شبكات سرية تنقل الإرهاب الإيراني للعالم

تعمل تحت ستار التبادل التجاري والثقافي وتتخذ من المساجد والمراكز الخيرية وسيلة
تعمل تحت ستار التبادل التجاري والثقافي وتتخذ من المساجد والمراكز الخيرية وسيلة

الاحد - 09 يونيو 2019

Sun - 09 Jun 2019

لا يقتصر خطر المد الإرهابي الإيراني والانتشار الخبيث للثورة الخمينية على منطقة الشرق الأوسط، ولا يتوقف على العمليات المتفرقة التي تحدث في أوروبا أو ضد مصالح أمريكا في عدد من بقاع العالم، بل الأمر يتعلق بالقارة السمراء التي تعاني كوارث وأزمات طبيعية تزيد من أوجاعها ومشاكلها، وكذلك دول أمريكا اللاتينية التي يغرق بعضها في تجارة المخدرات وينشط في عالم الجريمة.

عندما يتعلق الأمر بمشروع إيران لتصدير الثورة وعقيدتها الخمينية في جميع أنحاء العالم الإسلامي وخارجه فقد بدأ في نوبات، حيث حقق نجاحات عدة ولكن أيضا إخفاقات ملحوظة.

ووفقا لعدد من مراكز البحث والمطبوعات الأمريكية، تنظر طهران إلى القارة الأفريقية على أنها ساحة فرعية في معركة صفرية من أجل النفوذ والسلطة، حيث سعت إلى مواجهة النفوذ الغربي، خاصة نفوذ الولايات المتحدة داخل أفريقيا، لإيجاد قضية مشتركة مع عناصر معارضة للاستعمار والسعي لرسم مسار أكثر استقلالية.

كانت محاولة إيران للتأثير على القارة الأفريقية منذ الثورة الإسلامية عام 1979 كفاحا شاقا، لأن إيران ليس لها بصمة تاريخية مهمة في أفريقيا، وبسبب التزام كثير من الأفارقة بالإسلام السني أو الصوفي، أنشأت إيران بنية تحتية من المساجد والمراكز الثقافية والشبكات الخيرية والمؤسسات التعليمية التي عملت على نشر روحها الثورية في أفريقيا.

التوسع الأيديولوجي الإيراني في أفريقيا

نيجيريا

تمكنت إيران من استنباط قادة ملهمين من الثورة الإيرانية لتبني أيديولوجية خمينية معادية للغرب ومؤيدة لإيران من خلال جهود التوعية، ويعزى الصعود السريع غير العادي للشيعة الخمينية في نيجيريا بالكامل إلى الشيخ إبراهيم زكزكي، مؤسس الحركة الإسلامية في نيجيريا والقائد الروحي لها، وهي مجموعة الوكيل الرئيس لإيران في نيجيريا، وذلك بحسب موقع COMBATING TERRORISM CENTER.

السنغال

السنغال دولة أفريقية رئيسة أخرى سعت إيران فيها إلى تعزيز نفوذها، ولكن تم إحباط التقدم في بعض الأحيان بسبب أفعالها الإجرامية.

استندت السنغال على قوة مجتمعها الإسلامي المنظم سياسيا، والذي يمارس «تأثيرا كبيرا على الإسلام العالمي وبين الدول الأفريقية الناطقة بالفرنسية»، وكان العنصر الأساسي في محاولة إيران للحصول على النفوذ هو المجتمع السنغالي الراسخ المكون من 40000 لبناني.

أصبح المجتمع أكثر حزما، بعد أن أسهم موسى الصدر، وهو شخصية بارزة من قبل أتباع أمل وحزب الله، في تأسيس وجود مؤسسي خميني، وأنشأ المؤسسة الإسلامية في حي بلاتو في دكار عام 1978.

وبحلول العقد الأول من القرن العشرين، تحسنت العلاقات الثنائية السنغالية الإيرانية بدرجة كبيرة، إضافة إلى عدد من الزيارات رفيعة المستوى قام بها مسؤولون إيرانيون إلى السنغال والعكس، وتعزيز العلاقات التجارية، بما في ذلك استثمار إيراني بقيمة 80 مليون دولار في منشأة لإنتاج السيارات الإيرانية خودرو في السنغال، وأعادت إيران نشاطها الثقافي والأيديولوجي في السنغال مع واد نعمة كاملة، وذلك بحسب موقع الدفاع عن الديمقراطيات والاستخبارات الأمريكية.

جنوب أفريقيا

كان للثورة الإيرانية تأثير دائم في جنوب أفريقيا، وعلى الرغم من أن المسلمين لا يمثلون سوى نحو 2% من السكان، إلا أن مجتمعها الإسلامي استمد الإلهام في الخمسينات من ازدهار الإسلاموية في باكستان ومصر، وبدأ المعلمون والمهنيون في الدعوة إلى إحياء الإسلام.

وقدمت الثورة الخمينية عام 1979 قوة دافعة لإنشاء حركة القبلة الجماهيرية «حركة مناهضة للفصل العنصري» مستوحاة من رسالة المساواة العالمية للثورة في إيران التي ادعت طهران أنها رسالتها.

التوسع الأيديولوجي في أمريكا اللاتينية

شبكات سرية

بحسب موقع معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى منذ الثورة الإيرانية عام 1979، اتبعت إيران استراتيجية متضافرة لتعزيز علاقاتها السياسية والتجارية والثقافية والعسكرية بأمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي، بإنشاء «شبكات سرية تعمل تحت ستار التبادلات الثقافية والتجارية»، وجعلت مجموعة متنوعة من العوامل أمريكا اللاتينية هدفا مثيرا لجهود إيران لتصدير أيديولوجيتها الخمينية. أولا وقبل كل شيء، سعت إيران إلى توسيع نفوذها وقدراتها في المنطقة بسبب قربها من الولايات المتحدة، الخصم الرئيس لإيران، حيث تنظر إلى أمريكا اللاتينية على أنها نقطة انطلاق مثالية لتقويض الأمن والمصالح الوطنية للولايات المتحدة.

تهريب المخدرات

يتمثل العامل الرئيس الذي جذب إيران وجود مناطق للتجارة الحرة الخارجة عن القانون في المنطقة، حيث قامت المنظمات الإرهابية المدعومة من إيران بغسل الأموال وتهريب المخدرات وغير ذلك من الأنشطة التشغيلية والمالية الإرهابية بسهولة نسبية.

ركزت إيران على وجه الخصوص جهودها على منطقة الحدود الثلاثية (TBA) بين البرازيل والأرجنتين وباراجواي، حيث طور وكيلها الإرهابي حزب الله «شبكات دعم استخباراتية ولوجستية في المنطقة دون ضبط»، معتمدا على المجتمعات اللبنانية المشتتة للحصول على المساعدات والتغطية لأنشطته الإجرامية غير المشروعة.

كما نشرت إيران المساجد والمراكز الثقافية والعيادات الصحية والمرافق التعليمية في منطقة TBA بين بيرو وشيلي وبوليفيا؛ حيث تشير البنية التحتية إلى أن إيران تسعى لترسيخ شبكاتها الإرهابية في المنطقة.