خادم الحرمين مخاطبا مؤتمر وثيقة مكة: الدين شرع مطهر وليس رأيا يرتجل

الثلاثاء - 28 مايو 2019

Tue - 28 May 2019

أكد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز أن المملكة أدانت كافة أشكال التطرف والعنف والإرهاب، وواجهتها بالفكر والعزم والحسم، وأكدت براءة الإسلام منها، وطالبت بأن تسود قيم العدل المجتمعات الإنسانية كافة، وأخذت على عاتقها العمل على نشر السلام والتعايش بين الجميع، وأنشأت لذلك المراكز والمنصات الفكرية العالمية.

جاء ذلك في الكلمة التي ألقاها نيابة عن الملك، مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة خالد الفيصل أمس في افتتاح المؤتمر الدولي حول «قيم الوسطية والاعتدال في نصوص الكتاب والسنة»، وإعلان «وثيـقة مكة المكرمة» الذي تنظمه رابطة العالم الإسلامي، ونقل خلالها تحيات خادم الحرمين الشريفين راعي المؤتمر.

كلمة الملك

الحمد لله .. والصلاة والسلام على رسول الله

أصحاب السماحة .. والفضيلة .. والمعالي الحضور الكريم ..

أحييكم بتحية الإسلام، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

يسعدني أن أرحب بكم في أفياء أم القرى مكة المكرمة، وبركات هذا الشهر الفضيل .. حيث يجتمع شرف المكان والزمان، ولقد حالفكم التوفيق والسداد باختياركم « قيم الوسطية والاعتدال في نصوص الكتاب والسنة» موضوعا لمؤتمركم الموقر، تلك القيم التي قامت عليها المملكة، والتي لا تزال تؤكد سلامة هذا المنهج ودوره في حماية بلادنا العزيزة وتحقيق أمنها ورخائها ومنعتها في مواجهة كافة محاولات اختطاف المجتمع - يمينا أو يسارا - عن هذا الوسط العدل الذي جاء به ديننا الإسلامي الحنيف، والتأكيد على نقاء الشريعة الإسلامية من كل فكر دخيل عليها، إيمانا بأن الدين شرع مطهر وليس رأيا يرتجل، وأن كل رأي ليس معصوما في المطلق، مع تقديرنا للاجتهادات المسندة بالأدلة القاطعة لعلماء الأمة ومفكريها التي أثرت العلوم الإسلامية والإنسانية.

الحضور الكريم ..

ولقد أدانت المملكة كافة أشكال التطرف والعنف والإرهاب، وواجهتها بالفكر والعزم والحسم، وأكدت براءة الإسلام منها، وطالبت بأن تسود القيم العدل المجتمعات الإنسانية كافة، وأخذت على عاتقها العمل على نشر السلام والتعايش بين الجميع، وأنشأت لذلك المراكز والمنصات الفكرية العالمية.

وإننا في المملكة، وانطلاقا من التزامنا بهدي الشريعة في أفقها الوسطي المعتدل، ومن مسؤوليتنا الإسلامية عن قدسية القبلة الجامعة ومهوى أفئدة المسلمين، نجدد الدعوة إلى إيقاف خطاب العنصرية والكراهية أيا كان مصدره وذريعته، كما ندعو إلى الإصغاء لصوت الحكمة والعقل، وتفعيل مفاهيم التسامح والاعتدال، مع تعزيز ثقافة التوافق والتصالح، والعمل على المشتركات الإسلامية والإنسانية، فعالم اليوم أحوج ما يكون إلى القدوة الحسنة ـ التي نقدمها نحن المسلمون ـ والتي تعمل على نشر الخير للبشرية جمعاء، تحقيقا لرسالة ديننا حيث يقول الحق سبحانه: ( وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين). وفي سياق هذا المؤتمر نقدر الجهود التي تقوم بها رابطة العالم الإسلامي أداء لواجبها الكبير نحو رسالتها الإسلامية والإنسانية، سائلا المولى ـ جل وعلا ـ أن يكلل مؤتمركم بالتوفيق والنجاح، وأن يبارك مساعينا جميعا لما فيه صالح الإسلام والمسلمين والإنسانية جمعاء.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته»

نهج الوسطية

«يجب علينا الاعتراف بأن الاختلال نال من الأمرين، أمر نهج الأمة الوسط، بشيوع الانشقاقات بدواخلنا، وأمر التعارف بشيوع سوء العلاقة مع العالم وليس من المفيد اعتبار الأمر الثاني ناجما عن الأمرِ الأول أو العكس بمعنى أن المتغيرات بالدواخل، ليست بالضرورة ردود أفعال على متغيرات الخارج، كما أن متغيرات الخارج، ليست بالضرورة ردود أفعال على متغيرات الداخل. لقد حدث الأمران في الوقت نفسه تقريبا، وساد التنكر والإنكار من الطرفين، أو الأطراف المختصة، بحيث انصرف كل طرف إلى إلقاء المسؤولية على الطرف الآخر، والمطلوب لاستعادة نهج الأمة الوسط، هو الاستمرار بالتأهل والتأهيل لنشر البشرى إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم».

الدكتور عبداللطيف دريان - مفتي لبنان

هجمات مغرضة

« كلنا يعلم ما تتعرض له السعودية قيادة وشعبا بل والمنطقة بأسرها، من حملات إرهابية إجرامية وهجمات مغرضة شرسة على الصعيدين الداخلي والإقليمي وهذه الحملات الإرهابية - كما يعلم الجميع - تقف وراءها قوى شر متآمرة، ترفع راية الشر والدمار والإرهاب وتدعم تلك الجماعات الإرهابية بالمال والسلاح، لذلك فإن الوقوف إلى جانب الحق والخير والوسطية الذي ترفع رايته المملكة العربية السعودية إلى جانب مصر وكافة دول المنطقة التي لم تتورط في دعم الإرهاب لهو فرض عين وواجب على كل مسلم وهو أيضا واجب أخلاقي ومبدأ إنساني، تدعمه دول المجتمع الدولي بموجب المواثيق والعهود الدولية الداعمة والمؤيدة للخير والسلام».

الدكتور شوقي علام - مفتي الديار المصرية

لا إفراط ولا تفريط

«أعرب عن شكري للمملكة على تنظيم هذا المؤتمر، كما أن الأمة الوسط هي أمة بعيدة عن الإفراط والتفريط وتتميز بالاعتدال في المنهج وبعيدة كل البعد عن الإرهاب بكافة أشكاله وصوره، فهي أمة رحمة وعطاء وتضحية وليست أمة تنازع وتنافر، داعيا المجتمعات الإسلامية إلى التمسك بالكتاب والسنة في منهجها الوسطي المعتدل القائم على العدل والحق.

وختاما أعبر عن شكري لخادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين على كل ما يقدمانه في سبيل نصرة الأمة الإسلامية في جميع المجالات، ومنها مكافحة التطرف ومحاربة الإرهاب بجميع أشكاله وصوره».

الشيخ عبدالله بن بيه - رئيس مجلس الإفتاء الإماراتي

انحراف فكر

«إن المسلمين ابتلوا بمهددات ومخاطر من داخلهم بسبب الغلو والتطرف والميل عن سبيل الوسطية الذي خط سبيلهم طيلة القرون السالفة، ومكن لهم في الأرض بعد أن وقفت الأمم والشعوب والثقافات على السماحة واللين التي يتسم بها المسلمون أينما حلوا، ولقد أدخل الحيد عن سبيل الوسطية أوطان المسلمين على اختلافها في أتون الخلاف والاختلاف بل وفتح علينا باب العنف والإرهاب الذي عاث في أمننا واستقرارنا فسادا، بعد أن كانت أوطاننا مأوى للآمنين وملجأ للخائفين، ومضرب مثل للاستقرار والأمن والأمان. انحراف فكر بعض الجماعات عن منهج الوسطية والاعتدال يقف وراء حالة الفوضى والعنف التي تعصف بالعديد من البلدان والأوطان الإسلامية».

الدكتور يوسف العثيمين - الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي

مزاعم وشبهات

«إن الأطروحات حول قيم الوسطية والاعتدال كثرت لكنها كانت ولا تزال بحاجة إلى إبرازها ببيان علمي، يستعرض النصوص ويوضح دلالاتها، ويكشف أوهام أو تعمد اجتزائها، ويبين الأخطاء والمزاعم والشبهات في تأويلها أو التقول عليها.

تم حصر 800 مادة لجماعة إرهابية واحدة أرسلتها عبر مئات الآلاف من الرسائل تلقاها كل مستهدف بها عبر وسائل التواصل والاتصال، وهي مع ضعفها كما هو حال بنيان التطرف والإرهاب إلا أنها ستكون خطرة عندما تصادف عقولا غضة لا تملك سوى العاطفة الدينية المجردة عن الوعي في ظل فراغ ملموس في الاضطلاع بواجب التحصين المتكامل حول العالم في سنين مضت، وحاجة المجتمعات المسلمة في البلدان غير المسلمة لهذا أكثر من غيرها».

الدكتور محمد العيسى - الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي

الاعتدال والتيسير

«من خصائص هذا الدين أن يكون دينا وسطا بين الغلو والجفاء، دينا عدلا لا ظلم فيه ولا إجحاف، تتصف جميع أحكامه وتشريعاته بالاعتدال والتيسير بعيدا عن الغلو والعنت والمشقة والحرج.

الأمة التي تدين بهذا الدين حقا هي أمة وسط خيار ليس فيهم إفراط ولا تفريط . وتضافرت نصوص الكتاب والسنة على تقرير مبدأ الوسطية والاعتدال في هذا الدين الذي جاء لهداية البشرية جميعا، وأنه سيبقى دينا صالحا للتطبيق في حياة الناس إلى يوم القيامة، وأن الأمة التي تؤمن بهذا الدين تتصف بالوسطية والاعتدال من بين الأمم الأخرى، فإذا كان الصراط المستقيم غير صراط اليهود والنصارى، وكان صراطهم صراط غلو في الدين، دل ذلك على أن الصراط المستقيم الذي شرعه الله عز وجل صراط لا غلو فيه».

الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ - مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء

وحدة الصف

«إن المملكة تعمل على توحيد المسلمين ولم شملهم كما ترفع راية محاربة التطرف والإرهاب، وتعمل جاهدة لنشر القيم الإسلامية الصحيحة وقد كانت وما زالت وستبقى حاضنة للمسلمين وقبلتهم.

وعلى المسلمين في العالم الوقوف صفا واحدا مع المملكة ونبذ الخصومات والنزاعات وأسباب التفرق والتباغض. إن الجميع اليوم بحاجة لأن نتعاون معا يدا بيد وبشكل لا مثيل له في التاريخ، فالله تعالى يدعونا إلى الاتحاد في قرآنه الكريم ومن ناحية أخرى يجب على كل من يهاجم المملكة أن يعرف بأنها لن تكون وحيدة أبدا بل سيكون معها مليارات المسلمين الصادقين ونحن أولهم.

إن الإرهاب لا دين له، وإن الجميع يرفض بشدة كل الاتهامات الموجهة إلى الإسلام بالإرهاب».

رمضان أحمدوفيتش رئيس جمهورية الشيشان