مبارك: نظام الملالي يهدد الأمن القومي العربي

تحدث عن دور السعودية القيادي.. وقال «إن سعود الفيصل قابله 6 صباحا في المطار قبل توجهه لصدام»
تحدث عن دور السعودية القيادي.. وقال «إن سعود الفيصل قابله 6 صباحا في المطار قبل توجهه لصدام»

الاثنين - 20 مايو 2019

Mon - 20 May 2019

أكد الرئيس المصري السابق محمد حسني مبارك أن إيران تشكل خطرا كبيرا على الأمن العربي، وأنها تسعى للتغلغل في المنطقة منذ عقود، وكشف عن الدور القيادي للسعودية في إنهاء أزمة احتلال الكويت ودورها البارز في رأب الصدع العربي.

وخرج مبارك في حوار استثنائي يعد الأول من نوعه منذ عزله عام 2011، مع الإعلامية فجر السعيد عبر صحيفة الأنباء الكويتية أمس، مؤكدا على خطورة المد الإيراني في المنطقة، وقال «إيران تسعى للتغلغل في المنطقة، وده يهدد الأمن القومي العربي، من بعد 2011 تحديدا كل القوى اللي لها أطماع في منطقتنا استغلت هذا الظرف التاريخي لتحقيق مصالحها، مصر وقفت مع العراق في حربه ضد إيران، ومصر وقفت مع الأشقاء في الخليج ضد أي تهديد إيراني».

وأضاف «كان لنا رؤية مشتركة مع العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز «يرحمه الله» في التصدي لأطماع إيران في المنطقة، مع محاولة فتح أي آفاق للتفاهم معهم، حاولت أحسن العلاقات مع إيران أيام الرئيس خاتمي، وتقابلت معه في جنيف، بس المتشددين عندهم عقدوا أي فرصة لتحسين العلاقات، وما ننساش أن أثناء أحداث يناير 2011 هنا في مصر طلع المرشد الإيراني وبشكل غير مسبوق وألقى خطبة باللغة العربية يحرض فيها على الثورة الإسلامية في مصر».

وتابع «أطماع إيران ومساعيهم واضحة، وتهديدهم للخليج لا يمكن السكوت عليه، وأطماع إسرائيل أيضا واضحة بالذات في ظل الحكومة الحالية، فلا بد من التعامل مع الموضوعين بحيث لا يطغى موضوع منهم على الآخر».

وتحدث الرئيس المصري الأسبق عن تفاصيل مثيرة لأزمة غزو الكويت، والدور القيادي للسعودية في التحرير، وملابسات لقائه مع صدام حسين قبل الغزو، وقال «كنت على تواصل مستمر مع دول الخليج وتحديدا السعودية والكويت والإمارات، قررت على الفور زيارة العراق عشان أقعد مع صدام ونهدي الأمور، روحت العراق يوم الثلاثاء 24 يوليو.. وجاءني الأمير سعود الفيصل مبعوثا من الملك فهد بن عبدالعزيز في السادسة صباحا في المطار عشان يتشاور معي قبل لقائي مع صدام».

وعن اجتماع جدة الذي سبق الغزو قال «تقابلت مع الملك فهد والأمير عبدالله.. واتفقت معهم على أهمية الدعوة للقاء يضم العراقيين والكويتيين في السعودية يوم الأحد 29 يوليو، وبالفعل دعاهم الأمير عبدالله لاجتماع في جدة يوم الأحد 29 يوليو.. ولكن الوفد العراقي قرر أن يحضر الثلاثاء 31 يوليو.. وحضر الأمير عبدالله معهم العشاء قبل الاجتماعات.. ورأس الوفد الكويتي الشيخ سعد، والعراقي عزة إبراهيم.. واجتمع الوفدان مساء الثلاثاء وظهر الأربعاء.. اتضح أن الوفد العراقي كان جاي متبرمج على كلام محدد يقوله وليس لديه أي تفويض بالتفاوض لحل الخلاف.. وسافر الوفدان، والعراقيون راحوا عملوا عمرة ورجعوا العراق فجر الخميس.. وبعدها على الفور دخلت القوات العراقية الكويت».

وأشار إلى أن مكتبه أيقظه فجر الخميس 2 أغسطس على خبر الغزو العراقي للكويت، وقال «كان عندي الشيخ زايد في زيارة يومها.. فتقابلت معه للتشاور حول ما حدث.. وعاد إلى أبوظبي بطائرة الرئاسة المصرية، لأن كان هناك تخوف أن صدام يحاول يضرب الطائرة.. ما هو بعد اللي حصل ده كان هناك إحساس بأن صدام ممكن يعمل أي حاجة»، وأضاف: «كان فيه تشاور مع السعودية والإمارات وأبدت مصر استعدادها لإرسال قوات عسكرية».

وحول تداعيات حرب تحرير الكويت.. قال «بعد موافقة مجلس الشعب أرسلت قوات للسعودية ضمن قوات التحالف لتحرير الكويت، والشيخ زايد طلب مني قوات لحماية آبار البترول عنده فأرسلت له لواء صاعقة.. القوات في السعودية كانت مهمتها محددة بتحرير الكويت وليس دخول العراق، ولما كلمني الرئيس الأمريكي قبل نهاية الحرب يأخذ رأيي في دخول قوات التحالف للعراق للقبض على صدام حسين.. قلت له لن يدخل جندي مصري للعراق، وإذا أنت أقدمت على هذا ستخسر الدعم العربي، ولذلك تراجع عن هذه الفكرة وانتهت الحرب بتحرير الكويت».

وشدد مبارك على أن تداعيات الغزو العراقي للكويت مستمرة حتى الآن، وقال «التدخلات والأطماع الخارجية وجدتها فرصة لتحقيق مصالحها.. التوازن الذي كان حادثا بين العراق وإيران اختل لصالح إيران في المنطقة، وجاءت أعمال الإرهاب متمثلة في تنظيم القاعدة تحت زعم مقاومة التواجد الأمريكي في الخليج لتصل ذروتها في أحداث 11 سبتمبر».