أحمد صالح حلبي

الشؤون البلدية والحلقة المفقودة

الخميس - 27 يونيو 2019

Thu - 27 Jun 2019

انتهجت وزارة الشؤون البلدية والقروية أسلوبا جديدا في التعامل مع وسائل الإعلام، خاصة الصحفية منها، فلم تعد تعتمد في ردودها على ما تتناوله الصحف المحلية، من نقد لأداء بعض أجهزتها أو بلدياتها على العبارة المعروفة «لا صحة لما نشر»، أو «لم يتحر الكاتب الدقة والموضوعية»، فقد أصبحنا نرى الوزارة أكثر حرصا على إظهار الحقيقة، من خلال البحث والتحقيق عن مضمون المقال وإجابة الكاتب بحقائق ثابتة ووثائق مؤكدة، والاعتراف بالتقصير إن وجد.

وبعيدا عما تتناوله الصحف المحلية عن الخدمات البلدية، فإن هناك أمانات وبلديات حققت نجاحات عالية في بعض خدماتها المقدمة للمواطنين، والتي يمكن الاستفادة منها وتوظيفها من خلال برنامج لتبادل الخبرات تتبناه الوزارة، يعمل على نقل الخبرات والتجارب بين الأمانات والبلديات، خاصة في مجال نقل النفايات من الأحياء السكنية، والذي يشكل حالة إزعاج لحركة سير المركبات والمشاة في عديد من مدن المملكة، إضافة لبرنامج تنسيق وزراعة الحدائق، وبناء الأرصفة داخل المناطق التجارية.

وما نأمله من وزارة الشؤون البلدية والقروية التي عملت على فتح قنوات اتصال وتواصل مع المواطنين عبر المجالس البلدية، أن تعمل على تشكيل إدارة تعنى بتبادل الخبرات بين الأمانات والبلديات، تكون مهامها دراسة التجارب التي نفذتها كل أمانة أو بلدية منفردة، والتعرف على مدى الاستفادة منها وتطبيقها، فالهدف ليس احتكار الخدمة لبلدية ما، بل العمل على دعم وتشجيع الأفكار الناجحة وتطبيقها في مدن ومحافظات أخرى لتعم الفائدة الجميع.

وأن تسعى الوزارة لطرح خدمات الأمانات والبلديات أمام المواطنين لتقييمها، والتعرف على ما تحمله أفكارهم من رؤى تطويرية لهذه الخدمات، ومن ثم تحليلها للاستفادة منها، وتقبل الانتقادات المطروحة لتطوير الخدمات البلدية.

وما نحتاجه اليوم ليس منع الباعة الجائلين من العمل، فجلهم مواطنون البعض منهم جامعيون لم يحالفهم الحظ في الحصول على وظيفة حكومية أو أهلية، ولديهم أسر مكلفون بتوفير معيشتها، ولذلك نراهم يسترزقون من هذه البسطات.

وما يحتاجونه هو أن تبدأ وزارة الشؤون البلدية والقروية وضع برنامج يدعم الباعة، على غرار دعم أمانة العاصمة المقدسة لأصحاب عربات الطعام (فود ترك) بالسماح لهم بالعمل في مواقف حجز السيارات مجانا خلال شهر رمضان المبارك 1440 هـ، وقد حددت الأمانة شروطا تؤكد دعمها لهؤلاء الباعة، هي «أن يقتصر على الأفراد السعوديين (رجال - نساء)، وأن يكون طالب الترخيص حاصلا على بطاقة الهوية الوطنية، وأن يعمل صاحب الترخيص بنفسه، ويمنع استخدام أي عمالة وافدة، وكذلك لا يحق لأي فرد إصدار أكثر من ترخيص واحد، فقط، على مستوى أمانة العاصمة المقدسة».

ونأمل أن تخطو بقية الأمانات والبلديات مثل هذه الخطوة، فشبابنا بحاجة إلى الدعم المعنوي أكثر من الدعم المالي، وكم أتمنى أن يسمح لعربات الطعام بالعمل في مواقع الحدائق العامة التي لا زالت تفتقر لكثير من احتياجات المواطنين وخدماتهم.

أما إن بقيت كلمة «كله تمام»، فهذا يعني أننا سنظل نعاني من كثير من المشكلات، والتي لن نجد لها حلا، لأننا لم نوجه جهدنا لدراسة أخطائنا وسلبياتنا، فقد امتلكنا الاعتقاد بالنجاح دون أن نترك الآخرين يقيمون أعمالنا.

[email protected]