عبدالله العولقي

قمة مكة.. يدا بيد نحو المستقبل

الثلاثاء - 21 مايو 2019

Tue - 21 May 2019

يدا بيد نحو المستقبل، هكذا هو شعار قمة مكة التاريخية التي دعا إليها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، في 26 رمضان الحالي، وقد رحبت حكومات الدول العربية والإسلامية بهذه القمة الطارئة، نتيجة للظروف الصعبة التي تمر بها المنطقة من توتر سياسي واقتصادي تسببت به طهران وسياساتها الفوضوية بين الدول الإسلامية، وتهدف قمة مكة إلى بلورة موقف موحد تجاه القضايا والأحداث الجارية في العالم الإسلامي.

لا شك أن إشكالية إيران وما تقترفه في المنطقة من تصدير للثورات العبثية بين الدول العربية والإسلامية سيكون محورا أساسيا للحوار في قمة مكة التاريخية، فالمملكة تسعى عبر دبلوماسيتها الحكيمة إلى عزل طهران فعليا عن الدول الإسلامية والعربية، كما تهدف إلى تحجيم طهران على أرض الواقع، بل وتجريدها من عملقتها الفارغة وتعريتها أمام المنخدعين بمشروعها البالوني الذي تسعى من خلاله إلى إقامة إمبراطورية إيران الكبرى عبر السيطرة على ثروات وجغرافيا البلدان الإسلامية والعربية.

ونظرا لأهمية دعوة خادم الحرمين لهذه القمة الاستثنائية، حظيت باهتمام بالغ في منصات الإعلام عامة، وليس عجيبا على بعض الإعلام المتواطئ مع المشروع الإيراني أن يستنكر قيمة هذه القمة التاريخية، فإعلان قمة مكة قد تداولته أغلب وسائل الإعلام حول العالم، بينما نجد قناة الجزيرة مثلا منشغلة بتغطية قضايا ثانوية في أطراف أمريكا الجنوبية، ولا غرو في ذلك طالما أن سياسة الدوحة العبثية لا تتلاءم مع فكرة ومعنى المصير المشترك لمستقبل الدول العربية والإسلامية، فلطالما أساءت للدول الخليجية والعربية، وأججت التطرف في المنطقة، وآن لها أن تدرك من خلال إجماع الدول الإسلامية أنها دولة غير طبيعية في المنطقة، ولن يسمح لها أبدا بالاستمرار في مسلسلها العبثي بين دول الجوار.

إن أجندة القمة كضرورة زمنية لا بد أن تسعى إلى مناقشة اعتداءات الحوثي الأخيرة على محطتي الضخ النفطيتين بالمملكة وتداعيات الهجوم الآثم على السفن التجارية قبالة السواحل الإماراتية، ولا سيما أن تلك الأعمال التخريبية مرتبطة بطهران التي لا تزال تصر على تصعيد موقفها السياسي في المنطقة عبر تهديداتها البالونية بإغلاق مضيق هرمز الاستراتيجي الذي يتحكم في خمس تنقلات البترول العالمية، وعلى الرغم من التجهيزات العسكرية الأمريكية في الخليج العربي إلا أن طهران تتجه نحو الفتنة كصيغة لا تفهم إلا بمعنى الانتحار السياسي.

وأخيرا، إن قدر المملكة أن تكون القلب النابض للأمتين العربية والإسلامية، ومن هنا انطلقت الرياض من منطلق واجباتها الإسلامية والعروبية إلى نهج التصدي لمواجهة المشروع الإيراني وأذرعه المتواطئة معه في المنطقة، فالسياسة الحكيمة والمعتدلة التي تنتهجها الرياض تترسخ على توحيد الصف الإسلامي أمام الشرق والغرب، وإضفاء سمة الوحدة الإسلامية في مواجهة التحديات التي تعصف بالمنطقة، ولا شك أن اختيار مكة المكرمة كمقر لهذا الاجتماع التاريخي وفي رمضان المبارك له دلالة بالغة في الرمزية الدينية وقداسة الزمان والمكان لهذا الاجتماع التاريخي.

@albakry1814