نوره صالح الذويخ

برنامج «خبرات» والحراك الفكري التربوي

الخميس - 27 يونيو 2019

Thu - 27 Jun 2019

انطلق برنامج التطوير المهني النوعي «خبرات» وفق توجيهات قيادات الوطن لدعم التعليم بما يتوافق مع رؤية المملكة 2030 وتحسين مخرجاته، حيث اعتمدت وزارة التعليم البرنامج مع شراكات عالمية ليأتي استجابة لمتطلبات التطوير بما ينسجم مع التوجهات والخطط المستقبلية.

ويعد «خبرات» برنامجا نوعيا يستهدف تطوير الممارسات المهنية التربوية للقيادات والمشرفين والمعلمين، في إطار معايير عالمية ووفق متطلبات العمل التعليمي والواقع المهني للفئات المستهدفة عبر التدريب والاطلاع المباشر على واقع الخبرات التعليمية المقدمة، ضمن إطار شراكات دولية مع 27 جامعة بخبرات تعليمية متميزة في الولايات المتحدة الأمريكية، كندا، بريطانيا، استراليا، فلندا، نيوزيلندا، حيث حقق البرنامج ريادة المملكة في التدريب التربوي أثناء العمل من خلال توفير 668 مقعدا للمتدربين في خبرات1، ورفع عدد المقاعد لتصل إلى 1109 في خبرات2.

يلتحق التربويون عبر برنامج خبرات بورش عمل ومؤتمرات ومجتمعات تعلم مهنية، ودورات تدريبية في اللغة الإنجليزية مع المعايشة اليومية للممارسات المهنية المحترفة في مدارس متميزة، وينتهي بتقديم ومناقشة مشروع يتضمن تصورا لمبادرة بإجراءات تطويرية تطبق في التعليم السعودي.

ويأتي تحسين أساليب التطوير المهني الذي يشرف عليه المركز الوطني للتطوير المهني التعليمي بقيادة الدكتور محمد المقبل من أجل مواكبة الانفجار المعرفي والتطور في النظريات والممارسات التربوية الحديثة، لما له من أهميه في تنمية المهارات والكفاءة الإبداعية في العمل التربوي، والذي بدوره ينعكس على جودة التعليم ورفع مستوى أداء الطلاب.

وما يميز برنامج «خبرات» هو تدريب المعلم دوليا بهدف إشراكه في القيادة والتطوير عبر العمل الميداني ونقل الأثر باستثمار الخبرات المكتسبة وتوطينها في المدارس لتطوير التعليم.

وخلال هذه الأيام أكمل سنتين منذ عودتي من برنامج التدريب النوعي «خبرات» الذي من خلاله التحقت ببرنامج «بناء القيادة للتغيير عبر المعايشة في المدارسBuilding Leadership for Change through School Immersion « لمدة ستة أشهر، مع معايشة بجميع المراحل في المدارس الأمريكية.

هذه التجربة التي خضتها مع كثير من التربويين في مختلف دول المعايشة كان لها الأثر في مسيرتنا المهنية وبتطور أفكارنا ومهاراتنا وإكسابنا خبرات من أنظمة تعليمية في مدارس رائدة، حيث أتيحت لنا فرصة المناقشة والحوار ورصد تجارب في المناهج التعليمية وطرق التدريس عبر حضور الحصص، والاجتماع مع قيادات المدارس ومكاتب التعليم للاطلاع على برامج تعليمية وشراكات مجتمعية تستهدف البيئة المدرسية ومهارات الطلاب وتهيئتهم للمستقبل، كما جرى تبادل الخبرات التربوية والثقافية وبناء علاقات تسهم في تقديم صورة إيجابية للمعلم السعودي.

وفي رأيي أثر برنامج «خبرات» يعتمد بدرجة كبيرة على دافعية المتدرب الذاتية في التطوير، ومدى كفاءته على التأمل والرصد والتوثيق والبحث، ومن الملاحظ حرص عدد من المتدربين المتميزين على الالتزام بدورهم تجاه الوطن والتعليم من خلال المشاركة الجادة بنقل الأثر عبر التطبيق المباشر في المدارس ومكاتب التعليم، وتقديم برامج تدريبية والمشاركة في التدريب الصيفي، وكتابة المقالات، ونشر محتوى بأفكار إبداعية في المنصات التربوية وشبكات التواصل، والتأليف التربوي والدراسات البحثية والمشاركة بأوراق عمل في المؤتمرات المحلية والدولية، ورفع المبادرات النوعية للجهات المختصة.

لذا أسهم برنامج «خبرات» بإحداث حراك فكري تربوي عبر إنتاج وتطبيق ونشر المعرفة الجديدة المكتسبة، وعزز من التطوير المهني في مدارسنا من خلال استثمار عدد من المتدربين الذين تم تأهيلهم في نقل الخبرة إلى زملائهم، وتعزيز القدرة الذاتية المهنية للمدارس لدعم توجهات وزارة التعليم للانطلاق من المدرسة في عمليات التطوير والتحسين، عبر نموذج المجتمعات المهنية التعليمية، ومن المهم استمرار استثمار الطاقات المتميزة ببرنامج «خبرات» الذين أثبتوا قدراتهم بعد العودة وحققوا أثرا في الميدان من خلال استقطابهم والاستفادة من خبراتهم الدولية المكتسبة في الخطط والبرامج التطويرية، بهدف إحداث نقلة نوعية تنسجم مع رؤية الوطن 2030.

n_thw@