حوادث الخليج تعيد فتح ملفات صناع الموت

تجمع عقيدة الحرس الثوري بين جنون العظمة والولاء الصارم للمرشد 10 ملايين مسلح في الباسيج مهمتهم قمع المعارضين في الداخل شركة خاتم الأنبياء فازت بـ17 ألف عقد بدون مناقصة حكومية سليماني يستخدم مزيجا من العنف والرشوة لتمرير أيديولوجيتهم قوة القدس تنجز المهام الحساسة خارج الحدود وتنسق مع الوكلاء
تجمع عقيدة الحرس الثوري بين جنون العظمة والولاء الصارم للمرشد 10 ملايين مسلح في الباسيج مهمتهم قمع المعارضين في الداخل شركة خاتم الأنبياء فازت بـ17 ألف عقد بدون مناقصة حكومية سليماني يستخدم مزيجا من العنف والرشوة لتمرير أيديولوجيتهم قوة القدس تنجز المهام الحساسة خارج الحدود وتنسق مع الوكلاء

الجمعة - 14 يونيو 2019

Fri - 14 Jun 2019

مع تزايد وتيرة الحوادث الإرهابية في منطقة الخليج، تتجه الأنظار نحو صناع الموت في إيران، نظام الملالي الإرهابي الذي ينشر الفوضى والدمار ويرعى الإرهاب ويمول الإرهابيين في شتى بقاع العالم.

تعيد التفجيرات والصواريخ والعمليات الإرهابية التي تشهدها المنطقة النظر إلى فيلق الحرس الثوري الإيراني المسؤول عن إنشاء أذرع الدمار ووكلاء الشر «الحوثيون، حزب الله، الحشد الشعبي، وغيرهم».

سلطت الصحافة العالمية ومراكز البحث على الحرس الثوري وأدواره التي يقوم بها مع التركيز بلا هوادة على الأعداء المحليين المفترضين، باعتباره الأداة المسؤولة عن تصدير أيديولوجية الثورة الإيرانية في جميع أنحاء العالم، وكونه الرابط الرئيس لإيران بوكلائها الإرهابيين، والذي يستخدمه النظام لتعزيز نفوذه ونشر فلسفته.

الباسيج وقوة القدس

يدين الحرس الثوري بكل الطاعة والولاء والإخلاص للمرشد الأعلى ورجاله، وداخل الحرس، توجد ميليشيات الباسيج وقوة القدس، الأولى هي منظمة شبه عسكرية مكلفة بتوجيه الدعم الشعبي للنظام الإيراني، وتشتهر بتجنيد المتطوعين، وكثير منهم من الأطفال في سن المراهقة، ولدى الباسيج مهمتان: توفير تدريب عسكري دفاعي لحماية النظام من الغزو الأجنبي، وقمع النشاط المناهض للنظام المحلي من خلال العنف في الشوارع والترهيب.

وتتخصص قوة القدس التابعة للحرس الثوري الإيراني في البعثات الأجنبية، حيث توفر التدريب والتمويل والأسلحة للجماعات المتطرفة، بما في ذلك المقاتلون العراقيون وحزب الله وحماس.

تشير الدلائل إلى أن «قوة القدس» شاركت في التفجير الانتحاري الذي وقع عام 1994 لمركز جالية أرجنتينية، مما أسفر عن مقتل أكثر من 80 شخصا وإصابة 300 آخرين، وفي السنوات التي تلت ذلك، سلحت قوة القدس مسلحين معارضين للحكومة في البحرين، وساعدت في محاولة اغتيال سفير السعودية لدى الولايات المتحدة عام 2011، وتلعب قوة القدس أيضا دورا رئيسا في دعم قوات النظام السوري في الحرب الأهلية في ذلك البلد.

ما هي عقيدتهم؟

يعد الحرس الثوري الإيراني وكالة حكومية إيرانية مهمتها الدفاع عن النظام ضد التهديدات الداخلية والخارجية، يتبنى أيديولوجية راديكالية ونظرة عالمية بجنون العظمة، ويستخدم أساليب الشرطة السرية ضد خصومه داخل إيران، والتكتيكات الإرهابية ضد أعدائه في الخارج.

وبحسب ما جاء برويترز في الأشهر الأولى بعد الثورة الإيرانية عام 1979، وقبل أن يكرس وجودها في القانون، عمل الحرس الثوري الإيراني كشبكة من الناشطين المتشددين الموالين للزعيم الثوري روح الله الخميني. في هذا الدور، ساعد الحرس في القضاء على التيارات المنشقة داخل الحركة الثورية.

وينظر الحرس الثوري الإيراني إلى مهمته باعتبارها الحفاظ على شكل «الجمهورية الإيرانية» للحكومة التي أنشأها الخميني، وبتنفيذ تعليمات المرشد الأعلى علي خامنئي بإخلاص.

قبل الانتخابات الرئاسية الإيرانية في يونيو 2013، قيل إن قادة الحرس الثوري الإيراني أوضحوا من خلال تصريحات علنية أنهم سيؤكدون فقط رئيسا مواليا لخامنئي.

تهديد ومؤامرات

ويتمتع الحرس الثوري الإيراني بسلطة وكالة حكومية، بينما لا يزال يحافظ على حماسة وتعصب جماعة إرهابية ذات دوافع أيديولوجية، وتجمع عقيدة الحرس بين الولاء الصارم للنخبة الدينية في إيران مع جنون العظمة العميق حول العالم الخارجي.

في منشورات الحرس الثوري الإيراني، يتم تصوير إيران على أنها مهددة من قبل المؤامرات الأمريكية والصهيونية، التي يقال إنها قادرة على ممارسة نفوذ كبير داخل إيران.

بمرور الوقت، أصبح القمع المحلي يلقي بظلاله على المهام العسكرية التقليدية، حيث انتشر نفوذ الحرس الثوري الإيراني في جميع جوانب الحياة الإيرانية. وبحسب ما جاء بمركز راند للأبحاث فإنه في 2007، بعد الدمج الرسمي لميليشيات الباسيج في الحرس الثوري، قال قائد الحرس الثوري الإيراني محمد علي جعفري «تم تغيير المبادئ التوجيهية الاستراتيجية الجديدة للحرس الثوري الإسلامي من خلال توجيهات قائد الثورة أي المرشد الأعلى علي خامنئي. فالمهمة الرئيسة للحرس الثوري الإيراني من الآن فصاعدا هي التعامل مع تهديدات الأعداء الداخليين، والأولوية الثانية للهيئة هي مساعدة الجيش في حالة وجود تهديدات أجنبية.

الهيكل التنظيمي:

فيلق الحرس الثوري


بموجب القانون تمنح سلطة تعيين قائد الحرس الثوري الإيراني وإزالته للقائد الأعلى.

يعين المرشد الأعلى أيضا ممثلين من رجال الدين في مختلف وحدات الحرس الثوري الإيراني التي تعد توجيهاتهم وتعليماتهم ملزمة للقادة.

يجعل القانون الإيراني «الإيمان والطاعة العملية لمبدأ الحكم الديني» شرطا للانتماء إلى الحرس الثوري الإيراني، مما يؤدي إلى مزيد من التأسيس للولاء المطلق للزعيم الأعلى علي خامنئي كمبدأ توجيهي للحرس الثوري الإيراني.

أدت الجهود المبذولة لتطبيع الدور الاستثنائي للحرس الثوري الإيراني في إيران على مر السنين إلى مخطط تنظيمي معقد.

من الناحية الإدارية، يقع الحرس الثوري الإيراني تحت قيادة الأركان العامة للقوات المسلحة المشتركة، وهي جزء من وزارة الدفاع. لكن طبقات الرقابة هذه لا تمنح السلطات المدنية الإيرانية المنتخبة اسميا سيطرة حقيقية على الحرس الثوري الإيراني، حيث يظل الجيش بأكمله خاضعا لمجلس الأمن القومي الأعلى، والذي بدوره يجيب الزعيم الأعلى علي خامنئي.

وذكر مركز أبحاث راند أن الباحثين الذين يدرسون الحرس الثوري توصلوا إلى أن «الأفراد يبدون أكثر أهمية من المؤسسات عند النظر في اتخاذ قرار الأمن القومي» وبالتالي، حدد العلماء شبكات شخصية، غالبا ما تستند إلى روابط الأسرة أو الصداقة أو الخدمة المشتركة في 1980-1988 الحرب بين إيران والعراق كعوامل رئيسة في قيادة الحرس الثوري الإيراني. إن غموض هيكل القيادة الحقيقي للحرس الثوري الإيراني يساعد في جعل إيران لاعبا غير منتظم، وخطيرا بشكل خاص في الشؤون الإقليمية.

الباسيج

يقدم الباسيج نفسه كجمعية تطوعية شعبية، على الرغم من أنها عضو كبير في الدولة. «الأعضاء المنتظمون» للمجموعة، الذين قيل إن عددهم أكثر من عشرة ملايين، هم متطوعون غير مدفوعي الأجر بدافع الحماس الأيديولوجي أو آمال التقدم.

يتلقى «الأعضاء النشطاء»، الذين لا يعرف عددهم بالضبط، رواتب ويعملون بدوام كامل لتنظيم الأعضاء المتطوعين، كانت المجموعة تابعة اسميا للحرس الثوري الإيراني منذ أوائل الثمانينيات، وأدت التغييرات التنظيمية في السنوات الأخيرة إلى زيادة سيطرة الحرس الثوري الإيراني المباشرة على الباسيج، على ما يبدو لتحسين إدارة قمع المجموعتين للمعارضة الداخلية.

خاتم الأنبياء

أنشئت شركة خاتم الأنبياء الإيرانية في 1989، وهي شركة هندسية يسيطر عليها الحرس الثوري الإيراني وتعمل ذراع بناء في المنظمة، وتحتفظ بأكثر من 800 شركة تابعة وتوظف مجتمعة أكثر من 40 ألف شخص، ونحو 70% من أعمال الشركة، ويعتقد أن لها علاقة بالجيش، ولعبت دورا في بناء البنية التحتية النووية الإيرانية.

فازت الشركة بأكثر من 17000 عقد بدون مناقصة من الحكومة، ومن خلالها نجح الحرس الثوري الإيراني في تولي دور مهمين في صناعة النفط والغاز الإيرانيين.

قوة القدس

قوة القدس فرع خاص من الحرس الثوري المكلف بإنجاز مهام حساسة خارج حدود إيران، لقد لعب الحرس الثوري الإيراني، مؤسسة قطر، دورا نشطا في توفير التدريب والأسلحة للجماعات المتطرفة بمن في ذلك المقاتلون العراقيون وحزب الله اللبناني وغيرهم، وبحسب موقع نيويورك قائد المجموعة هو اللواء قاسم سليماني، بالإضافة إلى الإشراف على الهجمات العنيفة للجماعة، يعمل سليماني كمبعوث للزعيم الأعلى علي خامنئي، ويقال إنه يستخدم مزيجا من العنف والرشوة لممارسة نفوذ هائل على سياسة العراق المجاور. وبحسب موقع American Enterprise Institute يقال إنه ينسق الكثير من دعم إيران لنظام البعث في الحرب الأهلية السورية، وأثار ظهور سليماني الغيرة في بعض الدوائر، واشتبك مع قادة الحرس الثوري الإيراني حول مدى سلطته.

قمع الاضطرابات

يسلط دستور الباسيج الضوء على أهمية التدريب، مشيرا إلى أن أحد أهم مسؤوليات القوة هو تدريب المتطوعين على «الدفاع عن البلاد ونظام الجمهورية»، ويتم استخدام الباسيج بشكل متزايد لقمع الاضطرابات الداخلية في إيران، وبالتالي، أصبحت منظمة للغاية.

ويتمتع الباسيج بعضوية واسعة من المجندين العاديين والنشطين والخاصة. يعتمد كل تصنيف على مستوى تدريب المتطوع، وبدرجة أقل، على مستوى التزامه وذلك بحسب موقع إذاعة أوربا الحرة.

وبحسب جامعة برانديز يعتمد الباسيج اعتمادا كبيرا على المدربين الأيديولوجيين السياسيين لتلقين وتعليم أعضائه الجدد، ويطلب من المتدربين أيضا حضور نحو 18 ساعة من الدورات الأيديولوجية والسياسية حول مواضيع مثل «الوصايا الإسلامية الكبرى»، ويعتمد التجنيد في الباسيج بشكل كبير على تعاون المساجد المحلية والإقليمية.

التدريب والتوظيف

يعد الحرس الثوري الإيراني ثالث أغنى منظمة في إيران بعد شركة النفط الإيرانية الوطنية وإمام الإمام رضا، بسبب ثروتها الهائلةـ ووفقا لصحيفة المونتر، فإن الحرس الثوري الإيراني قادر على استخدام أسلوب تجنيد بسيط المال، حيث يجتذب الحرس الثوري الإيراني الشبان مقابل ما يصل إلى 265 دولارا في الشهر.

في 1982، أنشأ الحرس الثوري الإيراني أول مدرسة ثانوية في طهران لتدريب وتعليم الشباب في المنظمة، وافتتح مدارس مماثلة في جميع أنحاء البلاد، وذهب الخريجون للانضمام إلى الحرس الثوري والباسيج، انتهى البرنامج وأغلقت المدارس في 1999، لكن الحرس الثوري الإيراني أعلن عن خطط في أوائل عام 2015 لإعادة فتح المدارس الثانوية التابعة.

3 منشآت للتأهيل

قوة القدس هي وحدة خاصة من الحرس الثوري تشرف على الأسلحة والتدريب، يمكن أن يستمر التدريب الأساسي في أي مكان من ثلاثة إلى تسعة أشهر ويتم في ثلاث منشآت رئيسية في إيران. الأولى هي قاعدة الإمام علي بالقرب من طهران، والتي تتخصص في التدريب الأرضي للمقاتلين الأجانب. والثانية قاعدة والي عصر في شيراز، والثالثة كلية «عملية القدس» في قم، حيث يدرس المتدربون الروحانية والأيديولوجية وذلك بحسب جامعة برانديز.

وتنشئ قوة القدس مكاتب تجنيد بالقرب من الأماكن الإسلامية المقدسة لجذب مجموعة واسعة من الأشخاص المخلصين من جنسيات عديدة في جميع أنحاء العالم الإسلامي، بما في ذلك المملكة العربية السعودية وسوريا والعراق. وتساعد قوة القدس في تشغيل مركز المنزارية التدريبي في إيران بالقرب من مدينة قم المقدسة.