3 سيناريوهات لردع إيران

خبير روسي يضع 3 سيناريوهات.. وباحثون عدوا إغلاق مضيق هرمز خيارا انتحاريا
خبير روسي يضع 3 سيناريوهات.. وباحثون عدوا إغلاق مضيق هرمز خيارا انتحاريا

الاحد - 19 مايو 2019

Sun - 19 May 2019

تزايدت فرص اندلاع حرب في الخليج، وزادت احتمالات أن توجه الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاؤها ضربة استباقية لنظام الملالي، الذي بات أمام خيارين، إما مواجهة حرب اقتصادية وسياسية وإعلامية وربما عسكرية، أو الاستسلام وتغيير السلوك العدواني الذي ساهم في نشر الإرهاب والتطرف في المنطقة.

ورغم التصعيد الذي مارسته إيران عبر حلفائها في المنطقة، سواء الحوثيين في اليمن، أو حزب الله في لبنان، والحشد الشعبي في العراق، إلا أن أصوات عدة تحث النظام الإيراني على رفع الراية البيضاء والخضوع في نهاية المطاف لمطالب المجتمع الدولي، بدلا من الدخول في حرب غير متكافئة، في ظل الفارق الشاسع في الإمكانات، والأسلحة المتطورة جدا التي تملكها أمريكا وحلفاؤها، والتي بإمكانها أن تنهي الكثير من المغامرات والمراهقة الإيرانية بصورة مأسوية.

خيار انتحاري

يرى الخبير الاستراتيجي والكاتب والمحلل الإماراتي الدكتور سالم الكتبي أن إقدام إيران على تنفيذ تهديدها بإغلاق مضيق هرمز هو «خيار انتحاري»، ويقول «عادت التهديدات بإغلاق مضيق هرمز من جانب قيادات الحرس الثوري الإيراني، ولكن الحقيقة أن هذه التهديدات لم تعد تعطي الأثر النفسي لها، حيث اكتشف العالم أن هامش المناورة المتاح أمام النظام الإيراني لتنفيذ مثل هذه التهديد يكاد يكون صفرا، باعتباره خيارا انتحاريا بشكل المقاييس الاستراتيجية».

ويؤكد أن نظام الملالي يدرك أن «انهيار عائدات البلاد من النفط يعني انكشاف الأوضاع داخليا وانهيار قدرة النظام على تمويل ميليشياته ووكلائه الطائفيين مما يمهد لانفراط عقد هذه المنظومة الخبيثة التي تغلغلت في جسد المنطقة ابتداء من اليمن وصولا إلى سوريا والعراق، ولا سيما أن معظم هذه الميليشيات تتكون بالأساس من مرتزقة وعملاء تم جلبهم من دول مختلفة، فضلا عن أن انقطاع التمويل عن بعضها الآخر مثل جماعة الحوثي في اليمن سينهي قدرتهم على مواصلة الفوضى التي ينشرونها في ربوع اليمن».

خنق النظام

ويبدو أن خنق النظام الإيراني عبر العقوبات الاقتصادية الحازمة التي فرضتها الولايات المتحدة الأمريكية، إضافة إلى استشعار نظام الملالي بجدية الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها في الوصول إلى الحل العسكري، سيقود إيران للتراجع خطوات للوراء، حيث لن تستطيع مقاومة استراتيجية أمريكا وحلفائها التي تستهدفها وستضطر للاستسلام والخضوع في نهاية المطاف، فهي مخيرة في الأيام المقبلة، ما بين تغيير سلوكياتها العدوانية أو حدوث كارثة اقتصادية مقبلة لا محالة.

وفطنت أمريكا لأهمية الضغط على إيران، وقالت المسؤولة السابقة في وزارة الخزانة الأمريكية، كاثرين باور، احتجاز عائدات صادرات النفط الإيرانية أخطر الأسلحة التي توجه إلى إيران، وتحرمها من مصدر رئيسي للعملة الصعبة، مع إيجاد غطاء قانوني لحجب الإيرادات الإيرانية في البنوك المحلية في بعض الدول التي كانت تتعامل مع إيران.

ويسير هذه الاقتراح جنبا إلى جنب مع الجهود الأمريكية الحالية للوصول بالصادرات الإيرانية النفطية إلى مستوى صفر، ليزيد من الضغط المالي على النظام، الذي يستخدم عائداته في تسليح الميليشيات الإرهابية في عدد من الدول، وستبقى العقوبات الأمريكية الجديدة ضد إيران إلى حين خضوعها، وقبولها باتفاق جديد يناسب واشنطن وحلفاءها ويقطع طريق طهران نهائيا نحو صنع أسلحة نووية.

توازنات القوى

مهما حاولت إيران أن تزيد مخاوف العالم، وتبعث رسائل بقدرتها على تطوير بعض الأسحلة، إلا أن القادة الإيرانيين ما زالوا يعيشون أوهام الماضي، ويقعون ضحية الغطرسة والكبرياء، ويتناسون أن موازين القوة العسكرية مختلفة تماما.

توازنات القوى العسكرية بين الولايات المتحدة وإيران لا تجعل من لجوء النظام الإيراني إلى التصعيد خيارا واقعيا، في ظل الفوارق الهائلة في قدرات التسلح التقليدية بين القوات الجوية والبحرية والقدرات الصاروخية للجيشين الأمريكي والإيراني.

القوة العسكرية الإيرانية تعاني تراجعا وضعفا هائلا في القوة الجوية وتغالي في الاعتماد على الميليشيات وخوض المواجهات غير التقليدية، فضلا عن بعض منظومات الصواريخ قصيرة ومتوسطة المدى التي يمكن تحييدها عبر منظومات الدفاع الصاروخي المتطورة، ويجمع كثير من المراقبين على أن إيران عسكريا «نمر من ورق»، فهي تملك قوات تقليدية غاب عنها التطور سنوات طويلة، علاوة على أن الدول تستمد قوتها من قوة جبهتها الداخلية وقوة اقتصادها وقدرته على تحمل خوض الصراعات العسكرية وتحمل أعبائها، وكلها أمور تفتقدها إيران.

الانحناء للعاصفة

تشير توقعات عدد من الخبراء إلى أن إيران ستضطر للانحناء للعاصفة، لأنها ببساطة شديدة لن تستطيع المواجهة العسكرية أمام خصوم يفوقونها بمراحل، وكذلك لن تستطيع مواجهة الانهيار الاقتصادي الداخلي بفعل العقوبات الاقتصادية غير المسبوقة تاريخيا، وخضوع النظام الإيراني للضغوط الأمريكية ليس أكثر من مسألة وقت، أما التصعيد السياسي والإعلامي فهو للاستهلاك الشعبوي في الداخل، فإيران تدرك أنها ستكون الخاسر الأكبر من أي حرب تندلع.

المعطيات الحالية تضع أمام إيران خيارات محدودة وضئيلة للنفاذ بجلدها، وهي الخضوع للمطالب الأمريكية والدولية العادلة فيما يخص برنامجها النووي أولا، ووقف تدخلاتها في شؤون الدول الأخرى وتمويل الإرهاب.

3 سيناريوهات

وضع الخبير العسكري الروسي كونستانتين سيفكوف 3 سيناريوهات للحرب بين إيران وأمريكا، لكنه أكد فى حوار لصحيفة «فزجلياد» الروسية أن 120 ألف جندي من الولايات المتحدة لن يكفوا لحل الأزمة الإيرانية، مشيرا فى ذلك إلى تقارير عن خطة وضعتها وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاجون» تتضمن نقل هذا العدد من الجنود الأمريكيين إلى الشرق الأوسط، وهو ما نفاه البيت الأبيض لاحقا.

1 السيناريو الأول

يقوم على شن غارة جوية وصاروخية أمريكية محدودة النطاق بهدف تدمير المنشآت النووية الإيرانية، لافتا إلى أن 120 ألف جندي أمريكي سيكفون لمثل هذه الضربة.

2 السيناريو الثاني

يتمثل فى شن حملة جوية واسعة النطاق من أجل تدمير مرافق الاقتصاد الإيراني، لكن سيفكون يشير هنا إلى أن 120 ألف جندي لن يكفوا لتنفيذ هذه المهمة.

3 السيناريو الثالث

بدء حرب طويلة ضد إيران واحتلال أراضيها، عبر شن حرب واسعة النطاق بدخول القوات البرية إلى إيران، كما كان الحال أثناء حرب العراق، مؤكدا هذه المرة أن حربا كهذه تحتاج إلى نحو مليون جندي أمريكي.

استعراض قوة

يرى فريق آخر أن اندلاع حرب في منطقة الخليج أمر مستبعد، وفي هذا الصدد يقول الخبير العسكرى العميد محمد ملحم «أعتقد أن الحشود العسكرية الأمريكية، وهى كافية للقيام بأي عمل عسكري وتدمير القوة العسكرية والاقتصادية الإيرانية، تعد نوعا من أنواع الضغط، وهناك عملية تهويل كبيرة جدا، لكن فى الوقت نفسه تدعو الإدارة الأمريكية إلى التفاوض، على أمل تجنب القتل والدمار».

ويعتقد الخبير العسكري عمر معربوني أن ما يحدث حاليا لا يزيد على كونه تبادلا لرسائل التهديد واستعراض القوة العسكرية والسياسية، ولكن حتى اللحظة لا شيء يشير إلى وقوع حرب. ويرى فى حديثه لوكالة «سبوتنيك» الروسية أن بوسع إيران أن تخرج من ذلك كله إذا سارعت بالجلوس إلى مائدة المفاوضات، وأشار إلى أن التاريخ وعلى مدى عقود طويلة من الزمن، وبمقارنة جميع الحملات والحروب التى قامت بها الولايات المتحدة الأمريكية، من فيتنام إلى كوريا وأفغانستان والعراق وأماكن أخرى، يبين أن النتائج المباشرة لكل هذه الحروب كانت مدمرة، وقد وصف قائد الحرس الثوري الإيراني حسين سلامي، إرسال الولايات المتحدة الأمريكية حاملة طائرات إلى المنطقة بـ»الحرب النفسية».

سقوط الملالي

ويرى فريق آخر أن سقوط النظام الإيراني وتآكله من الداخل قد يعجل بنهاية الأزمة، ويقول رودي جولياني المستشار القانوني للرئيس الأمريكي دونالد ترمب إن «نهاية النظام الإيراني قريبة»، متوقعا سقوط نظام طهران خلال عام.

ورأى جولياني أن القمع والعنف ضد المتظاهرين وعدد القتلى كلها تؤكد أن الحرية في إيران قريبة جدا، وهاجم الدول الأوروبية التي لا تزال تحتفظ بعلاقات تجارية واقتصادية مع طهران، وقال إن «تلك البلدان التي لا تزال تدعم إيران وتتعاون معها اقتصاديا تدفع المال لنظام يحرم النساء والأطفال من حقوقهم، ويقتل الذين لديهم عقيدة أو خلفية دينية مغايرة»، وختم كلامه «لقد حان وقت التغيير في إيران».
فارق شاسع بين العتاد العسكري الأمريكي والإيراني



تبدو الفوارق شاسعة جدا بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران في العتاد العسكري، وتميل كل موازين القوى لصالح الأولى، علاوة على الفوارق النوعية والتقنية، حيث تمتلك طهران أسلحة تقليدية قديمة

6287

دبابة أمريكية.

1616

دبابة إيرانية

العتاد العسكري الأمريكي

1 الأولى في تصنيف أقوى جيوش العالم في 2019.

العتاد العسكري الإيراني

21 يحتل الجيش الإيراني المركز 21 عالميا.

  • 1,280,000 جندي أمريكي جاهزون للقتال

  • 1,400,000 سن الخدمة العسكرية سنويا في إيران 1.4 مليون إيراني، لكن أغلبهم غير مدرب للقتال

  • 13,398 طائرة أمريكية حربية بينها 2362 طائرة مقاتلة

  • 477 طائرة إيرانية بينها 137 مقاتلة و137 طائرة هجومية

  • 415 قطعة إجمالي الأصول البحرية الأمريكية

  • 398 قطعة بحرية تعداد وحدات الأسطول الإيراني