الروضة الشريفة.. قطعة من الجنة بالمسجد النبوي

الاحد - 19 مايو 2019

Sun - 19 May 2019

تعد الروضة الشريفة جزءا من المسجد النبوي، فهي تقع داخله، وهي المكان الواقع بين بيت المصطفى صلى الله عليه وسلم وهو بيت عائشة رضي الله عنها وبين المنبر الشريف، ووردت عدة أقوال في تحديدها حيث حدودها من الشرق دار عائشة رضي الله عنها، ومن المغرب المنبر الشريف، ومن الجنوب القبلة، ومن الشمال الخط الموازي لنهاية بيت عائشة رضي الله عنها، وتقدر مساحة الروضة بـ330م2 حيث يبلغ طولها 22م وعرضها 15م.

وجاء في فضلها، وبيان منزلتها حديث للرسول صلى الله عليه وسلم، يقول فيه (ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة)، وقد ذكر العلماء في معنى هذا الحديث الشريف عددا من الأقوال، منها أنها مكان تتحصل فيه السعادة والطمأنينة، بالعبادة التي يؤديها المسلم فيها، كما يحصل له ذلك في الجنة ورياضها، وأن العبادة في هذا المكان المخصوص طريق لدخول الجنة ونعيمها، وأن هذا المكان قطعة حقيقة من الجنة، وأنها ستنتقل يوم القيامة إلى مكانها في الجنة.

وأوضح العلماء أن الصلاة في الروضة الشريفة مستحبة للإنسان المسلم، سواء أكانت صلاة فريضة أم نافلة، وكذلك يستحب فيها الجلوس للدعاء، والذكر، والاعتكاف، وقراءة القرآن، ونحو ذلك من العبادات والطاعات، وذلك لما فيها من مضاعفة الأجر والثواب.

وتضم الروضة الشريفة في مساحتها عددا من المعالم المهمة البارزة، كمحراب الرسول صلى الله عليه وسلم، وهو المكان الذي كان يصلي فيه بعد أن تم تحويل القبلة، والأسطوانات أي الأعمدة التي تحمل القباب في الروضة المشرفة، وعددها داخل الروضة ستة، ومنبر الرسول صلى الله عليه وسلم، وهو في الحد الغربي للروضة الشريفة.

كما تضم حجرة السيدة عائشة رضي الله عنها، وهي في الحد الشرقي للروضة الشريفة، وفيها قبر الرسول صلى الله عليه وسلم، وقبرا أبي بكر الصديق، وعمر بن الخطاب رضي الله عنهما.

وهكذا تتضح حدود الروضة الشريفة بالضبط، فمن الشرق تحدها حجرة السيدة عائشة رضي الله عنها، ومن الغرب منبر الرسول صلى الله عليه وسلم، ومن الجنوب جدار المسجد الذي بني فيه المحراب النبوي للرسول صلى الله عليه وسلم، ومن الشمال الخط المار من نهاية بيت السيدة عائشة -رضي الله عنها- في الشرق، إلى منبر رسول الله -صلى الله عليه وسلم .

والصلاة في الروضة الشريفة أفضل من أي مكان في المسجد إلا المكتوبة فإنها في الصف الأول ولو كان خارج الروضة بأفضل منها في الروضة، ويحرص الزائرون لمسجد الرسول صلى الله عليه وسلم على الصلاة النافلة في الروضة الشريفة، قال ابن القاسم «أحب مواضع الصلاة في مسجده صلى الله عليه وسلم في النفل العمود المخلق (أي في الروضة) وفي الفروض الصف الأول».

واهتم قادة السعودية بالحرمين الشريفين بصفة عامة وبالروضة الشريفة بصفة خاصة منذ عهد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -رحمه الله- ومن بعده أبناؤه البررة حيث تواصلت في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، مسيرة العطاء في خدمة الحرمين الشريفين والتي تصب جميعها في خدمة الإسلام والمسلمين وتوفير الخدمات كافة لأهالي دار الرسول الأمين وزوارها لأداء مناسكهم وعباداتهم بكل سهولة ويسر.