أحمد الهلالي

إيران تفيق على واقعها الحقيقي!

الاحد - 19 مايو 2019

Sun - 19 May 2019

خطر على بالي قول المتنبي (لا تحسب الشحم فيمن شحمه ورم)، وأنا أشاهد التقارير الإخبارية الزائفة عن القوة التي تملكها إيران، حتى ليكاد المزيفون أن يقولوا إن إيران لم تتأثر بالعقوبات الأمريكية ضدها، وإنها مكافئة عسكريا للولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها، ولعمري إنهم يغرفون من بحار أوهامهم. إيران التي اختطت طريق الشر لها ولشعبها، قادتها أوهام الملالي إلى توزيع الشر على كل جيرانها، وأبعد من ذلك، حتى شعر العالم أجمع بخطر هذا الكيان المارق الذي جند كل مقدرات إيران للحصول على القنبلة النووية لتدمير العالم تحقيقا لأوهام النفوذ، وها هي اليوم ترتجف ارتجاف اللص المحاصر، فقد أصبحت في مهب الريح لا أرض تقلها ولا سماء تظلها.

أطماع الحكومة الإيرانية جعلتها اليوم تقف وحيدة مرتجفة، فلا تستطيع المراهنة على شعبها المقهور الجائع، ولا على دول الجوار المتضررة من سياساتها الشريرة، ولا حتى على أذنابها ومرتزقتها في المنطقة العربية، ولا حلفاء دوليين يرضون بتشويه صورتهم عالميا بحماية نظام دأب على بذر الشر في كل أرض يدخلها، فالحكومة الإيرانية تتحكم بها الأيديولوجيا الشريرة الساعية إلى الهيمنة بواسطة دمار الآخرين والسيطرة عليهم.

منذ العقوبات الاقتصادية الأمريكية الأولى والشعب الإيراني يعاني معاناة شديدة، وكلما عبر عن معاناته قمعه النظام بهراوة الباسيج، ومشانق الحرس الجمهوري، ثم ازداد الضغط بازدياد العقوبات، حتى خرج الشعب قبل أشهر يحرق صور خامنئي وجلاوزته، فقتل من قتل وسجن من سجن وعذب من عذب، وما يزال هذا الشعب المقهور يتلظى غضبا، ويتضور جوعا، مما أضعف مراهنة النظام البائس على الداخل، أما أذناب النظام في الوطن العربي من أمثال حزب الله والحوثيين وغيرهم فهم غارقون في أزماتهم المالية والعسكرية، وقد أصبحوا مكشوفين للعالم، ولا يملكون سوى زيف أصواتهم وشعاراتهم ومخدراتهم.

إيران اليوم ترتجف، وتبحث سرا عن وسطاء يقونها سوء المصير الذي تخشاه وتستحقه، وتتسول حجة ولو شبه منطقية للخروج من المأزق الخطير، فهي تعلم أنها ستخضع شاءت أم أبت، فقد أنهكتها العقوبات الاقتصادية الصارمة، وهي تعلم أن قوتها العسكرية لا تقارن بقوة أمريكا وحلفائها، وإن دخلت في حرب فلن تصمد طويلا، أما جعجعتها الإعلامية وجعجعة أذنابها، فأقرب مثال على كذبها أن إسرائيل أذاقتها وأذاقت ذراعها حزب الله في سوريا أنواع الضربات الموجعة ولم تجرؤ على الرد، كذلك نعلم أنها هددت عشرات المرات بإغلاق مضيق هرمز منذ سنوات، ولكنها لم تنفذ تهديدها ولو مرة واحدة، فهذا دأب إيران ما بعد الحرب العراقية، لا تواجه مطلقا، وإنما تستخدم كباش الفداء لتزج بهم في محارق أوهامها.

على كل حال، خضوع إيران للإرادة العالمية حاصل لا محالة، وانصياعها للقوانين الدولية سيحدث حتما، وكلها مسألة وقت لا أكثر، سواء اصطلت بنار الحرب أم لم تصطل بها، لأنها منهارة على كل الأصعدة، فآخر أخبارها الاقتصادية أنها تهرب نفطها وتبيعه على الصهاريج في عرض البحر بأثمان بخسة، وأما على الصعيد السياسي فملاليها يغردون باستجداءات وأماني أن يتدخل الوسطاء لإخراجها من مأزق الانهيار النهائي بالقوة العسكرية.

ستخضع إيران، ولا يشك في ذلك عاقل، فقراءة بسيطة لتاريخ المواجهات الإيرانية كفيلة بأن تكشف عن ذلك، فقد استنفدت كل أوراق خدعها الدبلوماسية، ولم تعد صالحة للاستخدام. ستخضع إيران، وستستعيد المنطقة هدوءها، فسياساتها التخريبية هي المسؤول الأول عما يحدث في منطقتنا العربية برمتها.

ahmad_ helali@