالف العربي لإعادة الشرعية في اليمن، واليوم تندد بهذا التحالف وأهدافه!
وهذا يجعل المتابع البسيط يرى قطر في حضورها السياسي أقرب للسلطة غير المكتملة الاستقلال، كونها لا تملك خطا سياسيا واضح المعالم يراعي مصالحها ككيان مستقل له مصالحه الثابتة ومخاوفه التي ينبغي عدم المساس بها والتعرض إليها.
إذن ما هي مسوغات هذا الضجيج الذي تمارسه قطر؟ وما هي انعكاساته على القطري المواطن وعلى الخارج المحيط؟
تثبت الأحداث المتوالية والتناقضات السياسية التي تمارسها قطر أنها لا تملك رأيا عاما داخليا يمكنه أن ينبه ساستها لفداحة ما يقومون به، ويبدو أن الملاءة المالية التي يعيشها القطري، وقبل ذلك العزلة التي أغرق بها، تجعله بعيدا عن السياسة ومفاهيمها الحقيقية وتأثيراتها، وهنا يكمن شيء من التناقض الذي تمارسه قطر، فهي من دعاة الديموقراطية في العالم العربي لكن إنسانها في الداخل بعيد عن هذا المفهوم، ناهيك عن الممارسة ومتطلباتها.
أما على مستوى الإقليم فقطر في نزاعات مستمرة مع جيرانها، فمرة مع الكويت واليوم مع الدول المقاطعة، كل ذلك بسبب ديمومة عملها على شق الصف العربي، ومحاولة ضرب أي توجه يبقي السعودية دولة رائدة في العالمين العربي والإسلامي.
نخلص من هذا إلى أن قطر لا تملك مفاتيح القوة التي تجعلها في المستقبل المنظور قوة تهاب من القريب قبل البعيد، هي مجرد ساحة تجمع الفرقاء سياسيا وأيديولوجيا، هي مكان تتزاوج فيه المتناقضات، فيخرج هجينا مختلفا ومخالفا، لا ينسجم إلا مع تناقضات قطر واختلافاتها وتداخلاتها وتدخلاتها التي تجعلها دائما النشاز الأغرب والأقرب في محيط متجانس منسجم متصالح على مستوى الشعوب والحكومات.
@alaseery2