من يحكي عن مكة؟!
الثلاثاء - 28 مايو 2019
Tue - 28 May 2019
هذه المدينة المقدسة التي تفتح أبوابها مشرعة طوال العام لقاصديها من أنحاء العالم، تعيش اليوم حالة خاصة مع موسم الخير في شهر رمضان المبارك.
فالشوق لا يسري فقط في مواقعها المقدسة من المشاعر والحرم المكي الشريف، بل في أحيائها وبيوتها وشوارعها أيضا وهي تحتضن الزوار والمعتمرين من كل فج، ومن جانب آخر تحتضن وفود أبناء الوطن القادمين للعمل والخدمة خلال الشهر الكريم.
ومع كل موسم يتبادر السؤال: من يحكي عن مكة؟!
من يحكي عن الشاب المكي الذي يعمل مراقبا أو مسعفا طبيا أو موظفا في أحد فنادق المنطقة المركزية أو رجل أمن في ساحة الحرم الشريف؟ كيف يصل إلى نقطة عمله كل يوم وسط الزحام والحركة المرورية؟ كيف يحصل على حصته اليومية من الغذاء والراحة وقضاء مستلزماته في خضم الموسم غير الاعتيادي؟ ما هي القصص التي يعيشها كل يوم مع المئات بل الآلاف من الزوار حوله؟ ما هو الأثر الذي تتركه هذه القصص والإلهامات فيه كإنسان قبل أن يكون مسؤولا عن عمله؟
كما هي العادة في كل موسم تنتشر مجموعة من الصور والمقاطع التي تحكي بطولات ومواقف إنسانية تحدث في جنبات الحرمين الشريفين والمناطق المحيطة. هذه الصور غيض من فيض ولا تتعدى كونها التقاطة عفوية بين الزحام، يظل أبطال هذه المواقف مجهولين، وتظل الجهود التي تبذل لإخراج المواسم بكل نجاح مجهولة!
بلا شك، هناك كثير من العمل يجري في الكواليس، لجان مشتركة وميزانيات ضخمة وجهود مبذولة في أروقة الأجهزة والإدارات المعنية، ولكن أين كل ذلك من أعين ومسامع الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي ومنافذ عرض المحتوى؟!
من يحكي عن أعداد العاملين في جنبات الحرم وما حولها من ساحات ومداخل ومواقف للسيارات؟ كم عدد الأجهزة الحكومية والإدارية التي تتكاتف جهودها لإدارة هذه الحشود؟ كيف تطورت المعدات والأجهزة والآليات المستخدمة في ميادين العمل وفي وحدات المتابعة والمراقبة؟
من ينقل ما تراه مكة، ويسجل ما تسمعه جنباتها ويوثق ما يحدث فيها من مشاهد ومواقف وتفاصيل تخاطب الأرواح قبل الأجساد ويكون عنها الناقل الأمين؟ من يحصي عدد الابتسامات المتمردة على التعب والأيادي الممدودة بالخير والنوايا الطيبة في القلوب؟
مع الأسف لا توجد منصات متخصصة تقتنص وتحكي عن القصص التي تستحق أن تروى وفي المقابل أيضا الدروس التي نتعلمها من كل موسم.
لا شيء مثل ما يحدث في مكة يستحق الاحتفاء والتقديم والتشرف بإيصاله إلى العالم أجمع، لا شيء يحكي عن رسالة السلام والمحبة التي يحتاجها العالم اليوم مثل القصص التي تحدث كل يوم في مكة، لا شيء أبلغ ردا على الأصوات المشككة في بوصلة القيم لدى هذه البلاد وقيادتها مثلما يبذل من جهود وميزانيات لإدارة وإنجاح موسم مثل رمضان في مكة المكرمة.
ما يحدث في مكة هو الإلهام الذي يستحق أن يتنافس حوله صناع المحتوى والكتاب وقنوات البرامج الوثائقية لصناعة ذائقة عالمية من الجمال والعظمة، فالكل في مكة جنود والكل يجب أن يكون معروفا. ما يحدث في مكة لا يجب أن يظل حبيسا فيها، ما ظهر منها حتى الآن جميل ولكن ما خفي هو حتما أجمل.
فالشوق لا يسري فقط في مواقعها المقدسة من المشاعر والحرم المكي الشريف، بل في أحيائها وبيوتها وشوارعها أيضا وهي تحتضن الزوار والمعتمرين من كل فج، ومن جانب آخر تحتضن وفود أبناء الوطن القادمين للعمل والخدمة خلال الشهر الكريم.
ومع كل موسم يتبادر السؤال: من يحكي عن مكة؟!
من يحكي عن الشاب المكي الذي يعمل مراقبا أو مسعفا طبيا أو موظفا في أحد فنادق المنطقة المركزية أو رجل أمن في ساحة الحرم الشريف؟ كيف يصل إلى نقطة عمله كل يوم وسط الزحام والحركة المرورية؟ كيف يحصل على حصته اليومية من الغذاء والراحة وقضاء مستلزماته في خضم الموسم غير الاعتيادي؟ ما هي القصص التي يعيشها كل يوم مع المئات بل الآلاف من الزوار حوله؟ ما هو الأثر الذي تتركه هذه القصص والإلهامات فيه كإنسان قبل أن يكون مسؤولا عن عمله؟
كما هي العادة في كل موسم تنتشر مجموعة من الصور والمقاطع التي تحكي بطولات ومواقف إنسانية تحدث في جنبات الحرمين الشريفين والمناطق المحيطة. هذه الصور غيض من فيض ولا تتعدى كونها التقاطة عفوية بين الزحام، يظل أبطال هذه المواقف مجهولين، وتظل الجهود التي تبذل لإخراج المواسم بكل نجاح مجهولة!
بلا شك، هناك كثير من العمل يجري في الكواليس، لجان مشتركة وميزانيات ضخمة وجهود مبذولة في أروقة الأجهزة والإدارات المعنية، ولكن أين كل ذلك من أعين ومسامع الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي ومنافذ عرض المحتوى؟!
من يحكي عن أعداد العاملين في جنبات الحرم وما حولها من ساحات ومداخل ومواقف للسيارات؟ كم عدد الأجهزة الحكومية والإدارية التي تتكاتف جهودها لإدارة هذه الحشود؟ كيف تطورت المعدات والأجهزة والآليات المستخدمة في ميادين العمل وفي وحدات المتابعة والمراقبة؟
من ينقل ما تراه مكة، ويسجل ما تسمعه جنباتها ويوثق ما يحدث فيها من مشاهد ومواقف وتفاصيل تخاطب الأرواح قبل الأجساد ويكون عنها الناقل الأمين؟ من يحصي عدد الابتسامات المتمردة على التعب والأيادي الممدودة بالخير والنوايا الطيبة في القلوب؟
مع الأسف لا توجد منصات متخصصة تقتنص وتحكي عن القصص التي تستحق أن تروى وفي المقابل أيضا الدروس التي نتعلمها من كل موسم.
لا شيء مثل ما يحدث في مكة يستحق الاحتفاء والتقديم والتشرف بإيصاله إلى العالم أجمع، لا شيء يحكي عن رسالة السلام والمحبة التي يحتاجها العالم اليوم مثل القصص التي تحدث كل يوم في مكة، لا شيء أبلغ ردا على الأصوات المشككة في بوصلة القيم لدى هذه البلاد وقيادتها مثلما يبذل من جهود وميزانيات لإدارة وإنجاح موسم مثل رمضان في مكة المكرمة.
ما يحدث في مكة هو الإلهام الذي يستحق أن يتنافس حوله صناع المحتوى والكتاب وقنوات البرامج الوثائقية لصناعة ذائقة عالمية من الجمال والعظمة، فالكل في مكة جنود والكل يجب أن يكون معروفا. ما يحدث في مكة لا يجب أن يظل حبيسا فيها، ما ظهر منها حتى الآن جميل ولكن ما خفي هو حتما أجمل.