13 مؤشرا للفوز برئاسة البيت الأبيض
السبت - 22 يونيو 2019
Sat - 22 Jun 2019
صمم أستاذ التاريخ الدكتور آلان ليتشمان نموذجا للتنبؤ بنتيجة التصويت الشعبي لانتخابات الرئاسة الأمريكية التي تجرى كل أربع سنوات، وذلك من خلال تتبع أنماط معينة لنتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية بين الأعوام 1860 و1980، والتي توصل من خلالها ظاهريا إلى إمكانية تقديم مؤشرات متكاملة تركز على مستقبل رئاسة البيت الأبيض في العاصمة واشنطن.
يقيس نموذج ليتشمان إمكانية فوز الحزب الحاكم ومرشحه بالانتخابات من خلال مؤشرات. هذه المؤشرات تعمل على تقييم حالة الحزب وحالة مرشح الحزب للفوز بالرئاسة، وهي بأبسط صورة على غرار معايير تتحقق أو لا تتحقق. عددها 13 مؤشرا، تنبأت بنجاح بمن سيفوز برئاسة البيت الأبيض منذ عام 1984 حتى عام 2012. وكان أهم التحديات لليتشمان هو أن يسبق كثيرين بالتنبؤ، من خلال نموذجه، بفوز المرشح دونالد ترمب أمام المرشحة هيلاري كلينتون عام 2016. اتسم هذا التنبؤ بالجرأة، حيث لم يتصور كثير من الأمريكيين وغيرهم فوز ترمب بسبب اختلافه الكبير عن جميع المرشحين، فضلا عن قدومه من خارج المنظومة الحكومية، على عكس جميع الرؤساء السابقين الذين عملوا في الحكومة قبل ترشحهم وفوزهم بالرئاسة.
وبهذا، أصبح النموذج دقيقا على مدى تسع فترات رئاسية متتالية خلال 32 عاما. وفي هذه المقالة نستعرض مؤشرات ليتشمان مع سرد بعض الأحداث التاريخية التي توضح أهمية كل منها.
01 تمكن الحزب من زيادة عدد مقاعده في مجلس النواب بعد الانتخابات المتوسطة الأخيرة أكثر من الانتخابات التي سبقتها. الانتخابات المتوسطة هي التي تجري في منتصف كل فترة رئاسية، أي كل سنتين، وتشمل التنافس على 435 مقعدا في مجلس النواب، وتصاحبها انتخابات داخل المقاطعات والبلديات وغيرها في كل ولاية. وبذلك، هي تعكس التوجه العام وتعطي الفرصة للتأثير على كل مرشح، بما في ذلك أداء الرئيس، ويمكن لها تغيير ميزان القوى إذا لم يكن الأداء مرضيا.
02 عدم وجود منافسين أقوياء يسعى كل منهم لنيل الدعم داخل الحزب الواحد لخوض المنافسة ضد الحزب الآخر، ولا سيما إذا قرر الرئيس الحالي ترشيح نفسه مرة أخرى وظهر له منافس قوي داخل حزبه. ويذكر ما حدث للرئيس جيمي كارتر عضو الحزب الديمقراطي حين قرر الترشح لرئاسة ثانية عام 1980 وحينها نافسه إدوارد كيندي - أخو الرئيس الأسبق جون كينيدي - على ترشيح الحزب رغم ندرة حدوث ذلك، مما ساهم في خسارة كارتر فترة رئاسية ثانية، لصالح المرشح الجمهوري رونالد ريجان، وأدت تلك الخسارة إلى تأثير سلبي طويل المدى على الحزب كله.
03 أن يكون مرشح الحزب هو الرئيس الحالي نفسه، حيث يحظى الرئيس الأمريكي في فترة رئاسته بقوة سياسية وتغطية إعلامية تسهل فرص فوزه بفترة رئاسية ثانية أكثر من فوز منافسيه بفترتهم الأولى، مثلما حدث للرؤساء بيل كلينتون وجورج بوش الإبن وباراك أوباما، حيث ترأس كل منهم لفترتين رئاسيتين.
04 عدم وجود مرشح مؤثر من حزب ثالث أو من حملة مستقلة في الانتخابات. ومن الأحداث المثيرة التي تبنى عليها أهمية مؤشر كهذا قصة خسارة الرئيس جورج بوش الأب لفترة رئاسية ثانية: ففي عام 1988 فاز المرشح بوش الجمهوري بأول فترة رئاسية بنسبة 53.37 %، بينما حصل منافسه مايكل دوكاكس على نسبة 45.65 %، وكانت منافسة قوية لكنها مشابهة لكثير من المنافسات النهائية السابقة على الرئاسة، ولكن في عام 1992، قرر بوش الرئيس حينها الترشح لفترة رئاسية ثانية عن حزبه الجمهوري، ونافسه بيل كلينتون مرشح الحزب الديمقراطي. ظهر حينها مرشح ثالث مستقل لا يمثل أيا من الحزبين وهو رجل الأعمال روس بيرو، وكانت لحملته تأثير وقبول في أوساط المجتمع. في نهاية السباق الرئاسي حصل بيرو على نسبة 18.91% من الأصوات، وهي مؤثرة جدا لمرشح ثالث، فساعد ذلك بيل كلينتون على حصوله على نسبة 43.01 % والفوز، بينما حصل الرئيس بوش على نسبة 37.45 %، فخسر لأسباب عدة، منها استحواذ بيرو على نسبة عالية من الأصوات المؤثرة.
ليتشمان يعد هذه هذه الحملات المؤثرة غير المتوقعة مهمة كمؤشر حين يحصل مرشحها على ما لا يقل عن 5 % من نسبة الأصوات الانتخابية النهائية، حيث يدفع ثمن ذلك غالبا الحزب الحاكم حينها، كما يعرف تاريخيا أن نسب الفوز بين مرشحين تكون غالبا متقاربة وطرف ثالث مؤثر يخل بهذا التقارب.
05 عدم وجود فترة كساد اقتصادي خلال المدى القصير، حيث يؤثر ذلك في المجتمع بشكل مباشر، ويكون ذلك فرصة للحزب الآخر غير الحاكم لعرض خطط بديلة، سعيا للخروج من هذه الفترة، ويستفيد من خلالها مرشحو الحزب الآخر ومنافسهم الرئيسي على الرئاسة.
06 نمو المعدل الاقتصادي الفردي أثناء الفترة الرئاسية بشكل مساو أو أكثر من المتوسط المتحقق خلال آخر فترتين رئاسيتين. ولذلك يتحدث دائما الرؤساء عن إنجازاتهم الاقتصادية ويحرصون على إبرازها للناخبين، كما يسعون خلال بداية فترتهم الرئاسية إلى التركيز على الاقتصاد ورفعه.
يذكر أنه بمجرد إعلان الحكومة الأمريكية فوز ترمب وقبل بدء رئاسته، أعلنت العديد من الشركات الأمريكية التي كانت تعمل خارجها نيتها العودة والتصنيع والتوظيف داخل وطنها، تفاديا لما تعهد به ترمب من محاربتها اقتصاديا.
07 تمكن الإدارة الحالية في البيت الأبيض من إجراء تغيرات رئيسية في السياسات العامة الأمريكية، مثل قانون إصلاح الرعاية الصحية الشاملة في عهد أوباما، والذي لم يلق نجاحا مهما.
08 عدم وجود اضطراب أو انهيار للأوضاع الاجتماعية، مثل التي شهدتها الولايات المتحدة من قبل حركات المناهضة لتبعات حرب فييتنام والمطالبات الحقوقية المدنية التاريخية.
09 عدم وجود فضائح كبرى للإدارة الحالية في البيت الأبيض، مثل فضيحة واترجيت التي حدثت بين الأعوام 1972 و1974 التي أدت خلالها إلى أزمة دستورية واتهامات للرئيس ريتشارد نيكسون بسبب اكتشاف محاولة إدارته للتغطية على تجسس على مكتب الحزب الديمقراطي المنافس. فاستقال الرئيس نيكسون بعد أول سنة من فترة رئاسته الثانية، إثر هذه الفضيحة قبل أن تتم إقالته. وبذلك أكمل نائبه جيرالد فورد ما تبقى من مدة الرئاسة وهي سنتان ونصف السنة تقريبا، في حدث تاريخي نادر.
10 عدم وجود فشل سياسي أو عسكري، ويذكر التاريخ الإشكالات السياسية والعسكرية بسبب تبعات حرب فيتنام، وأزمة الرهائن الأمريكيين في إيران عام 1980 التي أثرت على إدارات البيت الأبيض حينها بشكل سلبي للغاية.
11 تحقيق نجاحات سياسية أو عسكرية للإدارة الحالية، مثل الانتصار في حرب أو إحلال السلام بين الدول.
12 يـركز على شخـصيـة مرشـح الحزب.
13 يركز على شخصية مرشح الحزب المنافس. وتعرف الشخصية أو الكاريزما للمرشح بأهميتها للحصول على قبول اجتماعي بين الناس، وسياسي لدى الساسة. كما أن من السمات المؤثرة في هذين المؤشرين أن يكون المرشح بطلا قوميا.
ويذكر التاريخ فوز الرئيس دوايت أيزنهاور عام 1952 وهو ذو خلفية حربية، حيث ترأس الجيش الأمريكي وكان أول رئيس لحزب الناتو وشارك في الحرب العالمية الأولى والثانية كعسكري قبل أن يتحول إلى سياسي. كما يذكر التاريخ أيضا ترشح جون ماكين ذي شخصية البطل القومي والسياسي القوي ضد أوباما ذي الشخصية الجماهيرية المتحدثة المفوهة في انتخابات عام 2008. يمكن الفوز بهذين المؤشرين معا حين تكون شخصية مرشح الحزب مميزة، وشخصية مرشح الحزب الآخر ليست كذلك.
فكرة هذا النموذج المثير للاهتمام في السياسة الأمريكية ولدول العالم أيضا كان أساسها أبحاث تنبؤ بالزلازل للروسي الرياضي الجيوفيزيائي والخبير بالزلازل فلاديمير كيليس بوروك. وقد أشار ليتشمان إلى أنه يجب أن يحصل الحزب على ثمانية مؤشرات إيجابية ليتمكن مرشحه من الفوز بفترة رئاسية ثانية أو يمكن التنبؤ بخسارته وفوز المنافس. كما واجه النموذج بعض الانتقادات من قبل محللين إحصائيين، إضافة لكون مؤشراته تعتمد على المرشح وليس الحزب فقط.
ومما يثير الاهتمام أن مخرجات بعض هذه المؤشرات سهلة القراءة. ومن الأمثلة على ذلك التي ساعدت في التنبؤ بفوز دونالد ترمب أن الحزب الجمهوري فاز بمقاعد أكثر تحت المؤشر الأول. كما أن أوباما لم يستطع ترشيح نفسه لفترة ثالثة، وبالتالي كسب الحزب الجمهوري المؤشر الثالث، إضافة إلى عدم نجاح إدارة أوباما في إصلاح أنظمة رعاية صحية شاملة على المستوى الوطني، وبالتالي لم تتمكن من التأثير إيجابا في السياسة الأمريكية ففشلت في المؤشر السابع، كما أنها لم تتمكن من النجاح في سياسة خارجية أو جهود عسكرية كبرى فخسرت المؤشر الحادي عشر، وكسبها جميعا الحزب الجمهوري.
وبالنظر لانتخابات عام 2020 ومدى إمكانية فوز ترمب بفترة رئاسية ثانية، يمكن لكل مهتم تطبيق هذه المؤشرات والمعايير للتنبؤ مبدئيا وفق المؤشرات الواضحة نتيجتها مسبقا، مثل المؤشر الأول، ولكن لا يزال الوقت مبكرا، حيث إن بعض هذه المؤشرات قد يتأثر ويتغير وفق أحداث جديدة أو مفاجئة.
وتتميز هذه الدراسات بعمقها التحليلي للمحللين والمتخصصين في صناعة القرار، والسياسات العامة والوطنية والخارجية، وكيفية دعم اتخاذ القرار في المنظمات الحكومية والمنظمات العالمية والشركات الدولية. كما أن هذه الأحداث السياسية داخل المؤسسات الأمريكية تلقي بتأثيرها الدولي المباشر وغير المباشر على دول العالم، ولتبعاتها أثر كبير على الاقتصاد العالمي، والأمن والجهود الدولية، واتفاقيات التجارة العالمية، وغيرها كثير. وتحظى أحداثها التاريخية وتطوراتها بنقاش مستمر بين المتخصصين في السياسة الخارجية، والاستراتيجيين، وصناع القرار، والأكاديميين، وحتى بعض العامة من الناس.
@MansoorBF
يقيس نموذج ليتشمان إمكانية فوز الحزب الحاكم ومرشحه بالانتخابات من خلال مؤشرات. هذه المؤشرات تعمل على تقييم حالة الحزب وحالة مرشح الحزب للفوز بالرئاسة، وهي بأبسط صورة على غرار معايير تتحقق أو لا تتحقق. عددها 13 مؤشرا، تنبأت بنجاح بمن سيفوز برئاسة البيت الأبيض منذ عام 1984 حتى عام 2012. وكان أهم التحديات لليتشمان هو أن يسبق كثيرين بالتنبؤ، من خلال نموذجه، بفوز المرشح دونالد ترمب أمام المرشحة هيلاري كلينتون عام 2016. اتسم هذا التنبؤ بالجرأة، حيث لم يتصور كثير من الأمريكيين وغيرهم فوز ترمب بسبب اختلافه الكبير عن جميع المرشحين، فضلا عن قدومه من خارج المنظومة الحكومية، على عكس جميع الرؤساء السابقين الذين عملوا في الحكومة قبل ترشحهم وفوزهم بالرئاسة.
وبهذا، أصبح النموذج دقيقا على مدى تسع فترات رئاسية متتالية خلال 32 عاما. وفي هذه المقالة نستعرض مؤشرات ليتشمان مع سرد بعض الأحداث التاريخية التي توضح أهمية كل منها.
01 تمكن الحزب من زيادة عدد مقاعده في مجلس النواب بعد الانتخابات المتوسطة الأخيرة أكثر من الانتخابات التي سبقتها. الانتخابات المتوسطة هي التي تجري في منتصف كل فترة رئاسية، أي كل سنتين، وتشمل التنافس على 435 مقعدا في مجلس النواب، وتصاحبها انتخابات داخل المقاطعات والبلديات وغيرها في كل ولاية. وبذلك، هي تعكس التوجه العام وتعطي الفرصة للتأثير على كل مرشح، بما في ذلك أداء الرئيس، ويمكن لها تغيير ميزان القوى إذا لم يكن الأداء مرضيا.
02 عدم وجود منافسين أقوياء يسعى كل منهم لنيل الدعم داخل الحزب الواحد لخوض المنافسة ضد الحزب الآخر، ولا سيما إذا قرر الرئيس الحالي ترشيح نفسه مرة أخرى وظهر له منافس قوي داخل حزبه. ويذكر ما حدث للرئيس جيمي كارتر عضو الحزب الديمقراطي حين قرر الترشح لرئاسة ثانية عام 1980 وحينها نافسه إدوارد كيندي - أخو الرئيس الأسبق جون كينيدي - على ترشيح الحزب رغم ندرة حدوث ذلك، مما ساهم في خسارة كارتر فترة رئاسية ثانية، لصالح المرشح الجمهوري رونالد ريجان، وأدت تلك الخسارة إلى تأثير سلبي طويل المدى على الحزب كله.
03 أن يكون مرشح الحزب هو الرئيس الحالي نفسه، حيث يحظى الرئيس الأمريكي في فترة رئاسته بقوة سياسية وتغطية إعلامية تسهل فرص فوزه بفترة رئاسية ثانية أكثر من فوز منافسيه بفترتهم الأولى، مثلما حدث للرؤساء بيل كلينتون وجورج بوش الإبن وباراك أوباما، حيث ترأس كل منهم لفترتين رئاسيتين.
04 عدم وجود مرشح مؤثر من حزب ثالث أو من حملة مستقلة في الانتخابات. ومن الأحداث المثيرة التي تبنى عليها أهمية مؤشر كهذا قصة خسارة الرئيس جورج بوش الأب لفترة رئاسية ثانية: ففي عام 1988 فاز المرشح بوش الجمهوري بأول فترة رئاسية بنسبة 53.37 %، بينما حصل منافسه مايكل دوكاكس على نسبة 45.65 %، وكانت منافسة قوية لكنها مشابهة لكثير من المنافسات النهائية السابقة على الرئاسة، ولكن في عام 1992، قرر بوش الرئيس حينها الترشح لفترة رئاسية ثانية عن حزبه الجمهوري، ونافسه بيل كلينتون مرشح الحزب الديمقراطي. ظهر حينها مرشح ثالث مستقل لا يمثل أيا من الحزبين وهو رجل الأعمال روس بيرو، وكانت لحملته تأثير وقبول في أوساط المجتمع. في نهاية السباق الرئاسي حصل بيرو على نسبة 18.91% من الأصوات، وهي مؤثرة جدا لمرشح ثالث، فساعد ذلك بيل كلينتون على حصوله على نسبة 43.01 % والفوز، بينما حصل الرئيس بوش على نسبة 37.45 %، فخسر لأسباب عدة، منها استحواذ بيرو على نسبة عالية من الأصوات المؤثرة.
ليتشمان يعد هذه هذه الحملات المؤثرة غير المتوقعة مهمة كمؤشر حين يحصل مرشحها على ما لا يقل عن 5 % من نسبة الأصوات الانتخابية النهائية، حيث يدفع ثمن ذلك غالبا الحزب الحاكم حينها، كما يعرف تاريخيا أن نسب الفوز بين مرشحين تكون غالبا متقاربة وطرف ثالث مؤثر يخل بهذا التقارب.
05 عدم وجود فترة كساد اقتصادي خلال المدى القصير، حيث يؤثر ذلك في المجتمع بشكل مباشر، ويكون ذلك فرصة للحزب الآخر غير الحاكم لعرض خطط بديلة، سعيا للخروج من هذه الفترة، ويستفيد من خلالها مرشحو الحزب الآخر ومنافسهم الرئيسي على الرئاسة.
06 نمو المعدل الاقتصادي الفردي أثناء الفترة الرئاسية بشكل مساو أو أكثر من المتوسط المتحقق خلال آخر فترتين رئاسيتين. ولذلك يتحدث دائما الرؤساء عن إنجازاتهم الاقتصادية ويحرصون على إبرازها للناخبين، كما يسعون خلال بداية فترتهم الرئاسية إلى التركيز على الاقتصاد ورفعه.
يذكر أنه بمجرد إعلان الحكومة الأمريكية فوز ترمب وقبل بدء رئاسته، أعلنت العديد من الشركات الأمريكية التي كانت تعمل خارجها نيتها العودة والتصنيع والتوظيف داخل وطنها، تفاديا لما تعهد به ترمب من محاربتها اقتصاديا.
07 تمكن الإدارة الحالية في البيت الأبيض من إجراء تغيرات رئيسية في السياسات العامة الأمريكية، مثل قانون إصلاح الرعاية الصحية الشاملة في عهد أوباما، والذي لم يلق نجاحا مهما.
08 عدم وجود اضطراب أو انهيار للأوضاع الاجتماعية، مثل التي شهدتها الولايات المتحدة من قبل حركات المناهضة لتبعات حرب فييتنام والمطالبات الحقوقية المدنية التاريخية.
09 عدم وجود فضائح كبرى للإدارة الحالية في البيت الأبيض، مثل فضيحة واترجيت التي حدثت بين الأعوام 1972 و1974 التي أدت خلالها إلى أزمة دستورية واتهامات للرئيس ريتشارد نيكسون بسبب اكتشاف محاولة إدارته للتغطية على تجسس على مكتب الحزب الديمقراطي المنافس. فاستقال الرئيس نيكسون بعد أول سنة من فترة رئاسته الثانية، إثر هذه الفضيحة قبل أن تتم إقالته. وبذلك أكمل نائبه جيرالد فورد ما تبقى من مدة الرئاسة وهي سنتان ونصف السنة تقريبا، في حدث تاريخي نادر.
10 عدم وجود فشل سياسي أو عسكري، ويذكر التاريخ الإشكالات السياسية والعسكرية بسبب تبعات حرب فيتنام، وأزمة الرهائن الأمريكيين في إيران عام 1980 التي أثرت على إدارات البيت الأبيض حينها بشكل سلبي للغاية.
11 تحقيق نجاحات سياسية أو عسكرية للإدارة الحالية، مثل الانتصار في حرب أو إحلال السلام بين الدول.
12 يـركز على شخـصيـة مرشـح الحزب.
13 يركز على شخصية مرشح الحزب المنافس. وتعرف الشخصية أو الكاريزما للمرشح بأهميتها للحصول على قبول اجتماعي بين الناس، وسياسي لدى الساسة. كما أن من السمات المؤثرة في هذين المؤشرين أن يكون المرشح بطلا قوميا.
ويذكر التاريخ فوز الرئيس دوايت أيزنهاور عام 1952 وهو ذو خلفية حربية، حيث ترأس الجيش الأمريكي وكان أول رئيس لحزب الناتو وشارك في الحرب العالمية الأولى والثانية كعسكري قبل أن يتحول إلى سياسي. كما يذكر التاريخ أيضا ترشح جون ماكين ذي شخصية البطل القومي والسياسي القوي ضد أوباما ذي الشخصية الجماهيرية المتحدثة المفوهة في انتخابات عام 2008. يمكن الفوز بهذين المؤشرين معا حين تكون شخصية مرشح الحزب مميزة، وشخصية مرشح الحزب الآخر ليست كذلك.
فكرة هذا النموذج المثير للاهتمام في السياسة الأمريكية ولدول العالم أيضا كان أساسها أبحاث تنبؤ بالزلازل للروسي الرياضي الجيوفيزيائي والخبير بالزلازل فلاديمير كيليس بوروك. وقد أشار ليتشمان إلى أنه يجب أن يحصل الحزب على ثمانية مؤشرات إيجابية ليتمكن مرشحه من الفوز بفترة رئاسية ثانية أو يمكن التنبؤ بخسارته وفوز المنافس. كما واجه النموذج بعض الانتقادات من قبل محللين إحصائيين، إضافة لكون مؤشراته تعتمد على المرشح وليس الحزب فقط.
ومما يثير الاهتمام أن مخرجات بعض هذه المؤشرات سهلة القراءة. ومن الأمثلة على ذلك التي ساعدت في التنبؤ بفوز دونالد ترمب أن الحزب الجمهوري فاز بمقاعد أكثر تحت المؤشر الأول. كما أن أوباما لم يستطع ترشيح نفسه لفترة ثالثة، وبالتالي كسب الحزب الجمهوري المؤشر الثالث، إضافة إلى عدم نجاح إدارة أوباما في إصلاح أنظمة رعاية صحية شاملة على المستوى الوطني، وبالتالي لم تتمكن من التأثير إيجابا في السياسة الأمريكية ففشلت في المؤشر السابع، كما أنها لم تتمكن من النجاح في سياسة خارجية أو جهود عسكرية كبرى فخسرت المؤشر الحادي عشر، وكسبها جميعا الحزب الجمهوري.
وبالنظر لانتخابات عام 2020 ومدى إمكانية فوز ترمب بفترة رئاسية ثانية، يمكن لكل مهتم تطبيق هذه المؤشرات والمعايير للتنبؤ مبدئيا وفق المؤشرات الواضحة نتيجتها مسبقا، مثل المؤشر الأول، ولكن لا يزال الوقت مبكرا، حيث إن بعض هذه المؤشرات قد يتأثر ويتغير وفق أحداث جديدة أو مفاجئة.
وتتميز هذه الدراسات بعمقها التحليلي للمحللين والمتخصصين في صناعة القرار، والسياسات العامة والوطنية والخارجية، وكيفية دعم اتخاذ القرار في المنظمات الحكومية والمنظمات العالمية والشركات الدولية. كما أن هذه الأحداث السياسية داخل المؤسسات الأمريكية تلقي بتأثيرها الدولي المباشر وغير المباشر على دول العالم، ولتبعاتها أثر كبير على الاقتصاد العالمي، والأمن والجهود الدولية، واتفاقيات التجارة العالمية، وغيرها كثير. وتحظى أحداثها التاريخية وتطوراتها بنقاش مستمر بين المتخصصين في السياسة الخارجية، والاستراتيجيين، وصناع القرار، والأكاديميين، وحتى بعض العامة من الناس.
@MansoorBF