قال القاضي لمرسي اخفض صوتك.. فصمت للأبد

أسرار اللحظات الأخيرة في حياة الرئيس المصري السابق.. ولماذا تم التحفظ على الملف الطبي؟
أسرار اللحظات الأخيرة في حياة الرئيس المصري السابق.. ولماذا تم التحفظ على الملف الطبي؟

الثلاثاء - 18 يونيو 2019

Tue - 18 Jun 2019

لم يتوقع القاضي المستشار محمد شيرين فهمي أن يصمت الرئيس المصري المعزول محمد مرسي للأبد، بعدما قال له خلال الجلسة التي جرت عصر أمس الأول بأكاديمية الشرطة بالقاهرة «اخفض صوتك»، توقف قليلا عن الكلام.. ثم وقع مغشيا عليه خلال محاكمته في قضية التخابر واقتحام الحدود الشرقية.

دفن في حضور عدد من أفراد أسرته أمس، وطوى صفحة مهمة لشخصية اختلف حولها الكثيرون، وسط ردود فعل متباينة، وبعد قرار المحكمة بتفريغ الكاميرات والتحفظ على الملف الطبي وندب الطب الشرعي.

اللحظات الأخيرة

جاءت الدقائق الأخيرة في حياة مرسي مفاجئة ومثيرة، حيث سمح له المستشار محمد شيرين فهمي قاضي المحكمة بالحديث والدفاع عن نفسه، ظل يردد أن القضية سياسية وهو ليس طرفا فيها، وأنه الرئيس الشرعي، ليقاطعه المستشار «وفق شهود العيان» ويطالبه باحترام الجلسة والحديث في صلب القضية، بقوله: «اخفض صوتك».

استجاب الرئيس السابق لكلام القاضي، وطلب من محاميه أن يتحدث نيابة عنه ويأتي لزيارته، وخلال ذلك فوجئ الحضور بسقوطه مغشيا عليه، فاضطر القاضي لرفع الجلسة، وطلب الطبيب للكشف عليه بشكل عاجل في قفص الاتهام، وفي أعقاب دخول الطبيب للقفص اكتشف توقف قلب المتهم عن النبض، ووفاته بشكل عاجل، قبل نقله إلى المستشفى، ليبلغ القاضي بالخبر قائلا: «الأمر انتهي.. مات»، وواصل: «لا ضغط ولا نبض وعيناه لا تستجيبان للضوء»، ليجري نقله إلى المستشفى وسط صدمة كبيرة أصابت جميع الموجودين في المحكمة.

بيان النائب العام

سارع النائب العام المصري المستشار نبيل صادق إلى إصدار بيان حول وفاة محمد مرسي، قال فيه «عقب دفاع المتهمين الثاني والثالث في القضية، طلب المتوفى الكلمة فسمحت له المحكمة بذلك، وتحدث لخمس دقائق، وبعد انتهاء حديثه رفعت المحكمة الجلسة للمداولة».

وأشار، إلى أنه «أثناء وجود المتهم محمد مرسىي العياط وباقي المتهمين بداخل القفص سقط أرضا مغشيا عليه، حيث تم نقله فورا للمستشفى وتبين وفاته إلى رحمة الله تعالى»، وأفاد التقرير الطبي المبدئي بأنه بتوقيع الكشف الطبي الظاهري وجد أنه لا ضغط له ولا نبض ولا حركات تنفسية، وأن حدقتي العينين متسعتان غير مستجيبتين للضوء والمؤثرات الخارجية.

التحفظ على الكاميرات

وأشار التقرير إلى أن الرئيس السابق حضر للمستشفى متوفى في تمام الساعة الرابعة وخمسين دقيقة مساء الاثنين «أمس الأول» وقد تبين عدم وجود إصابات ظاهرية حديثة على جثمان المتوفى.

وأمر المستشار نبيل صادق بانتقال فريق من أعضاء النيابة العامة بأمن الدولة العليا، ونيابة جنوب القاهرة الكلية لإجراء المناظرة لجثة المتوفى والتحفظ على كاميرات المراقبة الموجودة بقاعة المحكمة، وقفص المتهمين، وسماع أقوال الموجودين معه، في ذلك الوقت، وكذا أمرت النيابة العامة بالتحفظ على الملف الطبي الخاص بعلاج المتوفى، وندب لجنة عليا من الطب الشرعي برئاسة كبير الأطباء الشرعيين ومدير إدارة الطب الشرعي لإعداد تقرير طبي شرعي بأسباب الوفاة تمهيدا للتصريح بالدفن.

الدفن بالقاهرة

دفن جثمان الرئيس المصري المعزول محمد مرسي في إحدى المقابر بمنطقة مدينة نصر بشرقي القاهرة صباح أمس، وكتب نجله على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي فيس بوك إن والده دفن في مقابر تضم جثامين شخصيات بارزة أخرى من جماعة الإخوان في حي مدينة نصر بالقاهرة، حيث حضرت أسرته مراسم الدفن بعد الصلاة عليه داخل مسجد سجن ليمان طرة.

وأصدرت النيابة العامة المصرية بيانا أعلنت فيه عن التصريح بدفن جثة مرسي عقب انتهاء لجنة الطب الشرعي من مهمتها.

لا تتاجروا بالوفاة

تباينت الآراء عقب وفاة الرئيس الإخواني الذي تسلم السلطة في مصر لمدة عام عبر صناديق الانتخابات، بعد الإطاحة بالرئيس المصري الأسبق حسني مبارك خلال ثورة 25 يناير، وطالب البعض باحترام حرمة الميت، بينما قال البعض إنه كان ضحية لشخصيات إخوانية ممنهجة دفعت به إلى سدة المسؤولية.

وقال الإعلامي عمرو أديب خلال برنامجه الحكاية على mbc مصر «الشماتة في الموت خسة، ومحمد مرسي الآن بين يدي الرحمن، وفي محكمة العدل الكبرى»، مؤكدا أن الحكومة المصرية لم تتردد في الإعلان عن خبر وفاته عبر تلفزيونها الرسمي بعد دقائق من الواقعة، مؤكدا أن الدولة لن تسمح باستغلال وفاة مرسي سياسيا.

ووجه رسالة إلى جماعة الإخوان «لا تتاجروا بوفاة محمد مرسي، أذكركم بأن هذا الرجل لم يكن هو الرئيس المنتظر لمصر، هذا الرجل جاء رئيسا بالصدفة وبديلا عن خيرت الشاطر، ومش عاوز أقول كان بيتقال عليه إيه».

وأشار إلى أن شهر يونيو غريب في حياة محمد مرسي، حيث شهد فوزه بمنصب الرئيس، وتمت الإطاحة به خلاله بعد أن نصب نفسه فرعونا، وتوفي في شهر يونيو، مؤكدا أنه من الطبيعي أن يفكر أنصاره في الانتقام لوفاته والمتاجرة بقميصه، ولكن اليقظة الأمنية ستتصدى لهم.