قطر تشتري صحفا أمريكية مأجورة
25 مقالا تمتدح نظام الحمدين بعد زيارة لولوة الخاطر لواشنطن تايمز
25 مقالا تمتدح نظام الحمدين بعد زيارة لولوة الخاطر لواشنطن تايمز
السبت - 22 يونيو 2019
Sat - 22 Jun 2019
كشف الصحفيان مارثا لي، وسام ويستروب أسرارا مهمة عن شراء الحكومة القطرية المحللين والكتاب في الأعمدة الصحفية المحافظة في الولايات المتحدة الأمريكية.
وأوضح الكاتبان في تقرير نشرته «واشنطن إكزامينر» أمس، أن كبرى الصحف الأمريكية المحافظة، وهي «واشنطن تايمز» نشرت بداية من الرابع من يونيو الحالي 25 مقالا مدفوعا، تمتدح فيها قطر ومؤسساتها وتأثيرها العالمي.
ورغم تجاهل الصحيفة التأكيد على أن المقالات «مدفوعة» في تحول مفاجئ لسياسة مجلس تحريرها الذي كان ينتقد قطر، إلا أنها انضمت إلى عدد من وسائل الإعلام التي غرقت في الفساد القطري وحصلت على الرشاوى والأموال.
ورغم انتشار الرشاوى القطرية في كل مكان، إلا أن تأثيرها بات واضحا في الغالب على اليسار الأمريكي، حيث تدير إمبراطورية الجزيرة الإخبارية في قطر منصة لوسائل التواصل الاجتماعي تدعى AJ + دخلت في شراكة مع منافذ أمريكية ذات ميول يسارية قوية مثل «الأتراك الشباب».
ملايين بروكينجز
تلقت مؤسسات الفكر والأبحاث والرأي البارزة مثل معهد بروكينجز عشرات الملايين من الدوحة، حيث حصل المعهد وحده على 15 مليون دولار عام 2013، ومليوني دولار في العام الماضي فقط.
وفرت هذه المبالغ لبروكينجز مركزا فخما في الدوحة، بينما يتمتع النظام القطري بتدفق مطرد من الأوراق الأكاديمية التي ترسم علاقاتها بالجماعات الإرهابية المعينة على أنها ليست أكثر من محاولات جادة للحوار، وتترجم على أنها محاولة لاكتساب النفوذ من أجل الإحسان.
لكن المؤسسات مثل بروكينجز، إلى جانب عدد من الجامعات الأمريكية لم تكن ملعب الدوحة الوحيد، فعلى مدار الأعوام الماضية كانت هناك محاولات للتأثير على أشخاص خارج نطاق اليسار المعتاد، ودعمت المنظمات اليهودية الأمريكية الرائدة منذ عام 2017، واعتقدت الدوحة بسبب قبول المنظمات للدعم أنها تستطيع تمويل حماس وكسب الدعم اليهودي الأمريكي.
في ذلك الوقت لاحظت وسائل الإعلام أن الجمهوري البارز مايك هاكابي قبل أيضا 50.000 دولار ورحلة إلى الدوحة، وفسرت وسائل الإعلام ذلك حينها أنه نتيجة لعلاقاته الطويلة مع المنظمات اليهودية المؤيدة لإسرائيل.
وكانت قطر تضع رسائل دعائية لها بلا خجل في وسائل الإعلام الأمريكية المحافظة لفترة من الوقت، ويبدو أن هاكابي لم يكن مطلوبا فقط من أجل صلاته اليهودية، بل لمكانته المحافظة.
عجائب قطر
وجاء ظهور الرسائل الموالية للقطريين في صحيفة واشنطن تايمز المحافظة بشدة 4 يونيو مهما، ولكنه ليس جديدا، فمن بين المقالات الـ 25 المنشورة خمسة منها كتبها كاتب التايمز «تيم قسطنطين»، وهو منتظم في التجمعات الجمهورية وله بعض التأثير كمضيف إذاعي لبرنامج «The Capitol Hill Show».
وعلى مدى السنوات القليلة الماضية، استخدم قسطنطين أعمدة في التايمز وبرنامجه الإذاعي لتحصين قطر، وإعطاء المنصات لمسؤولي النظام، وإدانة المملكة العربية السعودية بتوجيهات من الدوحة التي تدفع له.
ويعد أهم مقال مؤيد للقطريين من قبل قسطنطين، ما نشره في مايو 2018، وهو ما يمثل سلسلة من إعلانات النظام القطري حول عجائب قطر، وتدرج الانتصارات لشركاتها ومؤسساتها المجتمعية، وتشرح للقراء لماذا يبدو حصار دول الخليج لقطر أمرا شريرا.
زيارة الخاطر
وفي موقعه على شبكة الانترنت كتب قسطنطين عمودا عام 2018 بدا تقريبا وكأنه بيان صحفي للنظام، ولم يتم تصنيف مقالات قسطنطين حول الموضوعات المتعلقة بقطر قبل يونيو 2019 على أنها «مدعومة»، حيث تجاهل أن يذكر في مقال مايو 2018 أنه زار قطر للتو، والتقى بالمتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية القطرية لولوة الخاطر.
ويبدو أن قسطنطين له علاقة جيدة إلى حد ما مع المتحدث الرسمي باسم النظام، حيث يدعوها إلى تقديم نقاط حوار قطرية في برنامجه الإذاعي، وإجراء مناقشة معها في مارس 2019 في منتدى الخليج الدولي، وهو مؤسسة فكرية مرتبطة بالقطريين.
زارت الخاطر مكاتب صحيفة واشنطن تايمز والتقت بعدد من الصحفيين كجزء من زيارتها للعاصمة واشنطن في مارس الماضي، وفي أقل من أسبوع بعد الرابع من يونيو، منحت التايمز أعمدة للإعلامي جاسم بن منصور آل ثاني الذي استعرض القضية مرة أخرى ضد السعودية وحلفائها.
مدفوعة الأجر
وأفادت صحيفة واشنطن إكزامينر بأن قسطنطين لم يجب حين سئل عن قبوله لأموال من النظام القطري لكتابة المقال، وهو لا يعد المثال الوحيد للتأثير القطري في الأوساط المحافظة، حيث نشر سهراب «روب» سبحاني، المحاضر السابق في جامعة جورج تاون التي تمولها قطر، مقالات تشكر قطر منذ عام 2002 في صحيفة واشنطن تايمز وصحيفة ذا هيل، ومجلة ويكلي ستاندرد، ومجلة ناشيونال ريفيو.
وكشف الصحفي توم روغان بصحيفة Washington Examiner أن مقالات سبحاني لم تكن نابعة عن ولاء صادق لقطر، بل لكونه عمل سابقا في منصب رئيس مؤسسة قطر، إحدى أبرز مؤسسات النظام في تقديم المنح لمدارس وجامعات أمريكية بمبالغ تجاوزت عشرات الملايين من الدولارات، لتقدم لاحقا مواد تعليمية مؤيدة لقطر، إضافة لاستضافتها كبار المسؤولين في حركة حماس.
ولا يظهر في سجلات سبحاني وقسطنطين وغيرهما ممن تناقلوا نقاط الحوار القطرية في وسائل الإعلام الأمريكية أنهم أعضاء في مجموعة الضغط مدفوعة الأجر من النظام القطري.
وأوضح الكاتبان في تقرير نشرته «واشنطن إكزامينر» أمس، أن كبرى الصحف الأمريكية المحافظة، وهي «واشنطن تايمز» نشرت بداية من الرابع من يونيو الحالي 25 مقالا مدفوعا، تمتدح فيها قطر ومؤسساتها وتأثيرها العالمي.
ورغم تجاهل الصحيفة التأكيد على أن المقالات «مدفوعة» في تحول مفاجئ لسياسة مجلس تحريرها الذي كان ينتقد قطر، إلا أنها انضمت إلى عدد من وسائل الإعلام التي غرقت في الفساد القطري وحصلت على الرشاوى والأموال.
ورغم انتشار الرشاوى القطرية في كل مكان، إلا أن تأثيرها بات واضحا في الغالب على اليسار الأمريكي، حيث تدير إمبراطورية الجزيرة الإخبارية في قطر منصة لوسائل التواصل الاجتماعي تدعى AJ + دخلت في شراكة مع منافذ أمريكية ذات ميول يسارية قوية مثل «الأتراك الشباب».
ملايين بروكينجز
تلقت مؤسسات الفكر والأبحاث والرأي البارزة مثل معهد بروكينجز عشرات الملايين من الدوحة، حيث حصل المعهد وحده على 15 مليون دولار عام 2013، ومليوني دولار في العام الماضي فقط.
وفرت هذه المبالغ لبروكينجز مركزا فخما في الدوحة، بينما يتمتع النظام القطري بتدفق مطرد من الأوراق الأكاديمية التي ترسم علاقاتها بالجماعات الإرهابية المعينة على أنها ليست أكثر من محاولات جادة للحوار، وتترجم على أنها محاولة لاكتساب النفوذ من أجل الإحسان.
لكن المؤسسات مثل بروكينجز، إلى جانب عدد من الجامعات الأمريكية لم تكن ملعب الدوحة الوحيد، فعلى مدار الأعوام الماضية كانت هناك محاولات للتأثير على أشخاص خارج نطاق اليسار المعتاد، ودعمت المنظمات اليهودية الأمريكية الرائدة منذ عام 2017، واعتقدت الدوحة بسبب قبول المنظمات للدعم أنها تستطيع تمويل حماس وكسب الدعم اليهودي الأمريكي.
في ذلك الوقت لاحظت وسائل الإعلام أن الجمهوري البارز مايك هاكابي قبل أيضا 50.000 دولار ورحلة إلى الدوحة، وفسرت وسائل الإعلام ذلك حينها أنه نتيجة لعلاقاته الطويلة مع المنظمات اليهودية المؤيدة لإسرائيل.
وكانت قطر تضع رسائل دعائية لها بلا خجل في وسائل الإعلام الأمريكية المحافظة لفترة من الوقت، ويبدو أن هاكابي لم يكن مطلوبا فقط من أجل صلاته اليهودية، بل لمكانته المحافظة.
عجائب قطر
وجاء ظهور الرسائل الموالية للقطريين في صحيفة واشنطن تايمز المحافظة بشدة 4 يونيو مهما، ولكنه ليس جديدا، فمن بين المقالات الـ 25 المنشورة خمسة منها كتبها كاتب التايمز «تيم قسطنطين»، وهو منتظم في التجمعات الجمهورية وله بعض التأثير كمضيف إذاعي لبرنامج «The Capitol Hill Show».
وعلى مدى السنوات القليلة الماضية، استخدم قسطنطين أعمدة في التايمز وبرنامجه الإذاعي لتحصين قطر، وإعطاء المنصات لمسؤولي النظام، وإدانة المملكة العربية السعودية بتوجيهات من الدوحة التي تدفع له.
ويعد أهم مقال مؤيد للقطريين من قبل قسطنطين، ما نشره في مايو 2018، وهو ما يمثل سلسلة من إعلانات النظام القطري حول عجائب قطر، وتدرج الانتصارات لشركاتها ومؤسساتها المجتمعية، وتشرح للقراء لماذا يبدو حصار دول الخليج لقطر أمرا شريرا.
زيارة الخاطر
وفي موقعه على شبكة الانترنت كتب قسطنطين عمودا عام 2018 بدا تقريبا وكأنه بيان صحفي للنظام، ولم يتم تصنيف مقالات قسطنطين حول الموضوعات المتعلقة بقطر قبل يونيو 2019 على أنها «مدعومة»، حيث تجاهل أن يذكر في مقال مايو 2018 أنه زار قطر للتو، والتقى بالمتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية القطرية لولوة الخاطر.
ويبدو أن قسطنطين له علاقة جيدة إلى حد ما مع المتحدث الرسمي باسم النظام، حيث يدعوها إلى تقديم نقاط حوار قطرية في برنامجه الإذاعي، وإجراء مناقشة معها في مارس 2019 في منتدى الخليج الدولي، وهو مؤسسة فكرية مرتبطة بالقطريين.
زارت الخاطر مكاتب صحيفة واشنطن تايمز والتقت بعدد من الصحفيين كجزء من زيارتها للعاصمة واشنطن في مارس الماضي، وفي أقل من أسبوع بعد الرابع من يونيو، منحت التايمز أعمدة للإعلامي جاسم بن منصور آل ثاني الذي استعرض القضية مرة أخرى ضد السعودية وحلفائها.
مدفوعة الأجر
وأفادت صحيفة واشنطن إكزامينر بأن قسطنطين لم يجب حين سئل عن قبوله لأموال من النظام القطري لكتابة المقال، وهو لا يعد المثال الوحيد للتأثير القطري في الأوساط المحافظة، حيث نشر سهراب «روب» سبحاني، المحاضر السابق في جامعة جورج تاون التي تمولها قطر، مقالات تشكر قطر منذ عام 2002 في صحيفة واشنطن تايمز وصحيفة ذا هيل، ومجلة ويكلي ستاندرد، ومجلة ناشيونال ريفيو.
وكشف الصحفي توم روغان بصحيفة Washington Examiner أن مقالات سبحاني لم تكن نابعة عن ولاء صادق لقطر، بل لكونه عمل سابقا في منصب رئيس مؤسسة قطر، إحدى أبرز مؤسسات النظام في تقديم المنح لمدارس وجامعات أمريكية بمبالغ تجاوزت عشرات الملايين من الدولارات، لتقدم لاحقا مواد تعليمية مؤيدة لقطر، إضافة لاستضافتها كبار المسؤولين في حركة حماس.
ولا يظهر في سجلات سبحاني وقسطنطين وغيرهما ممن تناقلوا نقاط الحوار القطرية في وسائل الإعلام الأمريكية أنهم أعضاء في مجموعة الضغط مدفوعة الأجر من النظام القطري.