كلنا أمام برنامج من الصفر تلاميذ

كلنا أمام برنامج من الصفر تلاميذ، يعلمنا في كل حلقة درسا مختلفا عن الآخر، اهتمام الأستاذ مفيد النويصر كان في مكانه، إذ نحتاج هذه الجرعة والجرأة من الحكايات والتجارب، لتوقظ في نفوسنا روح الشغف والقوة والاستمرار في كل تجربة صعبة نهايتها إنجاز. ماذا علمنا برنامج من الصفر؟ أعتقد أن مسار التعليم كان واسعا في مفهوم كل شخص. في العدوى الإيجابية التي تحدث كل ساعة، أثبت لنا أن الساعة كفيلة بأن تغير الحياة البشرية والعقلية والاجتماعية. علمنا البرنامج أن للصفر قيمة تخلق من لا شيء شيئا عظيما، إنسانية عظيمة وإمكانية قديرة يشهد لهما التاريخ والذكريات. كل كلمة تقال كانت تحمل رسالة، وبالأحرى كانت وصايا، نعم وصايا من هؤلاء العظماء إلينا.

من الصفر لقاء زمن الماضي مع الحاضر، وبينهما وصايا لا تقدر بالأثمان، تحفر في عقولنا حتى نتمكن من تحويل احتياجنا لها إلى مصدر ضوء في بناء ذواتنا. اختيار هذه الشخصيات وإبرازها وضع في أيدينا حكايات ذات أهمية عالية، كل ما تحتاجه أذن تصغي بدقة، وعقل مفكر يترجم كل أقوالها إلى مصالح ذاتية، واجتماعية واقتصادية.

أيقنت تماما أننا نتغير مع كل نهاية حلقة، ومع كل تغير نكتشف أننا نحتاج لمزيد من الحلقات لنتغير، لذلك أرى أننا نحن والأستاذ مفيد النويصر قد اتفقنا في هذه النقطة، نطلب المزيد ولا نريد التوقف عن هذا الإنصات الثمين، وهو لا يريد أن يتوقف عن هذا العمل الجميل الرائع وسرد الأقوال القيمة.

ولكن أنا أتساءل دائما: يا ترى متى تتسنى لنا الفرصة لأن ننصت لحكاية مفيد النويصر من الصفر إلى ما بعد الصفر. وأتمنى أن لا يعرف هذا النوع من البرامج الوقوف، لأن استمراره يعني بناء شخصيات أخرى تستحق الاطلاع عليها والاهتمام بمفاهيمها. وأخيرا أقدم شكري للأستاذ مفيد النويصر ولكل أصحاب التجربة والحكايات في برنامج من الصفر على هذا الجهد والأمل والتفاؤل في بناء حياة تليق بذواتهم.