نورة الكدادات

فشل الإرشاد الطلابي ليس مخجلا!

السبت - 15 يونيو 2019

Sat - 15 Jun 2019

عندما صرح وزير التعليم الدكتور حمد آل الشيخ قائلا «لا يجب أن نخجل من ضعفنا أو نخفيه أو نتجاهله، بل لا بد من الاعتراف به ومواجهته وإيجاد الحلول له»، مشددا على أن الجميع في مكانه مسؤول عن نواتج التعلم؛ كتبنا هذه المقالة على اعتبار أن الإرشاد الطلابي عنصر أساس في عملية التعليم يحتاج من وزارة التعليم إلى التطوير والتعديل والوقوف على شأنه.

ما زال الإرشاد الطلابي في مدارسنا اليوم كما كان عليه قبل 15 سنة أو تزيد، معايير ممارسة الإرشاد الطلابي غير عادلة، تأهيل غير المختصة خاطئ، البرامج الإرشادية مهملة، وكذلك علاج الحالات النفسية بدءا من التشخيص ودراسة الحالة وانتهاء بالتقرير ظالم.

فعندما تكلف أستاذة الجغرافيا أو التربية الفنية بممارسة الإرشاد الطلابي وهي ليست على علم بأساسيات وتطبيقات المهنة حتما ستقصره على جرعة (بنادول) تعطيها للطالبة التي تعاني من الصداع، وقطعة فطيرة، وكوب حليب ساخن لمن لم تحضر مصروفها.

وبالنظرة الواقعية والأسئلة التقييمية العادلة: هل رأينا مرشدة قادرة على التشخيص الصحيح لحالة ما وعلاجها بما يتناسب مع طبيعة الحالة؟ هل رأينا مرشدة قادرة على تطبيق مقياس بينيه لتشخيص حالات الطالبات؟ هل رأينا مرشدة تشخص حالات الطالبات بناء على تصنيف Dsm؟

يا وزارة التعليم، عندما كنت في فترة التدريب الميداني كنت أراهن على أن (نوف) تعاني من صعوبات التعلم بناء على مظاهر الحالة وتطابق الأعراض مع تصنيف الحالة، لكن المرشدة أو المعلمة هناك شخصتها بتشخيصات غريبة مضحكة هي أقرب إلى الخرافات والكلام الفارغ من العلمية والصواب.

يا وزارة التعليم، عندما كنت في فترة التدريب الميداني كنت أرى حياة (هدى) المحزنة من طلاق والدتها وسوء أحوال عائلتها الاقتصادية في وجوه زميلاتها ونظرة معلماتها لها، وكأن حياتها الأسرية قصة سلمت لدار النشر والتوزيع.

يا وزارة التعليم، عندما تحرج المرشدة من سوء تشخيصها لحالة الطالبة ترسل تقريرا لإدارة التعليم في المحافظة جهة (الوحدة الإرشادية)، وهناك يكملون البداية الخاطئة، تحول حالة الطالبة لطبيب نفسي، نعم، طبيب نفسي، ويعوقونها عن الدراسة، ويحرمونها من هنائها النفسي، ويطوقونها بالمرض، ويحتّمون عليها بما لا يصح، وربما الحالة لا تستدعي كل هذا!

كلنا أمل بإعادة النظر، وتعديل الخلل، والتوجيه مع تطبيق الصواب، والمنع مع إيقاف الخطأ في الإرشاد الطلابي في مدارسنا، وهذا ليس صعبا، كما نأمل أن يكون إرشادنا في مدارسنا أسوة بالدول المتقدمة والحديثة، بل أفضل منها، والتي تهتم بنفسية الطالب وسلوكه.

أخيرا، أرجو ألا يفهم المقال بأنه هجوم على المرشدين والمرشدات، فأنا منصفة معهم، فهناك مرغوبية اجتماعية تجعلهم لا يصرحون بأنهم لا يقدرون، وأنهم حملوا ما ليس لهم فيه من علم ولا صلة.

الأكثر قراءة