واشنطن تتربص بطهران في 5 جبهات
لجنة الأمن الداخلي تقدم تحليلا لتفكيك شبكة الإرهاب لطهران ووكلائها
لجنة الأمن الداخلي تقدم تحليلا لتفكيك شبكة الإرهاب لطهران ووكلائها
الاثنين - 20 مايو 2019
Mon - 20 May 2019
مع تصاعد العمليات الإرهابية لإيران ووكلائها بالمنطقة، دعت لجنة الأمن الداخلي التابعة لمجلس النواب الأمريكي إدارة الرئيس دونالد ترمب إلى تبني استراتيجية أكثر شمولا وتكاملا لمواجهة الخطر الإيراني، بالتنسيق مع الشركاء الرئيسيين في الشرق الأوسط.
وشددت على ضرورة مواجهة إيران على 5 جبهات رئيسة، مشيرة إلى أنه «في الوقت الحالي، تخاطر الولايات المتحدة بتكثيف العمليات العسكرية بطريقة يمكن أن تسهم في تفتيت نظام الدولة في الشرق الأوسط وفتح المجال أمام النهوض المستمر للجهات الفاعلة غير الحكومية، وبدون استراتيجية إقليمية أوسع تربط النهج العسكري بالجهود الدبلوماسية في حل النزاعات، فإن التحولات التكتيكية والتشغيلية في السياسة العسكرية الأمريكية في الشرق الأوسط يمكن أن تجعل المنطقة أكثر استقرارا».
زراعة الإرهاب الخارجي
حددت وزارة الخارجية الأمريكية قوة القدس بأنها «الآلية الرئيسة للنظام لزراعة الإرهابيين ودعمهم في الخارج»، لكن كل هذه المنظمات عملت على توسيع نفوذ إيران في المنطقة.
وينصب تركيز إيران الاستراتيجي الأساس على بيئتها المباشرة في الشرق الأوسط والبلدان المجاورة مثل أفغانستان، ورغم أن جهودها مستمرة منذ عقود، إلا أن نفوذ إيران ومداها توسعا بعد أن أزالت الولايات المتحدة اثنين من أعداء إيران الرئيسين، طالبان في أفغانستان وصدام حسين في العراق.
انتهت حرب العراق 2003 من سياسة الولايات المتحدة المتمثلة في الاحتواء المزدوج لإيران والعراق، ومكنت من ظهور نفوذ تاريخي على إيران، ومنذ ذلك الحين، كثفت إيران جهودها لتشكيل البيئة الإقليمية باستراتيجية متعددة الأوجه لدعم القوى السياسية المتعاطفة مع إيران في خمس دول رئيسة:
أفغانستان
في السنوات الأخيرة، قدمت إيران دعما سريا، بما في ذلك الأموال والأسلحة والتدريب، للمتمردين المعارضين للحكومة الأفغانية، وجند الأفغان للخدمة في الميليشيات الشيعية التي تقاتل حاليا في الحرب الأهلية في سوريا.
استفاد الحرس الثوري الإيراني ماليا من تجارة المخدرات غير المشروعة التي تتدفق من أفغانستان، أكبر منتج للأفيون في العالم، ويقول أعضاء البرلمان ومسؤولو الأمن الأفغان إن عناصر المخابرات الإيرانية يرشون المسؤولين الحكوميين، ويقدمون زيارات إلى إيران لتلقي الرعاية الطبية وممارسة الأعمال التجارية، ومع تصعيد أمريكا وجودها العسكري في أفغانستان، زادت إيران من جهودها لتقويض ومحاربة الحكومة الأفغانية سرا.
العراق
يظل العراق مركز ثقل رئيسا لمشاركة إيران في الشرق الأوسط الكبير، وخلال أكثر من 15 عاما منذ غزو 2003، انخرطت إيران في جهد متعدد الأوجه لتشكيل مستقبل العراق والتأثير عليه. وأقامت إيران علاقات سياسية قوية مع شخصيات رئيسة في جميع مستويات الحكومة العراقية، كما قدمت التمويل والأسلحة للميليشيات العاملة بالتنسيق مع قوات الأمن العراقية. بالإضافة إلى المشاركة السياسية والأمنية، قامت إيران بتمويل وسائل الإعلام والحملات داخل العراق التي تصور إيران في صورة إيجابية. وزادت إيران من استثماراتها في الجهود المبذولة لتعميق الروابط الاقتصادية والثقافية والدينية مع العراق.
سوريا
تعمقت العلاقات الثنائية بين البلدين في السنوات السبع منذ بدء الحرب الأهلية في سوريا، وكان لتدخل إيران دور حيوي في دعم نظام بشار الأسد بالتمويل والأسلحة والقوات والميليشيات غير النظامية ودعم الدعاية، واستخدمت إيران أراضي سوريا لإنشاء قواعد عسكرية تهدد المصالح الأمريكية وحلفاءها.
اليمن
دعمت إيران الميليشيات الحوثية الإرهابية التي تقاتل الحكومة المعترف بها دوليا، وجعل موقع اليمن الجغرافي على طول مضيق باب المندب جنوب شرق البحر الأحمر نقطة تحول حيوية للتجارة العالمية بين القرن الأفريقي والشرق الأوسط، ويؤدي هذا الموقع إلى قناة السويس والبحر الأبيض المتوسط جنوب أوروبا.
في يناير 2018، أخطأت لجنة خبراء تابعة للأمم المتحدة في إيران لانتهاكها حظر الأسلحة المفروض على اليمن بعدم قيامها بذلك منع الصواريخ الإيرانية الصنع من الوقوع في أيدي الحوثيين. تم إطلاق عدد من هذه الصواريخ من اليمن على الأراضي السعودية في الأشهر الأخيرة.
لبنان
علاقات إيران عميقة مع الطائفة الشيعية في لبنان، وخاصة حزب الله، وقد دعمت الحزب منذ إنشائه 1982 واستخدمته لدفع أجندته الإقليمية وتحدي خصومه، وقدمت إيران التمويل والأسلحة لحزب الله على مدار عقود، وفي السنوات الأخيرة، قدمت صواريخ متطورة بشكل متزايد.
تقدم الانتخابات المقبلة في لبنان فرصة أخرى لاختبار مدى نفوذ حزب الله ونفوذه داخل النظام السياسي اللبناني، رغم أن معظم المراقبين يتوقعون أن يحافظ على نفوذه القوي.
تفكيك الإرهاب على 5 جبهات
- إنفاذ وتنفيذ حظر الأسلحة الذي يهدف إلى الحد من تدفق الأسلحة إلى النزاعات مثل اليمن وسوريا
- تعزيز الجهود المشتركة للدفاع ضد الهجمات الالكترونية التي ترعاها إيران وشركاؤها
- تطوير قدر أكبر من التنسيق بشأن التشغيل البيني للدفاع الصاروخي في الشرق الأوسط
- تكثيف الجهود لتبادل المعلومات ومنع تهريب الأسلحة غير المشروع في العمليات البحرية
3 منظمات إرهابية تنشر النفوذ
1 فيلق القدس
2 الحرس الثوري الإيراني
3 حزب الله اللبناني
شهادة البرلمان الأمريكي
في شهادة أمام لجنة الأمن الداخلي التابعة لمجلس النواب والمعنية بمكافحة الإرهاب والاستخبارات بشأن رعاة الدولة للإرهاب، ودراسة لشبكة الإرهاب العالمية في إيران من مركز التقدم الأمريكي، واعتمدت الشهادة على ثلاث نقاط رئيسة:
1 تقييم دور إيران في البيئة الاستراتيجية للشرق الأوسط وجنوب آسيا.
2 تحليل الدور الذي يلعبه حزب الله في الشرق الأوسط في جهود إيران لإظهار القوة والنفوذ.
3 توصيات للمرحلة التالية من سياسة الولايات المتحدة لمواجهة التحديات التي تطرحها.
دور إيران في المشهد الاستراتيجي
يظل الشرق الأوسط في صراع مستمر منذ عقود من أجل السلطة والنفوذ بين الدول الرئيسة في المنطقة، وساهمت هذه المنافسة بين الدول في إضعاف نظام الدولة القومية، وأصبحت دول مثل العراق وسوريا واليمن ساحات لهذه المنافسة، حيث انهارت السلطات الحاكمة في صراعات داخلية على السلطة والشرعية.
سهل انهيار هياكل الدولة نمو القوة والتأثير في مجموعة واسعة من الشبكات الإرهابية غير الحكومية ذات النطاق الإقليمي، وظهرت منظمات إرهابية شبه حكومية مثل حزب الله في لبنان وداعش في سوريا والعراق، كأطراف فاعلة مهمة في هذه البيئة.
واستغلت هذه الجماعات الفوضى الناجمة عن الصراع الطائفي والحرب الأهلية لتعميق جذورها في خطوط الصدع في المجتمعات المنقسمة، وعملت بعض هذه المجموعات، بما في ذلك حزب الله، بالتنسيق مع جهات فاعلة من الدولة مثل إيران لإظهار القوة وتشكيل الأحداث في بلدان أخرى.
فمنذ نحو 40 عاما وبالتحديد مع قيام الثورة الإسلامية في 1979، عملت إيران على تطوير شبكة عالمية واسعة النطاق من المنظمات الإرهابية والشبكات الإجرامية والشركاء السياسيين والوكلاء الذين يمتدون من أفغانستان إلى غرب أفريقيا وأمريكا اللاتينية، وانخرطت هذه الشبكة في الإرهاب ودعمت الميليشيات وأثارت عدم الاستقرار.
ومولت إيران جماعات مسلحة تحت سلطة الدولة، واستخدمت الرمزية الدينية والنداءات الطائفية في الاتصالات العامة، بهدف تشكيل تصورات شعبية في جميع أنحاء المنطقة سعيا لتحدي الشرعية السياسية للبلدان المجاورة.
دور حزب الله في دعم إيران
تأسس حزب الله بدعم من إيران في أوائل الثمانينيات، وعلى مر السنين، استكمل حزب الله الدعم بتدفقات إضافية من العائدات من المؤسسات التجارية والشبكات الخيرية ذات النطاق العالمي.
ففي سنواته الأولى، تورط في مجموعة من الهجمات الإرهابية وأعمال العنف، بما في ذلك تفجيرات 1983 في السفارة الأمريكية والثكنات البحرية في لبنان. منذ ذلك الحين، تطور الحزب ليصبح أقوى قوة سياسية في حكومة الائتلاف المنقسمة بعمق في لبنان. كما استثمرت في شبكة دعم اجتماعي واقتصادي عميقة داخل البلاد.
وفي السنوات الأخيرة، وسع حزب الله منطقة عملياته عبر الشرق الأوسط بالتعاون مع إيران. كمنظمة عربية، استطاع أن يردد أيديولوجية إيران بمصداقية أوسع بين الجماهير العربية، أصبح منخرطا بشكل متزايد في الحروب الأهلية في البلدان المجاورة وفي معارك بالوكالة في ثلاث ساحات رئيسة:
الساحة السورية
لعب حزب الله دورا محوريا في قتال المعارضين لنظام الأسد ومنع انتشار داعش من سوريا إلى لبنان. من2011 إلى 2013، لعب حزب الله دورا محدودا في الحرب الأهلية في سوريا، حيث أرسل بعض القوات لتعزيز أمن نظام الأسد والدفاع عن المواقع الدينية التي يحترمها المسلمون الشيعة. في 2013، عزز حزب الله إلى حد كبير مشاركته العسكرية المباشرة، وعمل عن كثب مع إيران والميليشيات الشيعية لقلب تيار الصراع في سوريا. ولعب حزب الله دورا بارزا في المعارك الرئيسة داخل سوريا، بما في ذلك القصير في 2013، والزبداني في 2015، وتدمر في 2016.
ساحة العراق
انخرط حزب الله داخل العراق منذ حرب العراق 2003، حيث لعب دورا استشاريا وتنسيقيا مع الميليشيات الشيعية المدعومة من إيران. حفز صعود داعش واستيلاؤها على الموصل 2014 حزب الله على تكثيف مشاركته داخل العراق مع التركيز على التهديد الذي تشكله الدولة الإسلامية.
التورط باليمن
ظهرت أدلة على أن حزب الله قدم تدريبات ودعما سريا لمساعدة الحوثيين في قتال الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا والتحالف العسكري بقيادة السعودية، تلقى المقاتلون الحوثيون تدريبات في معسكرات حزب الله في لبنان، وتمت معالجة ضحايا الحوثيين في حرب اليمن وحتى دفنهم في لبنان.
إلى جانب توسيع وتعميق مشاركته في الشرق الأوسط، حافظ حزب الله على شبكته العالمية لتمويل عملياته وموقعه نفسه للقيام بهجمات إرهابية محتملة، ولا يبدو أن تنفيذ الهجمات على الوطن الأمريكي يمثل أولوية قصوى بالنسبة لحزب الله، خاصة في السنوات الأخيرة حيث تهيمن الشكوك في الشرق الأوسط على تركيز الحركة.
ويواصل حزب الله تطوير شبكة لتمويل عملياته الإجمالية والتحضير لحالات الطوارئ المحتملة التي قد تنطوي على هجمات في المستقبل على أهداف أمريكية، قام الأفراد والمنظمات المرتبطة بحزب الله بتحويل الأموال من المنظمات الخيرية التي تجمع الأموال في الولايات المتحدة إلى قادة في لبنان، بالإضافة إلى ذلك، كشف المسؤولون الأمريكيون عن أدلة على عمليات غسل الأموال والتهريب والاتجار بالمخدرات وتزوير المخدرات المرتبطة بحزب الله في نصف الكرة الغربي، بما في ذلك في الولايات المتحدة.
لم يهاجم حزب الله مباشرة الولايات المتحدة، لكن هناك بعض الأدلة على الجهود المبذولة لوضع خلايا نائمة لتطوير القدرات التشغيلية في أمريكا، وفي يونيو 2017، تم اعتقال شخص في نيويورك ووجهت إليه تهمة غلاف مطار جون كينيدي لهجوم محتمل من حزب الله.
كيف تواجه أمريكا إيران؟
إن الاستراتيجية الإيرانية لإبراز القوة والنفوذ في الشرق الأوسط وما وراءه تحفزها مجموعة متنوعة من العوامل أيديولوجيتها ونظرتها للعالم، وتصوراتها للتهديدات والفرص، ومناقشاتها السياسية الداخلية، ودعمها لشبكات الإرهاب مع الإقليمية والامتداد العالمي مثل حزب الله هو أحد المكونات المهمة لاستراتيجية متعددة الطبقات تشتمل على عناصر عسكرية ودبلوماسية وسياسية واقتصادية وأيديولوجية.
من أجل مواجهة التحديات التي تفرضها إيران، تحتاج الولايات المتحدة إلى استراتيجية متعددة الجوانب على عدة جبهات لسنوات لمواجهة التهديدات الإرهابية، حيث كانت سياسة أمريكا ناقصة في العديد من الإدارات في وضع استراتيجية واضحة ومتكاملة تؤثر على البيئة المباشرة لإيران في الشرق الأوسط، وستعمل سياسة أمريكية أكثر فاعلية لمواجهة التحديات التي تفرضها إيران وشبكتها الإرهابية العالمية.
وشددت على ضرورة مواجهة إيران على 5 جبهات رئيسة، مشيرة إلى أنه «في الوقت الحالي، تخاطر الولايات المتحدة بتكثيف العمليات العسكرية بطريقة يمكن أن تسهم في تفتيت نظام الدولة في الشرق الأوسط وفتح المجال أمام النهوض المستمر للجهات الفاعلة غير الحكومية، وبدون استراتيجية إقليمية أوسع تربط النهج العسكري بالجهود الدبلوماسية في حل النزاعات، فإن التحولات التكتيكية والتشغيلية في السياسة العسكرية الأمريكية في الشرق الأوسط يمكن أن تجعل المنطقة أكثر استقرارا».
زراعة الإرهاب الخارجي
حددت وزارة الخارجية الأمريكية قوة القدس بأنها «الآلية الرئيسة للنظام لزراعة الإرهابيين ودعمهم في الخارج»، لكن كل هذه المنظمات عملت على توسيع نفوذ إيران في المنطقة.
وينصب تركيز إيران الاستراتيجي الأساس على بيئتها المباشرة في الشرق الأوسط والبلدان المجاورة مثل أفغانستان، ورغم أن جهودها مستمرة منذ عقود، إلا أن نفوذ إيران ومداها توسعا بعد أن أزالت الولايات المتحدة اثنين من أعداء إيران الرئيسين، طالبان في أفغانستان وصدام حسين في العراق.
انتهت حرب العراق 2003 من سياسة الولايات المتحدة المتمثلة في الاحتواء المزدوج لإيران والعراق، ومكنت من ظهور نفوذ تاريخي على إيران، ومنذ ذلك الحين، كثفت إيران جهودها لتشكيل البيئة الإقليمية باستراتيجية متعددة الأوجه لدعم القوى السياسية المتعاطفة مع إيران في خمس دول رئيسة:
أفغانستان
في السنوات الأخيرة، قدمت إيران دعما سريا، بما في ذلك الأموال والأسلحة والتدريب، للمتمردين المعارضين للحكومة الأفغانية، وجند الأفغان للخدمة في الميليشيات الشيعية التي تقاتل حاليا في الحرب الأهلية في سوريا.
استفاد الحرس الثوري الإيراني ماليا من تجارة المخدرات غير المشروعة التي تتدفق من أفغانستان، أكبر منتج للأفيون في العالم، ويقول أعضاء البرلمان ومسؤولو الأمن الأفغان إن عناصر المخابرات الإيرانية يرشون المسؤولين الحكوميين، ويقدمون زيارات إلى إيران لتلقي الرعاية الطبية وممارسة الأعمال التجارية، ومع تصعيد أمريكا وجودها العسكري في أفغانستان، زادت إيران من جهودها لتقويض ومحاربة الحكومة الأفغانية سرا.
العراق
يظل العراق مركز ثقل رئيسا لمشاركة إيران في الشرق الأوسط الكبير، وخلال أكثر من 15 عاما منذ غزو 2003، انخرطت إيران في جهد متعدد الأوجه لتشكيل مستقبل العراق والتأثير عليه. وأقامت إيران علاقات سياسية قوية مع شخصيات رئيسة في جميع مستويات الحكومة العراقية، كما قدمت التمويل والأسلحة للميليشيات العاملة بالتنسيق مع قوات الأمن العراقية. بالإضافة إلى المشاركة السياسية والأمنية، قامت إيران بتمويل وسائل الإعلام والحملات داخل العراق التي تصور إيران في صورة إيجابية. وزادت إيران من استثماراتها في الجهود المبذولة لتعميق الروابط الاقتصادية والثقافية والدينية مع العراق.
سوريا
تعمقت العلاقات الثنائية بين البلدين في السنوات السبع منذ بدء الحرب الأهلية في سوريا، وكان لتدخل إيران دور حيوي في دعم نظام بشار الأسد بالتمويل والأسلحة والقوات والميليشيات غير النظامية ودعم الدعاية، واستخدمت إيران أراضي سوريا لإنشاء قواعد عسكرية تهدد المصالح الأمريكية وحلفاءها.
اليمن
دعمت إيران الميليشيات الحوثية الإرهابية التي تقاتل الحكومة المعترف بها دوليا، وجعل موقع اليمن الجغرافي على طول مضيق باب المندب جنوب شرق البحر الأحمر نقطة تحول حيوية للتجارة العالمية بين القرن الأفريقي والشرق الأوسط، ويؤدي هذا الموقع إلى قناة السويس والبحر الأبيض المتوسط جنوب أوروبا.
في يناير 2018، أخطأت لجنة خبراء تابعة للأمم المتحدة في إيران لانتهاكها حظر الأسلحة المفروض على اليمن بعدم قيامها بذلك منع الصواريخ الإيرانية الصنع من الوقوع في أيدي الحوثيين. تم إطلاق عدد من هذه الصواريخ من اليمن على الأراضي السعودية في الأشهر الأخيرة.
لبنان
علاقات إيران عميقة مع الطائفة الشيعية في لبنان، وخاصة حزب الله، وقد دعمت الحزب منذ إنشائه 1982 واستخدمته لدفع أجندته الإقليمية وتحدي خصومه، وقدمت إيران التمويل والأسلحة لحزب الله على مدار عقود، وفي السنوات الأخيرة، قدمت صواريخ متطورة بشكل متزايد.
تقدم الانتخابات المقبلة في لبنان فرصة أخرى لاختبار مدى نفوذ حزب الله ونفوذه داخل النظام السياسي اللبناني، رغم أن معظم المراقبين يتوقعون أن يحافظ على نفوذه القوي.
تفكيك الإرهاب على 5 جبهات
- تعزيز التعاون في مجال الاستخبارات وإنفاذ القانون داخل الوكالات الأمريكية ومع الشركاء الإقليميين والعالميين.
- الدفاع عن الشراكات العسكرية والأمنية وتعزيزها في الشرق الأوسط، ويجب على الولايات المتحدة مواصلة العمل مع شركائها وحلفاء رئيسين بشأن عدد من التدابير، بما في ذلك:
- إنفاذ وتنفيذ حظر الأسلحة الذي يهدف إلى الحد من تدفق الأسلحة إلى النزاعات مثل اليمن وسوريا
- تعزيز الجهود المشتركة للدفاع ضد الهجمات الالكترونية التي ترعاها إيران وشركاؤها
- تطوير قدر أكبر من التنسيق بشأن التشغيل البيني للدفاع الصاروخي في الشرق الأوسط
- تكثيف الجهود لتبادل المعلومات ومنع تهريب الأسلحة غير المشروع في العمليات البحرية
- زيادة الجهود الدبلوماسية لحل النزاعات في اليمن وسوريا.
- التنافس مع إيران في الجهود السياسية وجهود التواصل الاستراتيجي لتشكيل المشهد السياسي في العراق ولبنان.
- الحفاظ على الصفقة النووية الإيرانية وضمان امتثال إيران الصارم.
3 منظمات إرهابية تنشر النفوذ
1 فيلق القدس
2 الحرس الثوري الإيراني
3 حزب الله اللبناني
شهادة البرلمان الأمريكي
في شهادة أمام لجنة الأمن الداخلي التابعة لمجلس النواب والمعنية بمكافحة الإرهاب والاستخبارات بشأن رعاة الدولة للإرهاب، ودراسة لشبكة الإرهاب العالمية في إيران من مركز التقدم الأمريكي، واعتمدت الشهادة على ثلاث نقاط رئيسة:
1 تقييم دور إيران في البيئة الاستراتيجية للشرق الأوسط وجنوب آسيا.
2 تحليل الدور الذي يلعبه حزب الله في الشرق الأوسط في جهود إيران لإظهار القوة والنفوذ.
3 توصيات للمرحلة التالية من سياسة الولايات المتحدة لمواجهة التحديات التي تطرحها.
دور إيران في المشهد الاستراتيجي
يظل الشرق الأوسط في صراع مستمر منذ عقود من أجل السلطة والنفوذ بين الدول الرئيسة في المنطقة، وساهمت هذه المنافسة بين الدول في إضعاف نظام الدولة القومية، وأصبحت دول مثل العراق وسوريا واليمن ساحات لهذه المنافسة، حيث انهارت السلطات الحاكمة في صراعات داخلية على السلطة والشرعية.
سهل انهيار هياكل الدولة نمو القوة والتأثير في مجموعة واسعة من الشبكات الإرهابية غير الحكومية ذات النطاق الإقليمي، وظهرت منظمات إرهابية شبه حكومية مثل حزب الله في لبنان وداعش في سوريا والعراق، كأطراف فاعلة مهمة في هذه البيئة.
واستغلت هذه الجماعات الفوضى الناجمة عن الصراع الطائفي والحرب الأهلية لتعميق جذورها في خطوط الصدع في المجتمعات المنقسمة، وعملت بعض هذه المجموعات، بما في ذلك حزب الله، بالتنسيق مع جهات فاعلة من الدولة مثل إيران لإظهار القوة وتشكيل الأحداث في بلدان أخرى.
فمنذ نحو 40 عاما وبالتحديد مع قيام الثورة الإسلامية في 1979، عملت إيران على تطوير شبكة عالمية واسعة النطاق من المنظمات الإرهابية والشبكات الإجرامية والشركاء السياسيين والوكلاء الذين يمتدون من أفغانستان إلى غرب أفريقيا وأمريكا اللاتينية، وانخرطت هذه الشبكة في الإرهاب ودعمت الميليشيات وأثارت عدم الاستقرار.
ومولت إيران جماعات مسلحة تحت سلطة الدولة، واستخدمت الرمزية الدينية والنداءات الطائفية في الاتصالات العامة، بهدف تشكيل تصورات شعبية في جميع أنحاء المنطقة سعيا لتحدي الشرعية السياسية للبلدان المجاورة.
دور حزب الله في دعم إيران
تأسس حزب الله بدعم من إيران في أوائل الثمانينيات، وعلى مر السنين، استكمل حزب الله الدعم بتدفقات إضافية من العائدات من المؤسسات التجارية والشبكات الخيرية ذات النطاق العالمي.
ففي سنواته الأولى، تورط في مجموعة من الهجمات الإرهابية وأعمال العنف، بما في ذلك تفجيرات 1983 في السفارة الأمريكية والثكنات البحرية في لبنان. منذ ذلك الحين، تطور الحزب ليصبح أقوى قوة سياسية في حكومة الائتلاف المنقسمة بعمق في لبنان. كما استثمرت في شبكة دعم اجتماعي واقتصادي عميقة داخل البلاد.
وفي السنوات الأخيرة، وسع حزب الله منطقة عملياته عبر الشرق الأوسط بالتعاون مع إيران. كمنظمة عربية، استطاع أن يردد أيديولوجية إيران بمصداقية أوسع بين الجماهير العربية، أصبح منخرطا بشكل متزايد في الحروب الأهلية في البلدان المجاورة وفي معارك بالوكالة في ثلاث ساحات رئيسة:
الساحة السورية
لعب حزب الله دورا محوريا في قتال المعارضين لنظام الأسد ومنع انتشار داعش من سوريا إلى لبنان. من2011 إلى 2013، لعب حزب الله دورا محدودا في الحرب الأهلية في سوريا، حيث أرسل بعض القوات لتعزيز أمن نظام الأسد والدفاع عن المواقع الدينية التي يحترمها المسلمون الشيعة. في 2013، عزز حزب الله إلى حد كبير مشاركته العسكرية المباشرة، وعمل عن كثب مع إيران والميليشيات الشيعية لقلب تيار الصراع في سوريا. ولعب حزب الله دورا بارزا في المعارك الرئيسة داخل سوريا، بما في ذلك القصير في 2013، والزبداني في 2015، وتدمر في 2016.
ساحة العراق
انخرط حزب الله داخل العراق منذ حرب العراق 2003، حيث لعب دورا استشاريا وتنسيقيا مع الميليشيات الشيعية المدعومة من إيران. حفز صعود داعش واستيلاؤها على الموصل 2014 حزب الله على تكثيف مشاركته داخل العراق مع التركيز على التهديد الذي تشكله الدولة الإسلامية.
التورط باليمن
ظهرت أدلة على أن حزب الله قدم تدريبات ودعما سريا لمساعدة الحوثيين في قتال الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا والتحالف العسكري بقيادة السعودية، تلقى المقاتلون الحوثيون تدريبات في معسكرات حزب الله في لبنان، وتمت معالجة ضحايا الحوثيين في حرب اليمن وحتى دفنهم في لبنان.
إلى جانب توسيع وتعميق مشاركته في الشرق الأوسط، حافظ حزب الله على شبكته العالمية لتمويل عملياته وموقعه نفسه للقيام بهجمات إرهابية محتملة، ولا يبدو أن تنفيذ الهجمات على الوطن الأمريكي يمثل أولوية قصوى بالنسبة لحزب الله، خاصة في السنوات الأخيرة حيث تهيمن الشكوك في الشرق الأوسط على تركيز الحركة.
ويواصل حزب الله تطوير شبكة لتمويل عملياته الإجمالية والتحضير لحالات الطوارئ المحتملة التي قد تنطوي على هجمات في المستقبل على أهداف أمريكية، قام الأفراد والمنظمات المرتبطة بحزب الله بتحويل الأموال من المنظمات الخيرية التي تجمع الأموال في الولايات المتحدة إلى قادة في لبنان، بالإضافة إلى ذلك، كشف المسؤولون الأمريكيون عن أدلة على عمليات غسل الأموال والتهريب والاتجار بالمخدرات وتزوير المخدرات المرتبطة بحزب الله في نصف الكرة الغربي، بما في ذلك في الولايات المتحدة.
لم يهاجم حزب الله مباشرة الولايات المتحدة، لكن هناك بعض الأدلة على الجهود المبذولة لوضع خلايا نائمة لتطوير القدرات التشغيلية في أمريكا، وفي يونيو 2017، تم اعتقال شخص في نيويورك ووجهت إليه تهمة غلاف مطار جون كينيدي لهجوم محتمل من حزب الله.
كيف تواجه أمريكا إيران؟
إن الاستراتيجية الإيرانية لإبراز القوة والنفوذ في الشرق الأوسط وما وراءه تحفزها مجموعة متنوعة من العوامل أيديولوجيتها ونظرتها للعالم، وتصوراتها للتهديدات والفرص، ومناقشاتها السياسية الداخلية، ودعمها لشبكات الإرهاب مع الإقليمية والامتداد العالمي مثل حزب الله هو أحد المكونات المهمة لاستراتيجية متعددة الطبقات تشتمل على عناصر عسكرية ودبلوماسية وسياسية واقتصادية وأيديولوجية.
من أجل مواجهة التحديات التي تفرضها إيران، تحتاج الولايات المتحدة إلى استراتيجية متعددة الجوانب على عدة جبهات لسنوات لمواجهة التهديدات الإرهابية، حيث كانت سياسة أمريكا ناقصة في العديد من الإدارات في وضع استراتيجية واضحة ومتكاملة تؤثر على البيئة المباشرة لإيران في الشرق الأوسط، وستعمل سياسة أمريكية أكثر فاعلية لمواجهة التحديات التي تفرضها إيران وشبكتها الإرهابية العالمية.