عبدالله المزهر

شتائم للبيع..!

سنابل موقوتة
سنابل موقوتة

الثلاثاء - 18 يونيو 2019

Tue - 18 Jun 2019

أفكر منذ أن بلغت سن الرشد في إنشاء مشروع تجاري، وبالمناسبة فإن بلوغ سن الرشد لا يعني بالضرورة بلوغ الرشد نفسه، وخلال تلك السنوات وصلت إلى عدة أفكار عظيمة، ووجدت أن الأمر سهل ولم يكن يعوقه سوى أنه لا بد من رأسمال أبدأ به الدخول إلى عالم التجارة والثراء.

لكن هذا الرأس تأخر في المجيء، وأحاول دائما تخيل الطرق التي يمكن أن أجده من خلالها، كانت الطريقة الأفضل التي تخيلتها هي أن يسقط في فناء منزلي صندوق فيه عشرات ملايين الدولارات من طائرة تنقل أموال عصابة ما. ثم تسقط الطائرة بعد ذلك في مكان بعيد.

هذه الأيام أحاول تخيل طرق أخرى لجمع الأموال، لأني وصلت إلى قناعة بأني لست محظوظا بما يكفي لكي تهطل عليّ الملايين من طائرات اللصوص، وأظن أني منحوس لدرجة أنه حتى لو حدث هذا السيناريو فستسقط الطائرة بصناديقها فوق رأسي. لن أجد الوقت الكافي حتى لمشاهدتها فضلا عن استثمارها أو صرفها.

وقد نصحني صديق بأن أدرس السوق جيدا قبل التفكير في أي مشروع، لأن الأفكار وحدها لا تكفي إذا لم يكن هناك سوق وعملاء مستهدفون، وقد عكفت على دراسة السوق منذ تلك النصيحة دراسة مستفيضة ومتأنية، ثم خلصت إلى أن السلعة الأكثر رواجا هي الإنسان نفسه، لكن المنافسة صعبة جدا لأن كبريات الشركات العالمية والدول والجماعات يحتكرون هذه البضاعة ويستحيل أن ينافسهم كيان ناشئ كالذي أفكر فيه.

تجارة المواقف تعد أحد الأنشطة الرائجة أيضا، وهي فضلا عن كونها تجارة مزدهرة ومستقلة بذاتها إلا أنها تقدم الدعم اللوجستي لنشاط المتاجرة بالإنسان، لكن الأمر صعب أيضا وكبار الإعلاميين والكتاب والقنوات المحترفة تحتكر هذا السوق ويصعب على الجبناء أمثالي دخوله.

ثم إني اهتديت مؤخرا إلى أن لدي مواهب يمكن استغلالها وتوجيهها في الطريق السليم، أنا شخص أجيد توجيه الشتائم للآخرين، وبدلا من هدرها على لاعبي الفرق التي أشجعها وعلى خصومي رفاقي في البلوت والبلي ستيشن، فلماذا لا أبيعها على من يحتاجها.

سأصمم برنامجا ـ ربما أسميه شاتم ـ يختار منه الزبون نوع الشتيمة والشخص أو الجماعة أو القبيلة أو الدولة أو أي شيء يريد أن يشتمه، وسأقدم عروضا للعملاء المميزين والـ VIP وسأشتم الآخرين نيابة عنهم.

وعلى أي حال..

الشتائم وجبة يومية في وسائل التواصل والكل يشتم الكل، ولا أحد يطيق أن يخالفه غيره في أي أمر، من صغائر الأمور إلى عظامها. ويبدو أن مخزون العالم من الكلمات القبيحة والجارحة مهدد بالانتهاء. لا بد من اختراع مصطلحات جديدة وشتائم خلاقة، وأجد في نفسي القدرة على فعل ذلك.

agrni@