عبدالله المزهر

السعادة كائن أبيض!

سنابل موقوتة
سنابل موقوتة

الاحد - 02 يونيو 2019

Sun - 02 Jun 2019

كنت قد اقترحت على صحيفتنا ـ الغراء بالطبع ـ أن يكون هذا المقال صفحة بيضاء لا يكتب فيها أي شيء، دلالة على المحبة والتسامح وبياض القلوب بحكم أنه المقال الأخير الذي سأكتبه في شهر رمضان المبارك، الذي أسأل الله أن يكون قد مر سعيدا جميلا خفيفا على الجميع، وأظنه قد كان كذلك للكثيرين، وأسأل الله أن يأتي رمضان القادم وأنتم في حال أفضل، وأن تفرج كربة كل مكروب وأن يكتب السعادة الدائمة لمن كان حزينا أو مهموما أو حائرا ضاقت به السبل، والأهم من ذلك أن يأتي رمضان القادم وقد أصبح ما أتقاضاه من الأموال وأوساخ الدنيا من هذه الصحيفة أكبر بقليل من راتب أقل لاعب محترف في دورينا العظيم.

والحقيقة أن المسؤولين في الصحيفة قد أثنوا على فكرتي العظيمة بخصوص المقال الأبيض ثم قالوا لي ما معناه «اكتب المقال ولا يكثر»، ففعلت.

وسألتقيكم إن شاء الله وكتب لي ولكم أن نحيا مزيدا من الأيام بعد عيد الفطر، الذي سيأتي قريبا هو الآخر وهو يوم يفترض أنه من مظان الفرح والسعادة، فافرحوا لأن الفرح جميل ولأن مسببات السعادة في هذه الحياة كثيرة. أجلوا امتعاضكم من الحياة يوما آخر وصدقوني أن ذلك لن يحدث فارقا كبيرا.

وإن استعصت عليكم أسباب السعادة فإني أنصحكم ـ على سبيل المثال لا الحصر ـ بالبحث عن خطاب حسن نصر الله الأخير، ستجدون أنفسكم تبتسمون وتشعرون بأن أسباب السعادة تافهة ويمكن العثور عليها حتى في حاوية قمامة.

ثم انظر لنفسك وتساءل، لماذا لا أكون سعيدا وأنا أملك أسباب السعادة بينما يوجد كائنات أخرى تشاركني أكسجين هذا الكوكب تفاخر بأنها تتقمص شخصية «ذيل الكلب» بكل اقتدار وحرفية. ولأن الله جل في علاه لم يخلقك كائنا يصدق حسن نصر الله ـ وأمثاله وأشباهه وأقرانه ـ ويثق بما يقول فإن ذلك في حد ذاته نعمة تستحق السجود شكرا لله الوهاب المعطي مقسم العقول والأرزاق.

وعلى أي حال..

إن كنت في إحدى قرى الساحل الجنوبي فلا تتعب نفسك بالبحث عن السعادة، فقد وفرتها لك شركة الكهرباء، لا يوجد سبب للسعادة أكثر من العودة للحياة البكر، تلك الحياة السعيدة التي كان يعيشها الناس قبل اختراع الكهرباء، وقبل أن تفسد الأخلاق وتطغى عليها الماديات والأضواء. اشكر شركة الكهرباء واستمتع بالظلام.

agrni@