جدة.. موعد مع الحزن
كان لنا إلى عهد قريب موعد مع الفرح والمرح في جدة عندما كانت تعرف بعروس البحر الأحمر، تلك العروس التي كانت تتمتع بالشباب والحيوية والجمال الذي أكسبها حب الجميع فما إن تطرق الإجازة الأبواب حتى تجد الجميع يشد الرحال لملاقاة الحبيبة جدة، فتزدان لهم العروس بكل حليها وأنوثتها ورونقها لتطل عليهم مساء «نجمة» تسكن شاطئ البحر الأحمر وقد جذبت أفئدة الشعراء فصاغوا أعذب الكلمات شعرا وغناء حين نادى في ليلة فرحها فنان العرب «يا بنت النور يا عقد من الوله منثور يا دانة بعين بحارك ترى الأحساس ربانك».
كان لنا إلى عهد قريب موعد مع الفرح والمرح في جدة عندما كانت تعرف بعروس البحر الأحمر، تلك العروس التي كانت تتمتع بالشباب والحيوية والجمال الذي أكسبها حب الجميع فما إن تطرق الإجازة الأبواب حتى تجد الجميع يشد الرحال لملاقاة الحبيبة جدة، فتزدان لهم العروس بكل حليها وأنوثتها ورونقها لتطل عليهم مساء «نجمة» تسكن شاطئ البحر الأحمر وقد جذبت أفئدة الشعراء فصاغوا أعذب الكلمات شعرا وغناء حين نادى في ليلة فرحها فنان العرب «يا بنت النور يا عقد من الوله منثور يا دانة بعين بحارك ترى الأحساس ربانك».
الخميس - 19 نوفمبر 2015
Thu - 19 Nov 2015
كان لنا إلى عهد قريب موعد مع الفرح والمرح في جدة عندما كانت تعرف بعروس البحر الأحمر، تلك العروس التي كانت تتمتع بالشباب والحيوية والجمال الذي أكسبها حب الجميع فما إن تطرق الإجازة الأبواب حتى تجد الجميع يشد الرحال لملاقاة الحبيبة جدة، فتزدان لهم العروس بكل حليها وأنوثتها ورونقها لتطل عليهم مساء «نجمة» تسكن شاطئ البحر الأحمر وقد جذبت أفئدة الشعراء فصاغوا أعذب الكلمات شعرا وغناء حين نادى في ليلة فرحها فنان العرب «يا بنت النور يا عقد من الوله منثور يا دانة بعين بحارك ترى الأحساس ربانك».
إلا أن هذه الدانة غرقت فيما بعد وأغرقت محبيها وساكنيها لا في حبها هذه المرة إنما في شوارعها وأحيائها!
هرمت العروس وهي ما تزال في ريعان الشباب على عكس بنات جيلها من المدن في كل أنحاء العالم التي نراها تكبر وتزدان وتزداد جمالا وبهجة وسرورا في كل عام، ولهرم العروس أسبابه ومسبباته وقصة مرضها الذي تسبب في شيخوختها لا تخفى على أحد.
فجدة ضحية غياب الأمانة عند البعض وموت ضميرهم متوارث، وداؤه فيهم مستفحل فلا علاج له إلا البتر ولم تجد جراحا متخصصا في البتر، فقبل عقود مضت وهبت ثقتها لأحد أبنائها فبادلها البر بالعقوق والنكران والجحود، ولم تجد منه العناية، بل أمسى يتراقص على أنغام أحزانها، ويتظاهر للجميع بالحب والولاء والبر حتى طلبت منه أن يجري لها عمليه استئصال «المرارة» بسبب ما قاست من العقوق فتظاهر بأنه يحبها وأقسم بالإيمان أن يعالجها وأن يحضر لها أكبر الاستشاريين فسلمها لأكثر الاستشاريين دجلا، وأدخلت إلى غرفة العمليات لسنين طويلة وخرجت لنا بعد عدة عمليات وقد غير مظهرها الخارجي «شيء بسيط» وظل الألم يعتصرها ليلا بسبب ما عانت منه، فاختفت ملامحها خلف عمليات تجميل «ديكور مغشوش»، وأمست جدة ينام أبناؤها فيما تسهر باكية حتى لا يراها محبوها ففاضت منها شوارعها غضبا من عقوق أبنائها الذين تعاقبوا على رعايتها عفوا «سرقتها»، وظلت «المرارة» في جوف جدة تفيض كل عام وتغرق الشوارع والأحياء.
وأصبح لنا مع البكاء موعد في كل عام.. يا جدة.. ومع الحزن موعد في كل عام.. يا جدة .. ومع الألم موعد في كل عام.. يا جدة. فهل نبكي على «العروس» المغلوبة على أمرها أم نبكي على من عشقها ومات غرقا بشوارعها في ماء «مرارتها» بلا ذنب سوى العشق!
.. جدة لم تعد صاحبة الليل الساحر والعطر الجذاب بل أصبحت شبحا يخيف الزائر.. إن أتى إليها!