مها عبدالله الغامدي

عن الأدب

الثلاثاء - 25 يونيو 2019

Tue - 25 Jun 2019

الأدب تمثيل مخادع للحياة، يساعدنا على فهمها بشكل أوضح، وبفضله نستطيع حل المعادلة وفك الشيفرة ولو جزئيا لفهم الوجود، يأتي الأدب كتعويض عن النواقص والكبت والخيبات التي تصفعنا بها الحياة الحقيقية.

محاكاة الأدب للواقع بشكل مصقول يجعلنا ندرك العظمة التي تختبئ في الأمور الصغيرة.

الأشخاص الذين يعترفون بترددهم وخوفهم ويطرحون عددا لا منتهيا من الأسئلة المعقدة مثل السمو والمصير والروح والمعنى وما وراء المعرفة يهتمون بالشعر والرواية والمسرح والقصة أكثر من أصحاب اليقين.

يشكل الأدب ما يسمى «الذاكرة المشتركة» أي «الهوية المشتركة» بحيث إننا مثلا لا نستطيع التفكير في أنفسنا كعرب دون استحضار الهوية العربية.

ندون الكلمات في الكتب كذاكرة مشتركة للجنس البشري، لذا تمثل القراءة جانبا من جوانب صناعة الذاكرة المشتركة التي يشكلها الأدب وينقل الذاكرة عبر الأجيال والحضارات.

الكتابة والقراءة وجهان لقضية واحدة، حيث تبدأ القضية بالتدوين أولا ثم انتقال المعلومة المدونة إلى البشرية عبر القراءة وتشكل في جوهرها وسيلة تواصل بين أجيال و حضارات.

عند الكتابة نجد أن الكلمات تخوننا أحيانا كما نخونها نحن عندما نعجز عن إطلاق الكلمة وتمثيل الفكرة وتدوين الحرف.

كتب أفلاطون قبل 2500 عام ولا يزال الناس قادرين على فهمه، بالرغم من كتابته باليونانية ورغم من الاختلافات الحضارية إلا أننا نفهمه.

كتب أفلاطون أفكاره وعبر عن نفسه وقام الأدب عبر الأجيال بمهمة نقل معتقداته وفلسفاته لذا نحن اليوم قادرون على فهمه، لذا لا بد للمرء أن يتمكن من التعبير عن نفسه.

تقول آرميا عثمان «تختفي الكلمات لكثرتها ويبقى المعنى».

يمكننا الأدب من التعبير والتخيل والفهم والحلم والطيران والحب والشعور والكتابة والقبض على الكلمة وتكوين الحرف وإيصال الرسالة وصنع الذاكرة والهوية المشتركة.

الأكثر قراءة