المذبحة تغتال حلم إردوغان

مذبحة الأرمن شوكة في حلق الأتراك.. ماكرون طالب بأن يدفعوا ثمن جرائمهم
مذبحة الأرمن شوكة في حلق الأتراك.. ماكرون طالب بأن يدفعوا ثمن جرائمهم

الأربعاء - 19 يونيو 2019

Wed - 19 Jun 2019

باعدت فرنسا بين تركيا وحلمها في الانضمام للاتحاد الأوروبي عبر تأييدها لعدم تحقيق الأتراك للشروط المطلوبة التي ترشحهم للدخول كعضو في الاتحاد الأوروبي، حيث تقف في وجه إردوغان لتحقيق طموحاته 4 ملفات تعتبرها فرنسا انتهاكات.

وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال مؤتمر صحفي مشترك بينه وبين الرئيس التركي رجب طيب إردوغان «الوضع الراهن الذي تعيشه تركيا يصعب عليها الدخول للاتحاد الأوروبي، ويعرقل حصولها على عضوية الاتحاد».

وبدأت فرص تركيا للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي بالتلاشي بسبب سياسات إردوغان المخالفة للشروط الأوروبية.

وقمة هلسنكي عام 1999هي التي اعترف خلالها بتركيا كمرشح رسمي للعضوية الأوروبية وتضمنت شروطا عدة لبدء المفاوضات الرسمية مع تركيا، من بينها احترام الأقليات وحقوق الإنسان، وتحسين علاقتها مع اليونان، وكف يد الجيش التركي عن التدخل في الشؤون السياسية. وفي 2005 بدأت رسميا مفاوضات تركيا للانضمام إلى الاتحاد، بعد ذلك أقر البرلمان التركي سلسلة إصلاحات سياسية واقتصادية وحقوقية، لكن عملية الإصلاح بقيت بطيئة وغير متناسقة بالنسبة لأوروبا، ووجد تقرير أصدره البرلمان الأوروبي عام 2008 أن تركيا لم تحقق أي تقدم في مجال حرية الرأي.

أما في يوليو 2017 فأصدر البرلمان الأوروبي توصية بتعليق المفاوضات الجارية مع أنقرة لتخوفه من إدخال التعديلات الدستورية التي وافق عليها الأتراك، والتي تمنح صلاحيات تامة للرئيس، وحينها صرحت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل قائلة إن تركيا لا يمكن أن تنضم للاتحاد الأوروبي أبدا.

الملفات التي تمنع دخول تركيا الاتحاد الأوروبي

1 مذبحة الأرمن

تعتبر أول الملفات التي تطالب بها فرنسا، وهي واحدة من الجرائم التي ارتكبتها الإمبراطورية العثمانية خلال الحرب العالمية الأولى، بينما ترفض تركيا الاعتراف بها حتى الآن، ودائما ما تسعى للهروب منها لأجل الانضمام للاتحاد الأوروبي.

ويبدو أن شوكة «مذبحة الأرمن» ستبقى دائما في حلق الرئيس التركي رجب إردوغان، خصوصا بعدما أعلن ماكرون تخصيص 24 أبريل يوما وطنيا لإحياء ذكرى الإبادة الجماعية للأرمن، وهو ما لاقى ترحيبا واسعا لدى الأوساط الفرنسية، باعتبارها خطوة رمزية أثارت غضب الأتراك وترد اعتبار الأرمن، مشددة على ضرورة دفع تركيا ثمن جرائمها في الماضي.

2 انتهاكات حقوق الإنسان

تعد الانتهاكات في تركيا ثاني الملفات، حيث تعرض ما يقارب 47 ألفا و910 أشخاص لأنواع مختلفة من انتهاكات حقوق الإنسان خلال الفترة من 2002 حتى 2018، وتعرض 22 ألفا و224 شخصا منهم لجرائم تتعلق بطبيعة عملهم، و14 ألفا و960 شخصا لجرائم خاصة بالسيدات، أما العدد المتبقي (4003) فكان من نصيب الأطفال الذين لم يسلموا كذلك من جرائم انتهاكات حقوق الإنسان في تركيا.

3 قمع الرأي

أما ثالث الملفات التي تحاول تركيا التنصل منها فهو قمع حرية الرأي في تركيا، حيث تصدرت تركيا بلدان العالم من حيث عدد الصحفيين المعتقلين، وفق اللجنة الدولية لحماية الصحفيين. وقد أقدمت السلطات التركية على إغلاق نحو 178 مؤسسة إعلامية، بحجة دعم الانقلاب الفاشل عام 2016، فضلا عن سجن أكثر من 175 صحفيا للسبب نفسه.

4 التنقيب عن الغار في قبرص

وآخر الملفات هو تورطها في التنقيب عن الغاز في الأراضي القبرصية الجنوبية، حيث أعرب الاتحاد الأوروبي عن قلقه البالغ حيال إعلان تركيا القيام بأنشطة تنقيب عن الغاز في المنطقة الاقتصادية الخاصة بقبرص، مؤكدا أنه سيرد بشكل ملائم على أي عمل غير قانوني لأنقرة، فيما حذرت فرنسا تركيا من التنقيب غير المشروع عن الغاز في قبرص.