عبدالرحمن العليان

قطر.. لا تملك قرارها

الاثنين - 03 يونيو 2019

Mon - 03 Jun 2019

تبقى على قادة المؤسسات الثورية الإيرانية أن يعلنوا بوضوح أن الدوحة هي العاصمة الخامسة التي سقطت بيد ملالي إيران. فبعد مضي يومين على انتهاء القمم المباركة في مكة المكرمة ومشاركة القادة العرب بمستويات عالية، تراجعت قطر عن تأييد موفديها لبيان القمتين الخليجية والعربية، حيث ركزا بشكل أساسي على إدانة تدخلات إيران في شؤون المنطقة، وبررت قطر بأن ذلك يعارض السياسة الخارجية للدوحة.

الدول التي تملك قرارها عندما تشارك في القمم أو المؤتمرات أو الاجتماعات فإنها تعلن موقفها بشكل واضح، ولها الحق أن تتحفظ في إطار المداولات والاجتماعات وفق الأعراف المتبعة، وليس بعد انتهاء القمم والاجتماعات بأيام.

وفي المقابل، ففي الوقت الذي تعلن فيه قطر بعد عدة أيام أنها ترفض إدانة إيران وتدخلاتها في المنطقة، فإن قاعدة العديد تستقبل يوميا قاذفات B52 في إقلاعها وهبوطها، وهي تتميز بصوتها الذي يهز دولة قطر كاملة بحكم صغر مساحتها، وذلك في تناقض القول في الوقوف مع إيران مع الفعل في ردع إيران من خلال قواعدها في حضرة ومشاهدة المواطن القطري الشقيق وهو يشاهد عندما تفقد الدول سيادتها وقرارها.

لم تكن هذه المرة الأولى التي تفقد قطر قرارها وسيادتها وكلمتها أمام قادة العرب والخليج، ففي وقت سابق وأمام مداولات قادة دول الخليج عرضت على الشيخ تميم بن حمد الأدلة والوثائق التي تدين قطر في تدخلاتها بدول الخليج في الكويت والبحرين والإمارات والسعردية، والتي تنال من أمن واستقرار دول الخليج بما فيها محاولة اغتيال الملك عبدالله رحمه الله.

وقع الشيخ تميم بن حمد على الاتفاق التاريخي الذي تعود به قطر لطبيعتها وقربها وحضنها الخليجي في مداولات لم تكن سرية، بل كانت في حضرة قادة وأمراء دول الخليج. وقع ووافق الشيخ تميم على محضر الاجتماع والاتفاق، وعندما عاد للدوحة لم يوافق - عزمي بشاره - أقصد النظام هناك، فتراجعت قطر عن اتفاق لم يجف حبره في حضرة قادة الخليج.

إنها الدول عندما لا تملك قرارها..