هل أنتجت إيران القنبلة النووية؟

الأربعاء - 03 يوليو 2019

Wed - 03 Jul 2019

قام العالم ولم يقعد بعد أن تجاوزت إيران في الأيام الماضية الخط الأحمر المسموح به لها من تخزين اليورانيوم وفق ما ينص عليه الاتفاق النووي، حسب إعلان طهران نفسها، وتأكيد من الوكالة الدولية للطاقة الذرية، حيث استشعرت الولايات المتحدة الأمريكية ودول أوروبا الخطر.

تهدد إيران باستئناف جهودها لتخصيب اليورانيوم، مما يجعلها قادرة على إنتاج قنبلة نووية، وفقا لأولي هاينونين الذي شغل منصب نائب المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية حتى 2010، وستكون في وضع يمكنها من الحصول على أسلحة نووية في غضون 6 إلى 8 أشهر، بحسب ما ورد في صحيفة ذا صن البريطانية.

لماذا هبت جميع الدول، بما فيها حليفتها روسيا، لإدانة التصرف الإيراني الذي وصفه الرئيس الأمريكي دونالد ترمب بـ «اللعب بالنار»، والذي اعتبره وزير خارجيته مايك بومبيو «استفزازا للمجتمع الدولي وتهديدا للأمن العالمي؟

خداع موقع بارشين

  • في يناير 2005 سمحت إيران للمفتشين بالوصول الجزئي إلى عدد قليل من المباني في الموقع

  • لم يعثر المفتشون على أي دليل على وجود نشاط مشبوه في بارشين

  • في زيارتهم الثانية، والتي شملت أيضا جزءا صغيرا من الموقع، أخذوا عينات من التربة

  • لم تثبت التجارب التي أجرتها الوكالة الدولية للطاقة الذرية لتلك العينات في وقت قريب الشكوك في وجود نشاط نووي في بارشين

  • في عام 2011، تلقت الوكالة الدولية للطاقة الذرية تقارير جديدة تفيد بأن بارشين كان يختبر المتفجرات المتعلقة بتطوير الأسلحة النووية

  • في مايو 2012، تم اكتشاف نشاط مشبوه في بارشين من خلال صور الأقمار الصناعية، حيث دمر الإيرانيون بعض المباني التي منعوا مفتشي الوكالة من زيارتها في 2005، وجرفوا المناطق المحيطة بمكان وجود المباني

  • حتى سبتمبر 2015، بعد توقيع الاتفاق النووي، لم تسمح إيران لمفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية بزيارة بارشين

  • مرة أخرى أخذ المفتشون عينات التربة، ومرة ​​أخرى لم تكشف الاختبارات المعملية للوكالة الدولية للطاقة الذرية عن شيء

  • تمت إعادة فحص العينات في مختبرات الولايات المتحدة، ووجد أنها تحتوي على عدد قليل من جزيئات اليورانيوم. وهذا دليل على أن بارشين قد شهد بالفعل نشاطا نوويا


التهديد الإيراني

أكد المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا أمانو في 10 يونيو الماضي أن إيران تدرك تهديدها بزيادة معدل تخصيب اليورانيوم، في تحد مباشر لشروط الاتفاق النووي لعام 2015 (JCPOA).

- في 7 مايو، هددت طهران بأنه إذا لم يتم إيجاد حل لمشكلة العقوبات الأمريكية فإنها ستتجاهل القيود المفروضة على تخصيب اليورانيوم المفروضة عليها بموجب الاتفاق النووي وتخصب ما يصل إلى 20%.

- في 21 مايو، قال المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية بهروز كمالفاندي إن قدرة تخصيب اليورانيوم في مصنع نطنز زادت أربعة أضعاف، نتيجة لذلك قد تتجاوز إيران قريبا القيود المفروضة على كمية اليورانيوم المسموح بتخصيبها بموجب خطة العمل المشتركة.

ـ أكد نائب المدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية أولي هاينونين أنه يعتقد أن إيران ستكون في وضع يمكنها من الحصول على أسلحة نووية في غضون ستة إلى ثمانية أشهر. وأوضح فيما بعد ملاحظاته، مشيرا إلى أنه كان يشير إلى الوقت اللازم لتخصيب اليورانيوم بالكمية والنوعية المطلوبة لإنتاج قنبلة نووية.

5 قنابل بحجم هيروشيما

إن استنتاج هاينونين حول قرب إيران من عتبة الأسلحة النووية ينبع من:

- قدرتها على تخصيب اليورانيوم مقابل قدرتها قبل توقيع الاتفاق النووي في 14 يوليو 2015.

- التقدم الذي أحرزته منذ 2003 في تطوير الأجهزة المتفجرة النووية في برنامج آماد، حيث كان الهدف من هذا البرنامج إنتاج خمس قنابل نووية بحجم 10 كيلوطن (حجم قنبلة هيروشيما في الحرب العالمية الثانية)، والتي يمكن تركيبها بعد ذلك على رأس صاروخ شهاب -3 الباليستي.

محطة تخصيب نطنز

وفقا لتقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية عن إيران في الفترة من 2013 إلى 2014، وقبل توقيع الاتفاق النووي، احتوت محطة تخصيب اليورانيوم في نطنز على ما يلي:

- 15.420 جهاز طرد مركزي من تصميم إيران الأول IR1، الذي خصب اليورانيوم الطبيعي إلى حوالي 3.5% (الوقود النووي بدرجة مفاعل الطاقة).

- 328 جهاز طرد مركزي IR1 لتخصيب اليورانيوم من 3.5 % إلى 20 % (الوقود النووي من درجة مفاعل الأبحاث).

- 1،008 أجهزة للطرد المركزي أكثر تقدما من تصميم IR2m (الذي يبدو أن لديه ضعف قدرة التخصيب مثل تصميم IR1). هذه الأجهزة لم تفعل بعد.

- تثبيت 2710 أجهزة طرد مركزية IR1 في منشأة تخصيب فوردو، منها 696 تم تفعيلها قبل الصفقة النووية. كما خصبوا اليورانيوم من 3.5% إلى 20%.

خرق الصفقة النووية

وفقا لمعهد العلوم والأمن الدولي، إذا خرقت إيران الاتفاق النووي، فستقوم بإعادة تشغيل جميع أجهزة الطرد المركزي المثبتة في نطنز وفوردو، فضلا عن طرازي الطرد المركزي المتقدم IR6 وIR8 اللذين تم تطويرهما في السنوات الأخيرة، ووفقا للخبراء الإيرانيين فإن قدرة تخصيب IR8 تزيد 20 مرة عن قدرة IR1.

واستنادا إلى البيانات التي نشرتها الوكالة الدولية للطاقة الذرية يمكن تقدير ما يقرب من أنه إذا خرقت إيران الصفقة النووية فستكون قادرة على تخصيب اليورانيوم لحوالي 20% ، بمعدل حوالي 450 كجم سنويا، وعندها ستخصب اليورانيوم من 20% إلى 90%، وهو مستوى التخصيب المطلوب لإنتاج نواة سلاح نووي بكمية تتراوح من 200 إلى 250 كيلوجراما، وهو ما يكفي لإنتاج أكثر من 10 قنابل نووية في السنة.

الأنشطة السرية لإيران

بناء على الافتراض بأن الوقت اللازم لإيران لإعادة تشغيل مشروع كامل لتخصيب اليورانيوم يتراوح ما بين ثلاثة إلى أربعة أشهر، وإضافة شهر أو شهرين لإنتاج قلوب اليورانيوم المخصب، يمكن التقدير أنه في غضون نصف عام قد تمتلك إيران ما يكفي من المواد الانشطارية على الأقل لواحد من الأسلحة النووية.

حاولت الوكالة الدولية للطاقة الذرية مراقبة المنشآت الإيرانية المرتبطة بإنتاج المواد النووية أو استخدامها، وفقا لمعاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية. وبحسب معهد العلوم والأمن الدولي لم تتمكن من الكشف عن الأنشطة السرية لإيران في مختلف مجالات تطوير جهاز متفجر نووي وتركيب صاروخ باليستي، تم تلقي معظم المعلومات التي جمعتها الوكالة في هذه المناطق من أجهزة المخابرات الغربية.

خطورة الأرشيف النووي

كان الاختراق الأكثر أهمية في فضح البرنامج النووي الإيراني هو عملية تسريب الأرشيف الإيراني، فبحسب معهد العلوم والأمن الدولي، تشير الوثائق الموجودة في هذا الأرشيف إلى أنه منذ فترة طويلة بين عامي 2003 و2004 أحرزت إيران تقدما كبيرا في جهودها النووية، بما يتجاوز بكثير تقديرات أجهزة الاستخبارات الغربية والوكالة الدولية للطاقة الذرية في ذلك الوقت، لو تم الكشف عن المعلومات الموجودة في الأرشيف قبل توقيع اتفاق JCPOA النووي في عام 2015، لكان قد تم توقيع اتفاقية أفضل.

تهرب طهران

تم تنفيذ العناصر الرئيسة للبرنامج النووي في موقع بارشين العسكري، على بعد حوالي 30 كلم شمال طهران. وأُبلغت الوكالة الدولية للطاقة الذرية في 2004 بإمكانية قيام الموقع بأنشطة تتعلق بتطوير الأسلحة النووية، وطلبت من إيران السماح لمفتشيها بالقيام بدوريات فيه.

في البداية تهربت إيران من الطلب بزعم أنها تريد الحفاظ على أمن المجال العسكري، لأن بارشين كانت قاعدة عسكرية.

  • تجاوز الخط الأحمر لتخزين اليورانيوم يهدد الأمن العالمي ويستفز المجتمع الدولي

  • كمالفاندي: قدرة التخصيب في مصنع نطنز زادت أربعة أضعاف

  • هاينونين: طهران في وضع يمكنها من الحصول على النووي قريبا جدا

  • معهد العلوم والأمن الدولي: طهران لم تكشف كل أنشطتها السرية

  • تسريب الأرشيف فضح البرنامج النووي وكشف معلومات خطيرة

  • برنامج عماد يسمح بإنتاج 5 قنابل نووية بحجم قنبلة هيروشيما