عبدالله العولقي

وثيقة مكة.. هوية لمستقبل الأمة الإسلامية

الثلاثاء - 28 مايو 2019

Tue - 28 May 2019

افتتح مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل مؤتمر قيم الوسطية والاعتدال (في نصوص الكتاب والسنة)، والذي تنظمه رابطة العالم الإسلامي في الحرم المكي الشريف، بحضور نخبة من العلماء والمثقفين والمفكرين من مشارق الأرض ومغاربها يقدرون بـ 1200 شخصية، ويمثلون 139 دولة حول العالم، يصوغون وثيقة مكة التاريخية التي تستند شرعيتها على المنهج الرباني في القرآن الكريم وعلى شريعة السنة النبوية التي تنص على دستور الاعتدال والوسطية، بعيدا عن المناهج الوضعية المنحرفة التي تسببت باختطاف الفكر واستغلت العاطفة الدينية لتمرير أجندتها نحو التكفير وترويج العنف وبناء خطاب الكراهية والعنصرية.

وتأتي أهمية هذا المؤتمر الدولي كونه ينطلق من فكرة توحيد الصف الإسلامي ولم الشمل في مواجهة التحديات التي تواجهها الأمة والأخطار المحدقة بشؤون الإسلام، عبر ترسيخ مفهوم الوسطية والاعتدال والتسامي على الخلافات البينية، حيث ستناقش الوسطية من محاور أساسية عدة كالقيم الأخلاقية والإنسانية في الهدي النبوي، وكيفية التعامل مع المخالف في ضوء الكتاب والسنة، وعرض نخبة متميزة من البرامج والتجارب العملية في تعزيز الوسطية بين الناشئة والشباب،

إضافة إلى تعزيز ثقافة الوسطية وتجذيرها في المجتمعات الإسلامية لأنها رسالتنا الحضارية أمام الآخر، بل وتقديمها كصورة ناصعة لديننا الإسلامي الحنيف أمام العالم، بعد أن خلصناها بفضل التضافر الإسلامي في إعداد وثيقة مكة من شوائب التطرف وعوالق الإرهاب.

وحول الظروف الراهنة التي تواجهها بلاد الحرمين ومنطقة الخليج العربي من التهديدات الإيرانية، عبرت ممثليات الدول الإسلامية عن وقوفها التام مع الرياض في مواجهتها ضد طهران، ففي كلمة الرئيس الشيشاني تصريح مباشر بأن من يهاجم المملكة يجب أن يعلم أن معها جموعا غفيرة من المسلمين ونحن أولهم، أما رئيس مجلس علماء باكستان فقد صرح وبكل شجاعة بأن من يحاول إرسال الحرائق (صواريخ الحوثي) إلى بلاد الحرمين فهو يلعب بالنار، ولا شك أن الحرائق سترتد على من يعادي بلاد الحرمين، وهذا كله يعكس موقف المملكة ومنهجية الحزم التي رسخها الملك سلمان بن عبدالعزيز، في حرصه على وحدة الأمة الإسلامية ومكافحته للغلو والتطرف بكل أشكاله، ولا سيما التطرف الإيراني وعبثيته في منطقتنا العربية.

أخيرا، لا توجد مدينة في العالم تحتضن ملايين الحشود في مناسبة دينية عظيمة وتتلاقى بها قداسة الزمان والمكان، وفي الوقت نفسه تحتضن ثلاث قمم عالمية كبرى وفق آلية أمنية على مستوى عال من الاحترافية والتنظيم والإدارة العبقرية إلا مكة المكرمة، فحفظ الله مقدساتنا من شرور المتربصين بها، وأدام على بلادنا وقادتنا وشعبنا وبلاد المسلمين نعمة الأمن والأمان.

@albakry1814