لماذا تصاعدت عمليات الانقلابيين في رمضان؟

لماذا تزايد تصعيد الانقلابيين في رمضان؟ وكيف سيكون السيناريو المقبل؟ المملكة تتصدى لكل التهديدات الخارجية بأحدث منظومة باتريوت في العالم تورط علني إيراني.. ومجلس الأمن يملك أدلة دامغة على أيدي طهران الآثمة المنزلاوي: على المجتمع الدولي تبني موقف موحد للنأي بالمدنيين عن النزاعات التحالف توعدهم بدفع الثمن باهظا نظير استهداف المدنيين وتجاوز الأعراف الدولية
لماذا تزايد تصعيد الانقلابيين في رمضان؟ وكيف سيكون السيناريو المقبل؟ المملكة تتصدى لكل التهديدات الخارجية بأحدث منظومة باتريوت في العالم تورط علني إيراني.. ومجلس الأمن يملك أدلة دامغة على أيدي طهران الآثمة المنزلاوي: على المجتمع الدولي تبني موقف موحد للنأي بالمدنيين عن النزاعات التحالف توعدهم بدفع الثمن باهظا نظير استهداف المدنيين وتجاوز الأعراف الدولية

الاثنين - 27 مايو 2019

Mon - 27 May 2019

بات واضحا أن الجنون الحوثي سيقودهم إلى «الانتحار» بعد تكرار تصرفاتهم الإجرامية واستهدافهم للأعيان المدنية السعودية للمرة الرابعة خلال شهر رمضان المبارك، في تجاوز سافر لكل القوانين والأعراف الدولية، وانتهاك غير مسبوق لمواثيق الأمم المتحدة.

وإذا كان التحالف العربي لدعم الشرعية توعدهم بدفع الثمن باهظا على تصرفاتهم الإرهابية، فإن التصعيد الأخير دليل واضح على تضييق الخناق عليهم في صنعاء وبعض المحافظات اليمنية التي يسيطرون عليها، بعد ضربات موجعة أصابتهم في مقتل، وجعلتهم يحاولون إبعاد أنظار الجميع إلى مكان آخر.

ورغم أن الطائرات المسيرة المهربة من إيران لم تحقق أي هدف على الأرض، وأن قوات الدفاع الجوي السعودي تصدت لها جميعا، وأفشلت مخطط نظام الملالي الإيراني ووكيله الإرهابي المحلي الممثل في الميليشيات الحوثية الإرهابية، فإن الرد السعودي قد يعجل بنهايتهم، ويزيد من أوجاعهم.

لكن السؤال الذي يطرح نفسه: لماذا تزايد التصعيد الحوثي في شهر رمضان المبارك؟ وكيف سيكون السيناريو المقبل؟

4 اعتداءات مجنونة

لم تكن محاولات الميليشيات الإرهابية باستهداف مطار الملك عبدالله في جازان أمس الأول، واعتراض وإسقاط طائرة مسيرة تحمل متفجرات أطلقتها الميليشيات الحوثية نحو المطار هي الأولى من نوعها، بل سبقتها حوادث إرهابية مماثلة خلال شهر رمضان المبارك، وباتت «الأداة الإجرامية الإرهابية الحوثية، تستهدف المنشآت المدنية والأعيان المدنية» وفقا للمتحدث الرسمي للتحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن الفريق ركن العميد تركي المالكي، الذي أكد على «حقنا المشروع في الدفاع عن بلدنا» وأن «الحوثيين الإرهابيين سيدفعون الثمن باهظا».

وفي نهاية الأسبوع الماضي.. حاولت الميليشيات الإرهابية استهداف أحد المرافق الحيوية في مدينة نجران، الذي يستخدمه المدنيون من مواطنين ومقيمين بطائرة بدون طيار تحمل متفجرات، وقبلها بأيام قليلة أعلن التحالف العربي لدعم الشرعية عن إسقاط صاروخين باليستيين في الطائف وجدة، كانا يستهدفان مكة المكرمة.

ووفقا لتأكيدات المتحدث باسم قوات التحالف الفريق ركن تركي المالكي فإن الحوثيين «يواصلون تنفيذ الأعمال الإرهابية التي تمثل تهديدا حقيقيا للأمن الإقليمي والدولي، من خلال استهدافهم للأعيان المدنية والمرافق المدنية، وكذلك للمدنيين من مواطنين ومقيمين من جميع الجنسيات».

وقبل أسبوعين تقريبا.. حاول الانقلابيون استهداف محطتي ضخ لخط الأنابيب لنقل النفط السعودي بطائرات «درون» من دون طيار مفخخة، مما أثار حالة من الغضب نحو تزايد مسلسل تزويد إيران لهذه الميليشيات بالطائرات المسيرة والأسلحة والصواريخ المتطورة، وتكرار الحوادث المجنونة التي تستوجب ردا عنيفا.

التصعيد في رمضان

رغم تعهد الحوثيين في نوفمبر 2018 بوقف جميع العمليات العسكرية وفقا لاتفاقية السويد، إلا أن التصعيد تزايد في رمضان، في محاولة لاستفزاز المسلمين، وفي تأكيد على أنهم يعملون مع «حزب الشيطان» على رفض كل الحلول السياسية وإفشال جهود المبعوثين الأمميين، وأنهم انقلبوا على نتائج المفاوضات التي جرت في أكثر من عاصمة، ورغم طردهم من أغلب مناطق البلاد، إلا أنهم لا يزالون متشبثين بمشروعهم الظلامي الذي يخدم شعاراتهم العقائدية ويقوم على «ولاية الفقيه»، واختاروا أن يكون خنجرا عنصريا مسموما في المنطقة.

هناك تفسير آخر للتصعيد الأخير وهو محاولتهم المستميتة التأكيد على أنهم ما زالوا على قيد الحياة، بعد الضربات المتتالية التي وجهت لهم في صنعاء وضواحيها والضالع والحديدة وعدد من الجبهات اليمنية، ردا على تصرفاتهم الإجرامية.

السيناريو المحتمل

توجيه ضربات نوعية للميليشيات الانقلابية تستهدف أماكن إطلاق الصواريخ الباليستية والطائرات بدون طيار، بات خيارا لا تراجع عنه، حيث ينتظر أن يكثف التحالف العربي غاراته الجوية لتكبيدهم خسائر كبيرة، حتى يدفعوا الثمن باهظا، بالتواكب مع تواصل الانتصارات في عدد من الجبهات حتى يتم الإطاحة بهذه الميليشيات الإجرامية المسلحة وإنهاء مغامرتهم التي كلفت اليمن والمنطقة الكثير.

وقد أعلن التحالف العربي في أبريل الماضي، أنه دمر كهفا في صنعاء تستخدمه ميليشيات الحوثي لتخزين الطائرات بدون طيار «درون» بغرض تنفيذ العمليات الإرهابية، وأكد في يناير أن الحوثيين حصلوا على طائرات بدون طيار من النظام الإيراني، وعرض التحالف صورا لـ»درون» من نوع «أبابيل تي»، ويدعوها الحوثيون «قاصف».

وجاء ذلك عقب هجوم نفذه الحوثيون بطائرة إيرانية مسيرة على عرض عسكري في قاعدة العند الجوية بلحج، ما أدى لمقتل رئيس الاستخبارات العسكرية اليمنية اللواء محمد صالح طماح و6 جنود.

وفي مارس 2018، عرض المتحدث باسم التحالف، العقيد الركن تركي المالكي، خلال مؤتمر صحافي بقايا صاروخ إيراني الصنع من طراز «قيام»، وصاروخ آخر تم ضبطه من طراز «صياد».

وأكد تقرير للجنة خبراء الأمم المتحدة في اليمن أن الطائرة «قاصف1» تم تجميعها من مكونات مصدرها خارجي وتم شحنها إلى اليمن، وأنها متطابقة وفقا للتقرير في التصميم والأبعاد والقدرة مع (أبابيلT)، والتي تصنعها شركة صناعة الطائرات الإيرانية»، حيث تؤكد المصادر أن استخدام الحوثيين للطائرات المسيرة أتى بعد تدمير ترسانة الصواريخ الباليستية الإيرانية.

موقف دولي

وبالتوازي مع الجهود العسكرية لدحر الميليشيات الحوثية الإرهابية، دعت المملكة قبل أيام المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته باتخاذ موقف حازم مع ميليشيات الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران، على استهدافها المناطق الحيوية المأهولة بالسكان عبر الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة على مدن المملكة، الذي يعد انتهاكا صارخا للقانون الدولي والإنساني ولقرارات مجلس الأمن ذات الصلة.

وفي كلمته بمجلس الأمن الدولي في جلسة حول «بند حماية المدنيين في النزاع المسلح»، قال القائم بأعمال وفد المملكة الدائم لدى الأمم المتحدة بالإنابة المستشار الدكتور خالد منزلاوي: إنه «من منطلق أن هذا العام يصادف الذكرى الـ20 لاعتماد مجلس الأمن قراره الـ1265 «حماية المدنيين في النزاع المسلح» فإن المملكة تحرص بشكل مستمر على حث المجتمع الدولي لتبني توجه موحد وشامل لحماية المدنيين والنأي بهم عن النزاعات المسلحة».

وأضاف «إن ما يشهده العالم من صراعات متتالية ومستمرة ليس من شأنه إلا أن يزج بالمدنيين والأبرياء في المآسي والآلام، لذا تدعو بلادي في هذا الشأن إلى تفعيل قرارات المجلس ذات الصلة التي يجب أن تكون رادعا للإرهابيين على القانون الدولي والإنساني».

تورط علني إيراني

اصطحبت السفيرة الأمريكية السابقة لدى الأمم المتحدة، نيكي هيلي 12 سفيرا أجنبيا من مجلس الأمن في جولة في يناير 2018، للاطلاع بأنفسهم على الأدلة التي تثبت تسليح إيران للحوثيين في اليمن، وأوضحت أن أعضاء مجلس الأمن دعوا إلى واشنطن لاطلاعهم شخصيا على أدلة مباشرة «تابعة لبرنامج الأسلحة غير المشروعة لوزارة الدفاع الإيرانية».

وشاهد الحضور في قاعدة عسكرية على مشارف واشنطن بقايا صاروخ إيراني أطلق من اليمن نحو السعودية في 4 نوفمبر 2017.

وقالت وكالة «فارس» المقربة من الحرس الثوري إن الصاروخ الباليستي الذي أطلق على معسكر بمنطقة عسير، في أكتوبر 2016 كان من نوع زلزال 3 وهو إيراني الصنع، وكانت الميليشيات الحوثية قد أطلقته في مرات سابقة على مراكز سعودية.

أحدث منظومة باتريوت

وبعيدا عن صواريخ الغدر والخيانة التي يطلقها الحوثيون نيابة عن مرشدهم الأعلى علي خامنئي في طهران، تبقى السعودية آمنة بعناية إلهية كبيرة، تترجمها منظومة دفاعية متطورة، وقوات جوية ساهرة، حيث تمتلك أحدث منظومة «باتريوت» في العالم، والتي تنتشر بطارياتها على امتداد البلاد، وفقا لأولوية التهديدات الخارجية المحتملة، حيث تعد الأولى في المنطقة.

وأثبتت المنظومة نجاحها الكبير بالتصدي لـ227 صاروخا باليستيا وعددا كبيرا من الطائرات المسيرة المتفجرة التي أطلقتها الميليشيات الحوثية الإرهابية، حيث شهدت السنوات الأربع الماضية منذ بدء الحرب باليمن في مارس 2015، تصديا ناجحا لجميع الصواريخ.

وتملك السعودية منظومة عملاقة للدفاعات الجوية «الباتريوت»، على الحدود مع اليمن، لمنع اختراق أي صاروخ أجواء البلاد، بمشاركة خبراء متخصصين يساعدون في رصد تلك الصواريخ، أو الطائرات المسيرة.