جدة على المحك


منذ ما جرى لجدة عام 1430 وقت هطول الأمطار الغزيرة التي أغرقتها وهي في نشاط مستمر على مدار الساعة لإتمام مشاريع تصريف سيول الأمطار، والتي أقرت بميزانية


منذ ما جرى لجدة عام 1430 وقت هطول الأمطار الغزيرة التي أغرقتها وهي في نشاط مستمر على مدار الساعة لإتمام مشاريع تصريف سيول الأمطار، والتي أقرت بميزانية

الخميس - 19 نوفمبر 2015

Thu - 19 Nov 2015



منذ ما جرى لجدة عام 1430 وقت هطول الأمطار الغزيرة التي أغرقتها وهي في نشاط مستمر على مدار الساعة لإتمام مشاريع تصريف سيول الأمطار، والتي أقرت بميزانية 3.388 مليارات واشتملت على سبعة مشروعات وهي إنشاء خمسة سدود (سد وادي غايا، سد وادي أم حبلين، سد وادي دغبج، سد وادي بريمان، سد وادي غليل) وملحقاتها من سدود رادفة ومفيض للسدود ومجاري تصريف السيول والطرق، ورفع الطاقة الاستيعابية لمجاري تصريف السيول الشمالية، والجنوبية، والشرقية، وإنشاء قنوات جديدة لتصريف مياه الأمطار بمحاذاة مطار الملك عبدالعزيز الدولي وكل ما يلحق هذه المشروعات من قنوات فرعية لتصريف مياه الأمطار، وقد تم الانتهاء من هذه المشروعات بنهاية عام 1434، منذ ذلك الوقت وكل هذه المشروعات خاضعة للتجربة وإثبات الفاعلية لتحقيق الغرض الذي أنشئت من أجله.

وقد أطلعت على الدراسة الهيدرولوجية التي أعدت لتصميم شبكات ومشاريع تصريف سيول الأمطار بجدة، والتي اعتمدت 200 سنة قادمة في احتمالية حجم الأمطار المستقبلية بمعنى أن التصاميم ستكون متوافقة لتحمل تصريف كل الأمطار المتوقعة خلال هذه الفترة المستقبلية، وقد أعدت هذه الدراسة من قبل ACOM العربية تحت إشراف مباشر من إمارة منطقة مكة المكرمة.

وقد انبهرت بمدى الاحترافية في إعداد هذه الدراسة، وأثناء الأمطار التي حصلت بجدة يوم الثلاثاء الماضي 5 صفر قررت أن أقف بنفسي على أحد خطوط تصريف مياه الأمطار لأشاهد بعيني مدى سعة هذه الشبكة لتحمل ونقل مياه الأمطار فتوجهت إلى أقرب خط تصريف لبيتي وهو مجرى تصريف الأمطار الشمالي فوجدته كبيرا جدا بالنسبة للأمطار التي هطلت والتي رصدتها الرئاسة للأرصاد وحماية البيئة بمعدل 22 مليمترا برغم أن كارثة جدة عام 1430 كانت الأمطار فيها بمعدل 90 مليمترا، وأن معدل الأمطار في كارثة عام 1432 كانت 111 مليمترا، رغم هذا صممت خطوط تصريف الأمطار للتحمل وتنقل أكثر من هذا أيضا.

الحقيقة أنه ولمواجهة مشكلة الأمطار الغزيرة على ثلاثة محاور وهي خطوط التصريف الرئيسة، ومواجهة السيول المنقولة، وقنوات التنفيذ الفرعية لخطوط التصريف الرئيسة، وفي ظني فإن المشاريع قد أثبتت فاعليتها في خطوط التصريف الرئيسة وفي مواجهة السيول المنقولة بالسدود، ويبقى لدينا قنوات التصريف الفرعية فنحن بحاجة إلى محاكاة لكامل محافظة جدة تحت أقصى احتمالية لمعدل الأمطار، ليتم التنبؤ عن أماكن تجمع مياه الأمطار الكثيفة وتتم معالجتها والتعامل معها بشكل أفضل، وربما تكون قد أعدت هذه المحاكاة من قبل ولست أدري، لكن على الواقع لا تزال المشكلة ظاهرة ولم تتم معالجتها بعد.