أذرع الشر الإيراني تنتشر حول العالم

التوسع العقائدي للثورة الخمينية بدأ بمنطقة الخليج ووصل إلى دول البلقان وأوروبا أذرع الملالي اشترت السياسيين ونشرت التطرف وجندت الإرهابيين ودربتهم المغرب قطع علاقته بطهران بعد تجنيدها 30 ألف مهاجر في بلجيكا أوهام الهيمنة تدفع المرشد إلى تنصيب نفسه زعيما للعالم الإسلامي
التوسع العقائدي للثورة الخمينية بدأ بمنطقة الخليج ووصل إلى دول البلقان وأوروبا أذرع الملالي اشترت السياسيين ونشرت التطرف وجندت الإرهابيين ودربتهم المغرب قطع علاقته بطهران بعد تجنيدها 30 ألف مهاجر في بلجيكا أوهام الهيمنة تدفع المرشد إلى تنصيب نفسه زعيما للعالم الإسلامي

السبت - 01 يونيو 2019

Sat - 01 Jun 2019

نشطت أذرع الشر الإرهابية الإيرانية على مدار سنوات طويلة في نشر بذور الثورة الخمينية في منطقة الشرق الأوسط وأوروبا وعدد كبير من دول العالم.

وعملت طهران منذ عام 1979 على زعزعة استقرار الدول المجاورة من خلال استغلال التوترات الطائفية التي أثارتها، في محاولة لنشر نفوذها الأيديولوجي، حيث مكنها تدخلها الإقليمي الشرير من خلق نفوذ كبير على أربع عواصم عربية «بيروت ودمشق وبغداد وصنعاء».

واستطاعت طهران أن ترسخ وكلاءها الإرهابيين الموالين في المنطقة، وساعدت على إنشاء المجموعات الإرهابية ورعايتها وتكبيرها، فأصبحت تنشر الفوضى والإرهاب من خلال أوامر تصدرها إلى أتباعها المنتشرين كخلية شيطانية، بهدف فرض هيمنتها على المنطقة ونشر سمومها.

امتد التوسع الأيديولوجي الإيراني من منطقة الخليج إلى الشرق الأوسط وأفريقيا، مرورا بأوروبا ودول البلقان منذ انطلاق الثورة عام 1979 عبر شبكة من المراكز الثقافية والمساجد والجامعات والحلقات الدراسية، وذلك لتعزيز أيديولوجيتها الشيعية الخمينية.

التوسع الأيديولوجي في الشرق الأوسط

العراق

أسهمت إيران في تمويل وتدريب بعض الأحزاب والكتائب بالعراق، مثل منظمة بدر، عصائب الحق، كتائب حزب الله.

سوريا

تمثل سوريا حالة أخرى لإيران تكرر نموذج حزب الله الذي طبقته في لبنان والعراق لتصبح القوة المهيمنة داخل البلد، وزادت بشكل كبير دعمها لنظام بشار الأسد، مما مكنها من عكس الانتكاسات الرئيسة واستعادة اليد العليا في الحرب الأهلية السورية.

اليمن

تعد اليمن رابع منطقة نزاع في الشرق الأوسط، حيث طبقت إيران نموذج حزب الله بنجاح للسيطرة على البلاد بفعالية، ودعمت المتمردين الحوثيين منذ شنها سلسلة من التمردات الدموية ضد الحكومة اليمنية في 2004، وبلغت ذروتها بإزاحة الرئيس عبدربه منصور هادي، قبل أن تعيده قوات التحالف بقيادة السعودية.

أفغانستان

اتبعت إيران استراتيجية متعددة الأوجه تمزج بين أساليب القوة الصلبة واللينة، وتسعى إلى تنمية النفوذ الديني والثقافي والاقتصادي والسياسي في أفغانستان من أجل الحصول على موطئ قدم إقليمي وأيديولوجي في هذا البلد المجاور الذي مزقته الحرب الأهلية.

وفي حين أن لإيران مصلحة طويلة الأمد في «أفغانستان مستقرة ومتعددة الأعراق وصديقة»، إلا أنها تعد الوجود الأمريكي تهديدا استراتيجيا، وبالتالي جعل المصلحة قصيرة الأجل هي إخراج أمريكا من أولوياتها الرئيسة.

مجلس التعاون الخليجي

كانت المخاوف بشأن أهداف إيران التوسعية العدوانية هي العامل الدافع وراء إنشاء مجلس التعاون الخليجي عام 1981، حيث نظرت إيران إلى المنطقة كهدف غني لتصدير أيديولوجيتها الثورية بالنظر إلى الأقليات الشيعية في عديد من الدول الأعضاء، بدأت محاولاتها بزرع الانقسامات الطائفية الداخلية، وإثارة الاضطرابات.

ادعى زعيم الثورة الايرانية، آية الله الخميني، أن الملكيات الوراثية غير شرعية في ظل الإسلام، وسعى إلى أن يصبح ليس فقط زعيم إيران، بل إن أوهام الهيمنة دفعته إلى اعتبار نفسه زعيما للعالم الإسلامي بأسره، وبدأ الخميني بإذكاء التوترات مع السعودية ودول مجلس التعاون فور توليه السلطة من خلال دعم الميليشيات والأحزاب السياسية في جميع أنحاء الخليج.

في عام 1981، نفذت الحركة بالوكالة الإيرانية والمدعومة من الحرس الثوري الإيراني محاولة انقلاب فاشلة في البحرين، وشاركت طهران بانتظام في تحريض الحجاج الشيعة على الحج السنوي طوال الثمانينات، وسعى الحجاج الإيرانيون، الذين يزدادون تطرفا على نحو متزايد مع مرور الوقت، إلى الترويج والتبشير، ونشر مبادئ ثورة آية الله الخميني مباشرة على حجاج الجنسيات الأخرى، وتوالت محاولات إيران الدائمة وما زالت.

إن دور إيران في تشكيل حزب الله وأنشطته، بالإضافة إلى دعمها للأعمال التخريبية التي تستهدف الخليج، يظهر كيف سعت إلى تصدير نموذج حزب الله إلى دول مجلس التعاون الخليجي، والتدخل الإيراني الطائفي في الخليج واضح، وبشكل خاص منذ «الربيع العربي» عام 2011.

نظرت إيران إلى الموجة الناشئة من الديمقراطية التي امتدت إلى بلدان، مثل تونس ومصر، كفرصة لاستغلالها في دول الخليج ذات الكثافة السكانية الشيعية.

التوسع الأيديولوجي في أوروبا

إيطاليا


أحد خريجي المصطفى هو عباس ديبالما، وهو كاثوليكي اعتنق الديانة الشيعية وأصبح أول إيطالي يحصل على رتبة حجة الإسلام، ويشغل ديبالما الآن منصب مدير مركز الإمام المهدي في روما، وهو أحد المؤسسات الخمينية الرئيسية في إيطاليا إلى جانب الفرع الإيطالي لجمعية أهل البيت العالمية، وينسق الأنشطة المجتمعية الموالية لإيران إلى حد كبير بالتنسيق مع المعهد الثقافي لسفارة إيران، وذلك بحسب المنتدى الإيراني الأمريكي، وفي مركز الإمام المهدي يتم تجنيد السكان المحليين، ولا سيما من المهاجرين المسلمين.

البلجيك

في عام 2009 قطع المغرب علاقاته الدبلوماسية مع إيران، متهما إياها بالسعي إلى «تغيير الأسس الدينية للمملكة» و»التدخل الذي لا يطاق في الشؤون الداخلية». أحد الأسباب الرئيسة وراء القرار جهود إيران للتبشير بين مجتمعات المغربيين المغتربين في أوروبا، وخاصة في بلجيكا، حيث تحول ما يقدر بنحو 30 ألف مهاجر مغربي من الجيلين الثاني والثالث إلى المذهب الشيعي، وتتركز أنشطة التبشير الإيرانية في بلجيكا حول مسجد رضا والإسلام، وجمعية في أندرلخت، والمركز الإسلامي للثقافة الشيعية -

أهل البيت في بروكسل، ومركز الزهراء في أنتويرب، وفقا لموقع ذا ناشونال.

وبحسب ما ذكرت مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات فعلى الرغم من الجهود الإيرانية الرامية إلى التوسع الأيديولوجي في جميع أنحاء أوروبا الغربية، فقد تخطت المنطقة إلى حد كبير التوترات الطائفية التي تعصف بالشرق الأوسط وأفريقيا، ومع ذلك، ظهرت بلجيكا كمنطقة للنزاع، حيث تتنافس العناصر السلفية والإيرانية على النفوذ بين المهاجرين المغاربة في البلاد، مما يؤدي إلى تطرف متزايد.

البلقان

تعاني دول البلقان من سهولة اختراق حدودها، والفساد المتفشي والمناطق المتخلفة والأمن المتراخي نسبيا، فضلا عن عدم وجود تنسيق استخباراتي بين دول البلقان والاتحاد الأوروبي، مما يجعلها مناطق تشغيل مثالية للعصابات الإجرامية، والشبكات الإرهابية، والمنظمات المتطرفة من جميع المشارب، وقد سعت إيران إلى استغلال هذه البيئة منذ ما يقارب ثلاثة عقود، حيث اتبعت استراتيجية ثنائية المسار تسعى من خلالها إلى دمج حزب الله ودولة المخابرات وعناصر الحرس الثوري الإيراني من جهة، وشبكة من المتدينين، والدينيين، والثقافيين، والتربويين، والمؤسسات الإعلامية من جهة أخرى، ويؤكد موقع balkanalysis أن المؤسسات تعمل داخل المنظمة غير الحكومية الأيديولوجية الإيرانية كقواطع ومنظمات واجهة للمخابرات الإيرانية وحزب الله، حيث توفر غطاء للعمليات الإرهابية وأنشطة جمع الأموال الإجرامية.

وألقى تفجير حافلة بورجاس عام 2012 التي نفذها حزب الله الضوء على أجهزة الاستخبارات والإرهاب الإيرانية في البلقان، والتي ظهرت إلى حد كبير تحت الرادار لسنوات، مما يدل بشكل قاطع على أنه إلى جانب التنظيم واللوجستيات، يمكن تعبئة وكلاء إيران الأوروبيين لضرب الغرب.

البوسنة والهرسك

يعود تاريخ جهود إيران الرامية إلى تعزيز النفوذ في البوسنة إلى أوائل التسعينات قبل انهيار الشيوعية وتفكك يوغسلافيا، وخلال تلك الفترة أقامت علاقة سرية وثيقة مع حزب العمل الديمقراطي، الفصيل السياسي المهيمن بين المسلمين البوسنيين.

كانت طهران تغري الحزب بالرجال والأموال وهذا ساعدها في إنشاء شبكة عملاء عميقة وواسعة اخترقت أجهزة الأمن والجيش والسياسة في البوسنة، وساعد تحالف إيران مع الحزب وكالات الاستخبارات المدنية والحرس الثوري الإيراني على كسب النفوذ بين مسلمي البوسنة مثل «جواسيس المال» الإيرانيين، وانتقلوا إلى «شراء السياسيين ونشر التطرف وتجنيد الإرهابيين وتدريبهم». وبحسب موقع أمريكان ثنكر، تحركت إيران لتأسيس سفارة وقنصليات حول البوسنة تتضاعف كقواعد للتجسس وغيرها من الأنشطة السرية، وأبدت استعدادا مستمرا لوضع الخلافات الطائفية جانبا بتسليح وتدريب الجهاديين في البوسنة، وخلال الحرب البوسنية في الفترة 1992- 1995 رأت إيران فرصة لتوسيع نفوذها الجيوسياسي في أوروبا والاستفادة منها.

في عام 2012 أصدرت مجلة أخبار التحقيقات البوسنية سلوبودنا بوسنا تقريرا يفصل وجود إيران التجسسي المكثف المتبقي في البوسنة، ويعد المركز الثقافي الإيراني في سراييفو المحور الرئيس لأنشطة الاستخبارات، كما يعد معهد ابن سينا ​​للأبحاث والكلية الفارسية البوسنية بمثابة جبهات استخباراتية مهمة بحسب بزنس إنسايدر.

وتعمل المؤسسات التعليمية المدعومة من إيران في البوسنة كمراكز تجنيد، ويتم سفر مئات المواطنين البوسنيين سنويا إلى إيران لمواصلة تلقينهم المذهب الشيعي، كل ذلك يتم ترتيبه ودفع ثمنه من قبل المخابرات الإيرانية، وكما يتم تمويل بناء المساجد المحلية والمدارس التعليمية الدينية، وتقديم المساعدات الاقتصادية للمواطنين المسلمين ذوي الدخل المنخفض في البلاد، وكذا تقديم منح للطلاب الذين يرغبون في الالتحاق بالتعليم الديني في إيران.