مختصون: شركات التوصيل لم تواكب توسع التجارة الالكترونية والحل دخول البريد منافسا

طوابير طويلة للحصول على البضائع المشتراة الكترونيا
طوابير طويلة للحصول على البضائع المشتراة الكترونيا

الأحد - 02 يونيو 2019

Sun - 02 Jun 2019

في الوقت الذي أشارت فيه هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات إلى أنها رصدت خلال الأيام الماضية عددا من المخالفات بينها التأخير في تسليم الشحنات، مشددة على أنها ستتخذ جميع الإجراءات النظامية تجاه الشركات المخالفة والتي قد تصل إلى تعليق تراخيص تقديم الخدمات البريدية وفرض غرامات مالية، أكد مختصون في الاتصالات وتقنية المعلومات، أن الطلب عبر الوسائل الالكترونية تضاعف 3 مرات على الأقل خلال عام، ولم تستطع الشركات مواكبة التزايد الكبير في استخدام الفضاء الالكتروني في البيع والشراء، وهو ما أدى إلى وقوف مئات المستفيدين في طوابير للحصول على السلع التي اشتروها الكترونيا.

ودعوا مؤسسة البريد السعودي إلى الدخول كمستثمر منافس لشركات التوصيل، من أجل تحسين الخدمات، عبر دعم إنشاء شركات، والاستحواذ على أخرى تتحول لاحقا لشركات مساهمة متخصصة في الشحن والتوصيل.

وكانت مقاطع فيديو انتشرت عبر وسائل التواصل، أظهرت مئات من المستفيدين الذين اشتروا منتجات وسلعا عبر الوسائل الالكترونية يصطفون في طوابير طويلة خارج مقر إحدى شركات البريد المعروفة للحصول على ما اشتروه من منتجات وسلع.

تضاعف 3 مرات

وأوضح مسؤول في إحدى شركات البريد بالمنطقة الشرقية، أن شركته لم تتوقع الحجم الكبير من الطلبات التي أتت عن طريق الوسائل الالكترونية المختلفة، والتي تضاعفت عن العام الماضي نحو 3 مرات على الأقل، مشيرا إلى أن بعض الشركات واصلت العمل على مدار الساعة عبر العمل الإضافي لتسريع وصول البضائع إلى أصحابها قبل يوم العيد.

جدولة مبكرة

وأشار مدير عام إدارة الاتصالات وتقنية المعلومات بوزارة التعليم السابق الدكتور جار الله الغامدي إلى أن الشراء عبر الوسائل الالكترونية ليس جديدا في المملكة، ولكنه تزايد بشكل كبير في السنتين الأخيرتين، لافتا إلى أن شركات البريد لم تزد من قدرتها في هذه المواسم كما أن الناس كذلك لم يجدولوا طلباتهم قبل ذلك بوقت كاف، منوها إلى أن من المعروف في أمريكا مثلا أن طلبات المواسم مثل عيد الشكر والكريسماس تستغرق وقتا أطول من أيام السنة العادية، لذلك فإن الناس هناك تجدول طلباتها خلال وقت مناسب.

فرصة للبريد

وذكر رئيس لجنة الاتصالات وتقنية المعلومات السابق بغرفة الشرقية هيثم بوعايشة أن المشكلة ليست جديدة، وشركات التوصيل تعاني من الأزمة نفسها في المواسم سنويا، وبالرغم من ازدياد الإقبال على التجارة الالكترونية ونمو هذا القطاع إلا أن شركات التوصيل لم تواكب هذا النمو، وما زالت تتعامل مع المستخدمين بعقلية ما قبل 10 سنوات سابقة، مع العلم بأن الجهات الحكومية تطورت أضعاف ما كانت عليه منذ سنوات قليلة، ولكنها تحتاج أيضا لتكثيف التكاتف مع الجمارك لتحسين الخدمات وتسريع فسح الشحنات في المواسم.

ولفت بوعايشة إلى وجود فرصة أمام البريد السعودي لتطوير خدماته بمنافسة شركات التوصيل، كما أن الفرصة سانحة لاندماجات واستحواذات تتحول لاحقا لشركات مساهمة متخصصة في الشحن والتوصيل.

أزمة موسمية

وأكد المختص في الشبكات الالكترونية المهندس عامر البشارات أن المشكلة تكمن في عدم وجود خطط كفأة لاستمرارية الأعمال لشركات البريد، ولذلك تظهر الأزمات بالمواسم، حيث تظهر طوابير طويلة من الناس بمجرد ما يكون الطلب عاليا أو بوجود مشكلة بالأنظمة التقنية.

وأفاد بأن التغيير في سلوك المستهلك نحو التسوق الالكتروني يجب أن يصاحبه تطوير لخدمات البريد والتوصيل والخدمات اللوجستية المقدمة لزبائن التجزئة والشركات، لافتا إلى أن الحل هو بتعزيز البنى التحتية لتقنية المعلومات في الشركات اللوجستية والاستثمار بأمن المعلومات من أجل الحفاظ على استمرارية الأعمال، بالإضافة إلى الرقابة الحكومية الفعالة.