إيران.. تعددت المشارب والبغض واحد
الجمعة - 21 يونيو 2019
Fri - 21 Jun 2019
ما زالت الذاكرة العربية تستذكر كيف خسر الشاه عرشه، بعد أن تدهورت أسعار النفط وازداد سعي الملالي الحثيث للفوز بدرة التاج الفارسي إيران.
الخليج العربي في ذلك العهد كان ينظر إليه من قبل الشاه ونظامه كلقمة سائغة لم يحن وقتها لتستطاب وتؤكل، وكان الشاه في الوقت نفسه وتحت تأثير ذلك الشعور يمارس كل أعمال البلطجة السياسية، كونه شرطي المنطقة كما تعارف عليه العالم في ذلك الوقت.
أُجبر الشاه على الرحيل وجاء الخميني، وجاء بثورة أريد لها أن تتجاوز الجيران لتصل إلى أبعد نقطة يمكن للخيال الثوري أن يصل إليها، كل ذلك تحت تأثير النظرة الاستعلائية التي ينظر بها الفرس إلى جيرانهم العرب، وإن كانت هذه النظرة قد هذبت ولطفت وسوغت بالبعد المذهبي الذي تلقاه بعض الشيعة العرب بقبول حسن!
إذن إيران في كل حالاتها العلمانية أو الثيوقراطية تكن للعرب أيا كان مذهبهم الكره والبغض والحقد الدفين، البعض يؤصله ببواكير الإسلام الأولى ومعركة القادسية تحديدا، والبعض يفصله من خلال الأسلوب الباطني الذي عاش عليه الفرس واستنسخوه وشرعنوه في قوالب مذهبية تتعدى التقية ومفاهيمها وتطبيقاتها.
إيران تتعاطى السياسة مع العرب وفق نظرة استعلائية بغيضة ترى في العرق الفارسي سموا يختلف عن الأعراق الأخرى، وترى فيه أبعادا حضارية تعود إلى آلاف السنين من المجد والعزة والتمكين لإمبراطورية سادت ثم بادت، هذا الشعور القومي يظل حاضرا في أدبيات السياسي أيا كان اتجاهه ورقمه، وكذلك في النخب الدينية والمثقفة، الجميع يشعر بفوقية عالية تجاه العرب والمسلمين الآخرين.
من هنا يخطئ من يعتقد أو يوقن أن الصراع بين العرب وإيران هو صراع سنة وشيعة بالدرجة الأولى، أو صراع مذهبي بدعاوى تاريخية، كما يروج له، تعود إلى مئات السنين من تاريخ الأمة الإسلامية، الصراع صراع أعراق وقوميات تغلف في كل مرحلة بما يناسبها من شرعية تغذي روح التعالي لدى الفارسي فوق كل أرض وتحت كل سماء.
الخميني في نظرته وطريقة تعاطيه مع العرب السنة والشيعة على حد سواء، هو في الحقيقة إصدار جديد للشاه الذي كان قبله، وكل الأنظمة التي ستأتي لاحقا ستظل تنحو في تعاملها وتعايشها مع العرب إلى المبدأ ذاته، ما يتغير هو الطريقة والأسلوب، فبالأمس كانت إيران إمبراطورية بقومية فارسية استدعت الشاه عام 1971 أن يحيي مرور 2500 عام على نشأة الإمبراطورية الفارسية، في محاولة لإحياء البعد العرقي وتفوقه في إيران والمنطقة، ونظام الملالي اليوم، يكرر الأمر نفسه، فهو لا يرى في شيعة العرب ومن في حكمهم إلا مساحة لا تذكر من التاريخ والجغرافيا والثقافة، وغدا وبعد زوال هذا النظام سيأتي آخرون وبشرعية جديدة وإن اختلفت عن أسلافهم، لكنها ستظل مؤطرة بالبعد الفارسي كشرعية تحمل الإيراني مهما كان نهجه أو طريقته على بغض العرب ومقتهم وسحقهم إن تسنى له ذلك.
@alaseery2
الخليج العربي في ذلك العهد كان ينظر إليه من قبل الشاه ونظامه كلقمة سائغة لم يحن وقتها لتستطاب وتؤكل، وكان الشاه في الوقت نفسه وتحت تأثير ذلك الشعور يمارس كل أعمال البلطجة السياسية، كونه شرطي المنطقة كما تعارف عليه العالم في ذلك الوقت.
أُجبر الشاه على الرحيل وجاء الخميني، وجاء بثورة أريد لها أن تتجاوز الجيران لتصل إلى أبعد نقطة يمكن للخيال الثوري أن يصل إليها، كل ذلك تحت تأثير النظرة الاستعلائية التي ينظر بها الفرس إلى جيرانهم العرب، وإن كانت هذه النظرة قد هذبت ولطفت وسوغت بالبعد المذهبي الذي تلقاه بعض الشيعة العرب بقبول حسن!
إذن إيران في كل حالاتها العلمانية أو الثيوقراطية تكن للعرب أيا كان مذهبهم الكره والبغض والحقد الدفين، البعض يؤصله ببواكير الإسلام الأولى ومعركة القادسية تحديدا، والبعض يفصله من خلال الأسلوب الباطني الذي عاش عليه الفرس واستنسخوه وشرعنوه في قوالب مذهبية تتعدى التقية ومفاهيمها وتطبيقاتها.
إيران تتعاطى السياسة مع العرب وفق نظرة استعلائية بغيضة ترى في العرق الفارسي سموا يختلف عن الأعراق الأخرى، وترى فيه أبعادا حضارية تعود إلى آلاف السنين من المجد والعزة والتمكين لإمبراطورية سادت ثم بادت، هذا الشعور القومي يظل حاضرا في أدبيات السياسي أيا كان اتجاهه ورقمه، وكذلك في النخب الدينية والمثقفة، الجميع يشعر بفوقية عالية تجاه العرب والمسلمين الآخرين.
من هنا يخطئ من يعتقد أو يوقن أن الصراع بين العرب وإيران هو صراع سنة وشيعة بالدرجة الأولى، أو صراع مذهبي بدعاوى تاريخية، كما يروج له، تعود إلى مئات السنين من تاريخ الأمة الإسلامية، الصراع صراع أعراق وقوميات تغلف في كل مرحلة بما يناسبها من شرعية تغذي روح التعالي لدى الفارسي فوق كل أرض وتحت كل سماء.
الخميني في نظرته وطريقة تعاطيه مع العرب السنة والشيعة على حد سواء، هو في الحقيقة إصدار جديد للشاه الذي كان قبله، وكل الأنظمة التي ستأتي لاحقا ستظل تنحو في تعاملها وتعايشها مع العرب إلى المبدأ ذاته، ما يتغير هو الطريقة والأسلوب، فبالأمس كانت إيران إمبراطورية بقومية فارسية استدعت الشاه عام 1971 أن يحيي مرور 2500 عام على نشأة الإمبراطورية الفارسية، في محاولة لإحياء البعد العرقي وتفوقه في إيران والمنطقة، ونظام الملالي اليوم، يكرر الأمر نفسه، فهو لا يرى في شيعة العرب ومن في حكمهم إلا مساحة لا تذكر من التاريخ والجغرافيا والثقافة، وغدا وبعد زوال هذا النظام سيأتي آخرون وبشرعية جديدة وإن اختلفت عن أسلافهم، لكنها ستظل مؤطرة بالبعد الفارسي كشرعية تحمل الإيراني مهما كان نهجه أو طريقته على بغض العرب ومقتهم وسحقهم إن تسنى له ذلك.
@alaseery2