طارق جابر

إكسير الرشاقة

الخميس - 27 يونيو 2019

Thu - 27 Jun 2019

كنا تكلمنا في المقال السابق عن إمكانية إيجاد دواء سحري يقضي على السمنة، ويلغي الحاجة إلى جراحات السمنة، بل ويلغي الحاجة إلى الحمية إن أمكن.

يمكن تقسيم الأدوية والمستحضرات الموجودة في متناول المرضى إلى أنواع عدة، سنتطرق إليها تباعا.

النوع الأول:

المستحضرات الطبيعية والأعشاب ومركبات الطب البديل. بلا شك هناك جمهور عريض من المؤمنين بالطب البديل وطب الأعشاب والعطارة، فهو أساس الصيدلة، وجميعنا نستخدمه بدرجات مختلفة، ابتداء من كوب الشاي بالليمون والعسل لمن يشكو من نزلة برد إلى من يصر على علاج ورم في الثدي بخلطة أعشاب من عند هذا الحكيم أو ذاك المعالج.

ولسنا هنا في صدد تقييم الطب البديل أو طب الأعشاب الذي لا أشك بأن له نواحي إيجابية كثيرة إن أحسن استخدامه، ولكن قصة هذا النوع من العلاج الآن كقصة مئة شخص قرروا أن يتسلقوا جبلا شاهقا دون استخدام أي أدوات، مسلحين فقط بزجاجات عصير البرتقال. مع مرور الوقت بدؤوا يتساقطون ويعودون أدراجهم الواحد تلو الآخر، وبعضهم تعرض لحوادث وإصابات، لكن في الأخير تمكن ثلاثة منهم من بلوغ القمة.

أنصار الطب البديل سيحدثوننا فقط عن الثلاثة الذين بلغوا القمة، وعن الإمكانات الخارقة لعصير البرتقال، فهل سنلجأ جميعا إلى عصير البرتقال بدلا من أدوات التسلق كلما قررنا تسلق جبل ما في المستقبل؟

المشكلة أيضا هل هذه المستحضرات الطبيعية حقا طبيعة؟ نعرف أن هناك من يخلط الفياغرا بالعسل ويبيعه للراغبين في تحسين قدراتهم الجنسية، وهناك من يخلط أدوية الاكتئاب بالشاي لتحسين المزاج، وعقار الثايروكسين (هرمون الغدة الدرقية) بالزهورات لإنقاص الوزن وغيره. سيقول البعض صادقا إن هذا ليس طبا بديلا ولا طب أعشاب، ولكنه نصب واحتيال، صحيح، لكنه مع الأسف موجود.

إن التصريح لدواء طبي يمر بمراحل طويلة ومكلفة، من المختبر إلى التجربة على الحيوانات، وأحيانا التجربة على المتطوعين، إلى اختبارات الأمان وتحديد الجرعات.

وإلى أن تخضع أدوية الطب البديل إلى الدرجة نفسها من البحث والتمحيص والدراسة (بعضها الآن يفعل ذلك) لا يمكن أخذها كخيار جدي وفعال!

أما مقولة إنها إذا لم تنفع فلن تضر فهذه مغالطة شائعة، فقد تضر أحيانا، وإن لم يدفع الإنسان الثمن من صحته فبالتأكيد سيدفعه من ماله ووقته. والخلاصة أنه إلى الآن لا يوجد أي شيء علمي وفعال في هذا الباب، والموجود والمعروف لا يخرج عن نطاق المتعارف عليه وأثره بسيط.

النوع الثاني:

الأدوية غير المعروف مصدرها أو طبيعتها، وهذا النوع أسوأ وأخطر الأنواع، ويحصل عليه المرضى المتعطشون لأي حل إما عن طريق الأصدقاء أو من دول وأسواق معينة أو بالشراء عن طريق الوسطاء في وسائل التواصل الاجتماعي.

وإن كان بعض أنواع العقاقير المتوفرة خليطا من الصيدلة والدجل، فإن هذا النوع هو دجل صرف. وقد مر علينا كأطباء كثير من المرضى الذين أصيبوا بفشل كبدي أو كلوي نتيجة تعاطي مثل هذه الأدوية مجهولة الطبيعة.

بقية الأنواع الأخرى: أدوية تخرج من مصانع الأدوية وتباع في الصيدليات، والكلام فيها يحتاج إلى مساحة أكبر نجعلها موضوع مقالنا المقبل.

drtjteam@