إبراهيم أحمد المسلم

تكاليف الزواج.. ماذا لو استطعنا تخفيضها؟

الاحد - 23 يونيو 2019

Sun - 23 Jun 2019

يظل الزواج الهاجس الأكبر لأبنائنا وبناتنا، والذي يعد استكمالا لنصف الدين كما يقولون وأكثر، بل هو السياج الأمني الاجتماعي الذي يحمي مجتمعاتنا من الفتن التي تهاجم الشباب والشابات في وقتنا هذا، وهو المودة والألفة والرحمة داخل البيوت، قال تعالى «وهو الذي خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة»، فهو السكينة الروحية والنفسية لكل البشر، وهو القرب والتفاهم في الأفكار لبناء مجتمع صالح دينيا ومتماسك أسريا ومترابط اجتماعيا.

في الآونة الأخيرة أعرض كثيرون عن الزواج بسبب التكاليف الباهظة التي لم ينزل الله بها من سلطان، ولم تذكر لا في القرآن ولا في الأحاديث النبوية الشريفة، ومع الأسف نشاهدها أمامنا، فالغالب الأعم في أفراح الزواج التي لا فائدة ترتجى منها، وإنما هي مجرد عرف توالى منذ القدم، فنجد في الأفراح كمية الولائم التي تزيد بكثير على الحاجة.

فأفرغ الزواج من أهدافه الأساسية وأصبحت المباهاة والتفاخر والمقارنات والتظاهر من أهم أركانه، ومع الأسف معظم نتيجة هذا يأتي من خلال استدانة الزوج واقتراضه من البنوك لسد تكاليف الزواج، إضافة إلى تحميل فوق المستطاع للإباء والأمهات جزء من تلك التكاليف، وبعد الزواج يبتعد كل من الأبوين ويلتزم العريس والعروس بسداد هذه الديون وتحميلهما أخطاء التفاخر والعادات التي يلتزم بها المجتمع.

لذا يتحتم علينا أن نتعاون بتخفيض تلك التكاليف عن طريق اختيار قاعات الأفراح الرخيصة وإلغاء بعض تكاليف الزيجات التي تعرض وتعقد أمور الزوج.

إن تيسير أمور الزواج سينقذ كثيرا من الشباب وعدم الوقوع في المعصية، ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم قدوة حين قال «التمس ولو خاتما من حديد»، وهذا من باب التيسير، ولقول الله عز وجل «لا يكلف الله نفسا إلا وسعها»، وقال أيضا «إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله».

لذا وجب علينا كأسر أن نقتدي بهذا حتى نسهل على شبابا الطريق لهذه العفة الجميلة وليترابط المجتمع دينيا وأسريا.

الأكثر قراءة